عدد اليوم
شعبان بلال (القاهرة، بيروت)
دعا الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، أمس، السياسيين اللبنانيين للمزيد من التشاور للوصول إلى تفاهمات حول الاستحقاق الرئاسي، مؤكداً مساندة «الجامعة» وتأييدها لحقوق لبنان في أراضيه ومياهه.
وأوضح الرئيس اللبناني ميشال عون، خلال لقائه زكي، في قصر بعبدا، أمس، أن «لبنان ينتظر نتيجة الاتصالات التي يجريها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، مع الإسرائيليين لتحديد مسار المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية».
وقال لبنان، أمس الأول، إن المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة لترسيم حدوده البحرية مع إسرائيل وصلت إلى نقطة حاسمة، بعدما رفضت إسرائيل تعديلات طلبتها بيروت على مسودة الاتفاق، الأمر الذي يلقي بظلال من الشك على جهود دبلوماسية امتدت لسنوات. وحظيت مسودة الاتفاق، التي لم يتم الإعلان عن تفاصيلها، بترحيب مبدئي من جانب الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية. لكن وسط معارضة داخلية في البلدين، طلب لبنان من المبعوث الأميركي تعديلات عدة. وأوضح السفير حسام زكي، أن زيارته إلى بيروت «تندرج في إطار اهتمام الجامعة بالأوضاع اللبنانية، لا سيما في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي ومواقف الأطراف اللبنانية منه، مع التأكيد على أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وضرورة تعاون الجميع لتحقيق هذه الغاية». والتقى زكي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، وشارك في اللقاء الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير عبد الرحمن الصلح، بحسب بيان صادر عن الموقع الرسمي للرئيس ميقاتي. كما التقى رؤساء الكتل الأساسية في البرلمان «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» و«الكتائب» و«الحزب التقدمي الاشتراكي».
وقال زكي رداً على سؤال عن مسألة ترسيم الحدود البحرية التي تجرى عبر الوسيط الأميركي: «موقفنا واضح، ويتمثل بتأييد كامل للبنان في الاتفاق وأهدافه وما يقوم به للحفاظ على حقوقه، وسبق أن أعلنّا ذلك سابقاً، وأؤكد عليه مجدداً الآن، فالجامعة تساند وتؤيد الحقوق اللبنانية في أراضي لبنان ومياهه، وتقف إلى جانبه في هذه المسألة».
وعادت المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود بوساطة أميركية بعد أشهر من التوقف، إذ أكد مسؤولون لبنانيون أن موقف الجميع في لبنان موحد بشأن الاتفاق من أجل مصلحة العامة، ويتوقع خبراء ومحللون أن يساعد التوصل لاتفاق نهائي في تخفيف حدة أزمة الطاقة في لبنان.
وأوضح الباحث السياسي اللبناني محمود فقيه أن الاستفادة من الغاز قد تكون مخرجاً للخلاص من الدين العام وتوفير الكهرباء والأزمة الاقتصادية، لكنه اعتبر في تصريحات لـ«الاتحاد» أنه من الضروري حدوث تغيير جذري في المنهجية والنخبة الحاكمة. ويرى الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني الدكتور بشير عصمت أن الأمور لم تنته بعد في ما يتعلق بالترسيم، بينما ينتظر لبنان أجوبة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين. وأشار عصمت لـ«الاتحاد» إلى أن ثمة ترويجاً كبيراً تقوم به الحكومة اللبنانية حول نيل كامل حقوقه. لكنه أكد أنه في ما يتعلق بتوفير الطاقة، التي تتسبب بأزمات كبيرة في لبنان، لا أمل سريعاً في حل الأزمة، منوّهاً إلى أنه ليست هناك دراسات مؤكدة حول توفر الغاز في المياه اللبنانية بكميات كافية تجارية لسرعة البدء بالاستثمار، مشيراً إلى أن هناك عدم رغبة لدى كثير من اللبنانيين في استخراج المخزونات، في حال توفرها، في ظل وجود الطبقة السياسية الحالية.
