الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

طلب أوكراني مفاجئ بالانضمام لـ«الناتو».. وروسيا تتعهد بالنصر

بوتين وزعماء الأقاليم الأربعة أثناء الاحتفال في موسكو (أ ف ب)
1 أكتوبر 2022 01:13

عواصم (وكالات)

تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، خلال حفل موسيقي بمناسبة ضم روسيا أربعة أقاليم جنوب وشرق أوكرانيا، بأن بلاده ستحقق النصر في حملتها العسكرية المستمرة، منذ 7 أشهر، فيما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تقديم طلب عاجل ومفاجئ للانضمام لعضوية حلف شمال الأطلسي «الناتو»، واستبعد إجراء محادثات مع بوتين عقب إعلان موسكو ضم المناطق الأربع.
وأُقيم الحفل الموسيقي، في ظل جدران الكرملين للاحتفال بضم روسيا لأقاليم دونيتسك ولوغانسك (شرق) وزابوريجيا وخيرسون (جنوب) جنوب وشرق أوكرانيا. وكان بوتين وقع وثائق الضم قبل ساعات قليلة في مراسم بالكرملين.
وقال بوتين الذي وقف حوله قادة الإدارات المدعومة من روسيا في هذه الأقاليم، وفي الخلفية الأبراج متعددة الألوان لكاتدرائية سانت باسيل التي تعود للقرن السادس عشر، إن الناس في المناطق قد اختاروا العودة إلى «أمتهم التاريخية». 
وأضاف أن روسيا ستبذل كل جهد لدعمهم، وتعزيز أمنهم، وإعادة بناء اقتصاداتهم.
وقال: «مرحباً بكم في الوطن!»، لتعلو هتافات «روسيا! روسيا!» من الحشد الذي يلوح بالأعلام في الساحة مترامية الأطراف.
ونددت كييف والغرب «بالاستفتاءات» التي أجرتها موسكو في المناطق الأربع، مع إعلان عدم التخلي عن الجهود لإخراج روسيا من الأراضي التي سيطرت عليها.
وووقع زيلينسكي أوراق طلب الانضمام إلى الحلف العسكري الغربي، في مقطع فيديو على الإنترنت، كان من الواضح أنه يقصد به الرد على الاحتفالات الروسية في موسكو بإعلان الأقاليم الأربعة أراضي روسية جديدة.
وقال زيلينسكي، في مقطع الفيديو الذي نشره على تطبيق تيليغرام: «نحن نتخذ خطوة حاسمة من خلال التوقيع على طلب أوكراني للانضمام السريع إلى حلف شمال الأطلسي».
وظهر زيلينسكي في الفيديو مرتدياً زياً عسكرياً، وقد وقف بجانبه رئيس الوزراء ورئيس البرلمان وهو يوقع وثيقة طلب الانضمام.
ومن المرجح أن يصيب الإعلان وتراً حساساً في موسكو التي تصور الحلف الغربي على الجبهة الداخلية باعتباره تحالفاً عسكرياً ضد موسكو.
وقبل أن ترسل روسيا قواتها المسلحة إلى أوكرانيا في فبراير، كانت موسكو تطالب بضمانات ملزمة قانوناً بعدم انضمام أوكرانيا أبداً للتحالف الدفاعي الذي تقوده الولايات المتحدة.
واتهم زيلينسكي في كلمته روسيا بإعادة كتابة التاريخ والعمل على تغيير حدود المنطقة، وهو أمر قال إن كييف لن تسمح به. لكنه أضاف أن كييف لا تزال ملتزمة بفكرة التعايش مع روسيا «على أساس التكافؤ والصدق والكرامة والعدل».
وقال زيلينسكي: «نحن مستعدون للحوار مع موسكو، ولكن مع رئيس آخر لروسيا».
وأشار إلى أنه في الوقت الذي تنتظر فيه أوكرانيا التوصل إلى توافق بين الدول الأعضاء في الحلف، يمكن شمول بلاده بالحماية بموجب مسودة ضمانات أمنية اقترحتها كييف، وتعرف باسم ميثاق كييف الأمني، والتي سبق أن اعترضت عليها موسكو.
وقال: «نحن نتفهم أن هذا يتطلب إجماع جميع أعضاء التحالف، وبالتالي، ولحين حدوث ذلك، نقترح تنفيذ مقترحاتنا المتعلقة بالضمانات الأمنية لأوكرانيا وأوروبا بأكملها وفقاً لميثاق كييف الأمني». 
وندد الأمين العام لـ «الناتو» ينس ستولتنبرغ، أمس، بضم روسيا للأقاليم الأربعة، مؤكداً أن الحلفاء لن يعترفوا أبداً بأن هذه الأراضي تشكل جزءاً من روسيا.
وقال ستولتنبرغ، في مؤتمر صحفي في بروكسل بعدما وقع الرئيس فلاديمير بوتين رسمياً، ضم المناطق الأربع، «من حق أوكرانيا استعادة هذه الأراضي».
وشدّد أيضاً على رفض «الناتو» المشاركة، بشكل مباشر، في النزاع بين أوكرانيا وروسيا.
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن ضم روسيا للأقاليم الأربعة يمثل مؤشراً على أنه يواجه صعوبات، محذراً موسكو من أن واشنطن ستدافع «عن كل شبر من أراضي حلف شمال الأطلسي».

عقوبات أميركية جديدة على روسيا
أعلنت الولايات المتحدة، أمس، فرض عقوبات «شديدة» على روسيا، رداً على ضمّها أربعة أقاليم تقع في جنوب وشرق أوكرانيا.
وفي تحذير شديد اللهجة، قالت الولايات المتحدة إنها ستفرض بالاتفاق مع دول مجموعة السبع، عقوبات على «أي دولة أو فرد أو كيان» يقدم الدعم لمحاولات روسيا السيطرة على أراضٍ في أوكرانيا.
في الوقت نفسه، أكدت دول مجموعة السبع، التي تشمل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا وبريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية، في بيان أمس، أنها «لن تعترف أبداً بعمليات الضمّ».
والعقوبات الجديدة المعلنة، والتي تضاف إلى سلسلة كبيرة من العقوبات، طالت كل القطاعات في روسيا، وتستهدف أساساً مسؤولين روساً وصناعة الدفاع، وفق تصريحات البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الخزانة.
وتطال العقوبات خصوصاً أعضاء في «الدوما»، مجلس النواب بالبرلمان الروسي، وفي مجلس «الاتحاد»، مجلس الشيوخ، ومسؤولين حكوميين، ومقدمي خدمات للجيش الروسي.

«فيتو» روسي ضد قرار مجلس الأمن حول «الضم»
استخدمت روسيا، أمس، حق النقض «الفيتو» لمنع تبني قرار في مجلس الأمن الدولي يدين قيامها بضم أربع مناطق تقع في جنوب وشرق أوكرانيا، فيما امتنعت الصين عن التصويت، ومثلها ثلاث دول أخرى.
ومشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة وألبانيا، أيدته عشر دول أعضاء مقابل امتناع أربع دول عن التصويت هي الصين والهند والبرازيل والغابون.
وكان الفيتو الروسي مؤكداً، لكن القوى الغربية ستسعى الآن إلى عرض مشروع القرار على تصويت في الجمعية العامة التي تضم جميع الدول الأعضاء في المنظمة الأممية.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، في بداية الاجتماع: «هذه بالضبط المهمة التي أنشئ من أجلها مجلس الأمن. الدفاع عن السيادة وحماية وحدة الأراضي وتعزيز السلام والأمن».
من جهته، اعتبر سفير روسيا فاسيلي نيبينزيا، أن السعي لإدانة عضو دائم في مجلس الأمن أمر غير مسبوق. وقال: «هل تتوقعون بجدية أن تنظر روسيا في مثل هذا المشروع وتدعمه؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فقد اتضح أنكم تدفعوننا عن قصد لاستخدام حق النقض، لترددوا لاحقاً أن روسيا تسيء استعمال هذا الحق».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©