الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الورقة البيضاء».. فشل انتخاب رئيس جديد في لبنان

نواب يدلون بأصواتهم خلال جلسة لانتخاب رئيس لبناني جديد (أ ف ب)
30 سبتمبر 2022 02:10

عبدالله أبوضيف (القاهرة، بيروت)

فشل البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس جديد للبلاد بعد جولة تصويت، أمس، جرت في ظل انقسامات عميقة عكسها غياب التوافق على اسم خلف للرئيس الحالي ميشال عون، الذي تنقضي مدة ولايته الشهر المقبل.
واقترع غالبية النواب الحاضرين بـ«أوراق بيضاء»، ما يشير إلى أن العملية الانتخابية ستستغرق وقتاً طويلاً على الأرجح، ما يزيد من تعقيدات الوضع في لبنان الذي يواجه أزمة مالية خانقة.
وأفاد رئيس المجلس نبيه برّي: «عندما يتم التوافق على رئيس سأدعو إلى جلسة مقبلة لمجلس النواب»، وهي عملية قد تستغرق شهوراً في لبنان.
وحضر 122 من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 128 جلسة الخميس، بينما اقترع 66 منهم بـ«أوراق بيضاء».
وتصدّر نتيجة التصويت السياسي ميشال معوض، نجل الرئيس اللبناني السابق رينيه معوض بحصوله على 36 صوتاً. لكنه كان يحتاج إلى 86 صوتاً للفوز من الجولة الأولى.
وبموجب النظام السياسي المعمول به في لبنان والقائم على التوزيع الطائفي، ينبغي أن يكون الرئيس مسيحياً مارونياً. وتعذر إجراء جولة تصويت ثانية نظراً لانسحاب عدد من النواب من الجلسة. 
وتثير الانقسامات العميقة بين أعضاء مجلس النواب مخاوف من فراغ في سدة الرئاسة في لبنان بعد انقضاء ولاية عون نهاية أكتوبر.
وأفاد بيان صدر عن مكتب عون بأن الرئيس أبدى ارتياحه «لانطلاق مسار العملية الانتخابية»، وأعرب عن أمله في أن يواصل البرلمان الانعقاد لاختيار رئيس ضمن المهل الدستورية. وبسبب الانقسامات نفسها التي تحول دون التوافق على رئيس للبلاد، لم تثمر مساعي رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في تشكيل حكومة منذ الانتخابات البرلمانية التي جرت في منتصف مايو، في بلد يقوم نظامه على تقاسم الحصص بين المكونات السياسية والطائفية.
وقال المحلل كريم بيطار: «إذا حصل فراغ سياسي، فستتفاقم الأزمة الاقتصادية، وهناك خطر واضح من وقوع حوادث أمنية».
من جانبه، حمّل غياث يزبك عضو مجلس النواب اللبناني، في تصريح لـ«الاتحاد»، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحلفائه من «حزب الله» المسؤولية عن فشل التصويت، لافتاً إلى أن ميليشيا «حزب الله» هي المستفيد من الفوضى والوضع الكارثي والفساد الذي وصلت إليه الدولة اللبنانية.   
في سياق متصل، اعتبر عضو مجلس النواب اللبناني فادي كرم، أن أخطر نتائج جلسة أمس، هي إنهاء الرئيس بري الجلسة بتعليق الدعوة إلى جلسة ثانية على التوصل إلى توافق على مرشح لمنصب الرئيس. وأضاف: إن بري يدرك أنه من الصعب التوصل إلى ذلك التوافق، خصوصاً على رئيس الجمهورية، على الرغم مما سيسفر عنه ذلك من فراغ رئاسي. وحذر عضو مجلس النواب في تصريح لـ«الاتحاد» من الزج بلبنان إلى الخراب والفوضى، مؤكداً على ضرورة السماح بعملية ديمقراطية وحرية اختيار أي مرشح. ويشهد لبنان منذ عام 2019، انهياراً اقتصادياً صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم، خسرت معه العملة المحلية نحو 95 في المئة من قيمتها في السوق السوداء.
وأدت الأزمة إلى تجاوز معدلات الفقر ضمن السكان نسبة 80 في المئة، بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 2000 في المئة، بحسب الأمم المتحدة. ويضغط المجتمع الدولي على النواب اللبنانيين من أجل انتخاب رئيس جديد ضمن المهل الدستورية لتجنّب تعميق الأزمة التي تعيشها البلاد. والأسبوع الماضي، أصدرت فرنسا والسعودية والولايات المتحدة بيانا مشتركاً حض النواب على «انتخاب رئيس بإمكانه توحيد الشعب اللبناني».
وجاء في البيان أنه «في وقت يستعد البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد، نشدد على أهمية إجراء انتخابات في موعدها بما يتوافق مع الدستور». ويخضع لبنان لضغوط من صندوق النقد الدولي لاعتماد إصلاحات في مقابل الحصول على مساعدات.
وفي هذا الصدد، أقر النواب، الاثنين الماضي، موازنة عام 2022. ودعت السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو الخميس إلى تحرّك فوري لوقف تدهور الوضع. وقالت على «تويتر»: «يمكن للبنان أن يخرج من الأزمة.. الأمر صعب، لكنه ممكن ويجب القيام به».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©