عدد اليوم
نيويورك (الاتحاد)
أكدت دولة الإمارات، أمس، أن العالم يريد السلام في أوكرانيا، محذرة من الابتعاد أكثر عن الهدف المشترك بشأن السلام والاستقرار.
وقالت الإمارات، في بيان أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي حول السلم والأمن في أوكرانيا: «إن الاستفتاءات الجارية الآن تزيد من تعقيد الجهود الهادفة إلى التوصل لحل سلمي لهذا الصراع، وعليه، وضماناً لمصداقية واستمرارية أي عمليات تقربنا من هدف تحقيق السلام، ينبغي أن تكون هذه العمليات شاملة، مع تجنب أي إجراءات تقوض فرص الحوار البناء».
وجدد البيان، الذي ألقاه السفير محمد أبوشهاب نائب المندوبة الدائمة، التأكيد على ضرورة احترام مبادئ السلامة الإقليمية والسيادة والاستقلال، والتي تعتبر جوهر ميثاق الأمم المتحدة ومحور العلاقات البناءة بين الدول، فتلك المبادئ تحمي جميع الدول صغيرة كانت أو كبيرة، وبشكل متساوٍ، لذا، لا يمكننا السماح بتقويضها.
وقال أبوشهاب: «لدى هذا المجلس دور أساس يضطلع به في مساعي تحقيق السلام، وإعطاء الأولوية للتسوية السلمية للنزاعات، والحفاظ على السلم والأمن الدوليين»، منوّهاً إلى البيان المشترك الصادر عن الأعضاء الدائمين في هذا المجلس في يناير الماضي، والذي أكد أنه لا يمكن الانتصار في حرب نووية، ويجب عدم خوضها على الإطلاق. وأضاف: «لقد شهدنا على مدى الأشهر القليلة الماضية زيادة في تحركات الأطراف، والتي أدت لتحقيق نتائج ملموسة وإيجابية بشأن عدد من القضايا المحددة»، مشيداً بالأمم المتحدة وغيرها من الجهات التي يسرت المشاركة البناءة حول تلك القضايا.
وتابع: «اشتملت ثمار تلك الجهود على عملية تبادل الأسرى، التي تمت مؤخراً بمساعدة من تركيا والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى إبرام اتفاقيات تتعلق بتصدير الحبوب والأسمدة، والتي ساعدت في تخفيف الضغط على إمدادات السلع الغذائية العالمية وأسعارها، وهناك متسع للبناء على هذه الاتفاقات».
وأضاف: «إن المشاركة المباشرة التي ساهمت في تحقيق تلك الإنجازات، قادرة أيضاً على نزع فتيل التوتر، وفتح الطريق أمام حل النزاع، وتحقيقاً لهذه الغاية، يتعين علينا دعم جهود الأطراف نحو الحوار، والابتعاد عن المزيد من التصعيد». وأكد أبوشهاب، مرة أخرى، على ضرورة امتثال جميع الأطراف لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي.
وقال محمد أبو شهاب، إن هذه الأزمة مستمرة منذ أكثر من 7 أشهر، من دون أي إشارة لانحسارها، وخلال تلك الفترة، أُجبر ما يقرب من 14 مليوناً ونصف المليون شخص على الفرار من ديارهم، منهم أكثر من 7 ملايين نزحوا إلى جميع أنحاء أوروبا، والتكلفة الإنسانية هائلة، حيث يحتاج أكثر من 17 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية. وفي ختام البيان، قال أبوشهاب: «مضى وقت طويل على هذا الصراع، وآن الأوان لإنهائه، ولكي يتحقق ذلك، علينا أن نواصل التأكيد على أهمية الوقف الفوري للأعمال العدائية في جميع أنحاء أوكرانيا، وكذلك ضرورة البناء على التطورات الإيجابية، التي تحققت بين الأطراف وتسليط الضوء عليها، لكي نبتعد عن هذه المرحلة الخطيرة في التوترات العالمية المتصاعدة»، مضيفاً: «إن جلّ ما نحتاج إليه الآن هو تأمين سلام مستدام، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي».
