الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تونس.. مناورة «إخوانية» للعودة إلى الحياة السياسية

متظاهرون موالون لـ «النهضة» يعتدون على عناصر الأمن في محاولة للوصول إلى شارع الحبيب بورقيبة (أرشيفية)
18 أغسطس 2022 02:08

شعبان بلال (تونس، القاهرة)

تسعى حركة «النهضة» الإخوانية للمناورة بهدف العودة مرة أخرى إلى الحياة السياسية في تونس على الرغم من الرفض الشعبي للحركة وأفكارها.
وقال خبراء محللون سياسيون إن هناك محاولات «إخوانية» من حركة «النهضة» للعودة مرة أخرى عبر تأسيس حزب جديد يمكن من خلاله خوض الانتخابات التشريعية المقبلة، وأنها تتبع أسلوب المناورة ولن تستسلم وتنسحب بهدوء.
وانحسر دور حركة «النهضة» منذ إجراءات الرئيس التونسي قيس سعيد في يوليو 2021، والتي جمّد من خلالها عمل البرلمان وأقال الحكومة، ثم تبع ذلك بإجراءات على الأرض بالاستفتاء على الدستور في 25 يوليو الجاري مع وعود باستكمال مؤسسات الدولة عبر انتخابات تشريعية نهاية العام الجاري.
وأكد المحلل السياسي التونسي منذر ثابت أن حركة «النهضة» ستعيد الانتشار وتتشكل تحت عناوين جديدة وتنبعث من خلال أحزاب يتم تأسيسها للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة.
وفيما يتعلق بالصراع والانشقاقات التي تضرب الحركة، أوضح ثابت في تصريحات لـ«الاتحاد» أنه «من الصعب المراهنة على الصراع بين القيادي المستقيل عبد اللطيف المكي وزعيم الحركة راشد الغنوشي، فالحركة لديها القدرة على إعادة التأقلم وإخراج الصورة بما يتفق مع طبيعة المرحلة».
وأضاف أن «هناك أكثر من صيغة للمناورة وإعادة التموقع ستقوم بها حركة النهضة، عبر هذه الطرق للمشاركة في البرلمان المقبل من خلال أفراد ومجموعات وأحزاب وكذلك تحالفات مع بعض الأحزاب الأخرى».
وقد استقال عشرات القيادات خلال الأشهر الأخيرة من حركة وسط حالة من التخبط في مواقفها، والرفض الشعبي من الشارع التونسي لاستمرارها في الحياة السياسية.
واتفق رئيس «منتدى تونس الحرة» حازم القصوري حول أن الانشقاقات داخل حركة «النهضة» كبيرة وخاصة بعد استقالة القيادات الفعلية التي لها خلاف عميق مع راشد الغنوشي باعتبار أن هذا الخلاف غذاه صراع الداخل والخارج.
ووصف القصوري حديث الغنوشي عن استعداده لتقديم استقالته بأنه «ذر للرماد في العيون» للعودة إلى المشهد الداخلي وهي رسالة إلى الخارج لمزيد الضغط.
وأوضح القصوري لـ«الاتحاد» أن «الغنوشي يحاول القفز لكنه سيقفز في الفراغ، خاصة أن المركب الإخواني غارق لا محالة بعد الاتهامات الموجهة للحركة وقياداتها بخصوص الاغتيالات والإرهاب والفساد».
واعتبر رئيس «منتدى تونس الحرة»، الحديث عن تأسيس أحزاب جديدة بديلة لحركة «النهضة» مناورة لاختراق المشهد السياسي مجدداً من خلال التشجيع على إنشاء أحزاب جديدة بنفس الأيدلوجيا «الإخوانية»، مؤكداً أن القانون الانتخابي سيحسم سير الجماعة، حسب وصفه.
ومع ذلك، اعتبر المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي أن الحديث عن نهاية «الإخوان» أمر مستبعد لكنه أكد في الوقت ذاته أن الثابت لدى عدد كبير من التونسيين أن «الإخوان» بعنوان حركة «النهضة» لن يكون لهم وجود سياسي مستقبلاً، خاصة أن قانون الانتخابات المنتظر صدوره قد يقصيهم نهائياً من المشاركة في انتخابات 17 ديسمبر المقبل.
وكشف الجليدي لـ«الاتحاد» عن أن الحركة من الداخل قد تآكلت باستقالة ما لا يقل عن 150 من قياداتها، فضلاً على أن رئيسها راشد الغنوشي مهدد بالسجن في قضايا خطيرة تمس الأمن القومي، والسيناريو الأقرب هو عودة «الإخوان» للسرية مثلما ما كانوا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©