عدد اليوم
أحمد عاطف (عدن، القاهرة)
اعتبر قادة عسكريون وخبراء ومحللون سياسيون إن الهدنة الأممية في اليمن لا زالت صامدة رغم كل الخروقات التي ترتكبها ميليشيات الحوثي الإرهابية، لافتين إلى أنه يمكن استغلال وقف إطلاق النار لتحويله إلى سلام دائم ومدعوم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وأضاف القادة العسكريون والخبراء لـ «الاتحاد» إن الميليشيات الحوثية تؤمن بالدمار وتسعى إلى تحقيق أهدافها على حساب الشعب اليمني، لافتين إلى أن أي اتفاق سلام بلا توافق وتصالح داخلي وإيقاف جرائم الحرب «الحوثية» ضد الشعب اليمني لا يمكن أن يستمر.
وقال العقيد عبدالباسط البحر، نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي في محور تعز، إن الهدنة الأممية لازالت مستمرة رغم الخروقات الكبيرة والمستمرة من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية، مشيراً إلى أن تمديدها مرهون بالضغط الدولي على الميليشيات للالتزام ببنودها، موضحاً أن الجيش اليمني ملتزم بشكل كامل وفق توجيهات مجلس القيادة الرئاسي وتحالف دعم الشرعية في اليمن. وأضاف العقيد عبدالباسط البحر في تصريحات لـ«الاتحاد» أن ميليشيات الحوثي أصبحت مقتنعة أنها لن تنتصر عسكرياً ولا سياسياً، مشيراً إلى أن جلسات مجلس الأمن الدولي حول اليمن ودعم اتفاق استوكهولم الخاص بمحافظة الحديدة وصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الميليشيات تؤكد الدعم الأممي للهدنة. ولفت العقيد عبدالباسط البحر إلى أن معظم شروط الهدنة لم يتم الالتزام بها وبالذات ما يتعلق برفع الحصار عن تعز، موضحاً أن وقف إطلاق النار صامد حتى وإن حدثت خروقات حوثية كثيرة في مأرب وتعز والساحل الغربي والجوف.
وأكد نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي في محور تعز: «يكفي من هذه الهدنة أن الميليشيات الحوثية تركت فكرة السيطرة على اليمن ولم يعد بمقدورها اجتياح المدن أو السيطرة عليها، فعمد إلى التوقف في مناطق سيطرته، ويتوقع سقوط هذه المدن منه في المستقبل»، موضحاً أن «الحوثي» أصبح في حكم العاجز والمهزوم ولن يستطيع تغيير الوضع الميداني على الأرض. وأشار إلى أن الحرب ستُعلن على الميليشيات في كل الجبهات في حال فكرت القيام بعمل عسكري ضد الجيش اليمني، لافتاً إلى أنه إذا بقيت الميليشيات ملتزمة بالتهدئة فإنه من المتوقع حدوث اضطرابات وصراعات داخلية في صفوفها وتصفيات لشخصيات بارزة.
بدوره، اعتبر المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر أن هناك تفاؤلاً أممياً بأن تتحول الهدنة الأممية إلى سلام مستدام رغم الانتهاكات الحوثية المتكررة لها.
وتوقع الطاهر في تصريحات لـ «الاتحاد» بأن هناك جولة أخيرة من المعارك ستندلع وهناك حشود عسكرية كبيرة تعمد الميليشيات الإرهابية لإعدادها تمهيدا لانتهاء الهدنة.
على الصعيد ذاته، تساءل الخبير في الشأن اليمني عبدالكريم الأنسي حول أي سلام سيتحقق في اليمن وهل سيكون كاف وعادل للجميع، لافتاً إلى أن أي سلام بلا وقف جرائم «الحوثي» سيكون بلا فائدة.
وأضاف الأنسي لـ«الاتحاد» أن «زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحضوره قمة جدة تضمنت الحديث عن اليمن، وعليها فإن أميركا عليها أن تتحمل مسؤوليتها وكذلك المجتمع الدولي بإيقاف مطالب الحوثي اللانهائية بالدبلوماسية أو بطرق أخرى.
