عدد اليوم
نيويورك (الاتحاد)
رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة باستمرار سريان الهدنة الأممية في اليمن والتوصل لاتفاق لتثبيتها، داعيةً إلى وقف إطلاق نار دائم، فيما طالبت ميليشيات الحوثي الإرهابية برفع القيود المفروضة على حركة التنقل في مدينة تعز بشكل فوري، جاء ذلك بينما أكد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج أن «الحوثيين» رفضوا مقترحاً لفتح الطرقات في المدينة المحاصرة، واتهمت الحكومة اليمنية الميليشيات الإرهابية بالتحايل على ملف الهدنة وابتزاز المجتمع الدولي من خلال إطالة أمد المشاورات وتنصلها من فتح الطرقات.
ورحب السفير محمد بوشهاب نائب المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة خلال جلسة بمجلس الأمن أمس، بشأن تطورات الأوضاع في اليمن، باستمرار سريان الهدنة الأممية والتوصل لاتفاق لتثبيتها بمناسبة عيد الأضحى المبارك، داعياً إلى تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار
وجدد بوشهاب التأكيد على دعم الإمارات للجهود الأممية لمساعدة الشعب اليمني وإحلال الأمن والاستقرار، وشدد على سرعة معالجة وضع خزان «صافر» النفطي لتجنب كارثة بيئية.
كما طالب السفير بوشهاب ميليشيات الحوثي الإرهابية برفع القيود المفروضة على حركة التنقل في تعز بشكل فوري والسماح بحرية تنقل المدنيين.
بدوره، قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، إن الهدنة في البلاد لا تزال صامدة لأكثر من ثلاثة أشهر ونتج عنها انخفاض كبير في أعداد الضحايا بين المدنيين. وفي كلمته أمام مجلس الأمن، أوضح جروندبرج أن «الانخفاض في أعداد الضحايا المدنيين يقدر بنسبة الثلثين مقارنة بما كان عليه الحال في الأشهر الثلاثة التي سبقت بدء الهدنة».
وأفاد بأنه ما زال يتلقى تقارير بشأن حوادث داخل اليمن، مؤكدا أن مكتبه يدعم الأطراف في إنشاء قنوات اتصال لمساعدتهم على إدارة تلك الحوادث المزعومة بطريقة سلمية.
وأعلن جروندبرج «أنه بعد المناقشات مع الأطراف، شارك مكتبي اقتراحاً جديداً بشأن الفتح التدريجي للطرق، إلا أن ميليشيات الحوثي أبلغتنا أنها لا تقبل الاقتراح»، داعياً كافة الأطراف إلى المشاركة بشكل عاجل وبناء مع جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق بشأن فتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى حتى يتمكن جميع اليمنيين من البدء في الشعور بالفوائد الملموسة للهدنة في حياتهم اليومية.
وفي السياق، اتهم مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله السعدي، الميليشيات الإرهابية بالتحايل على ملف الهدنة وابتزاز المجتمع الدولي، من خلال إطالة أمد المشاورات وتنصلها من فتح الطرقات.
وجدد السعدي في كلمته أمام مجلس الأمن، التأكيد على التنفيذ الكامل لبنود الهدنة، بما في ذلك رفع الحصار عن مدينة تعز كلياً قبل الانتقال لمناقشة أي ملفات أخرى.
وقال السعدي: «ارتكبت الميليشيات الحوثية خروقات للهدنة في مختلف الجبهات من خلال استحداث المواقع العسكرية والتحشيد وإعادة التموضع والتعبئة العسكرية ونقل المعدات وتهريب الأسلحة والاستمرار في قصف الأحياء السكنية في تعز ومأرب والحديدة وغيرها من المناطق اليمنية».
وأوضح السعدي، أن «الميليشيات الحوثية لم تسم فريقها المفاوض حول ملف تعز لأكثر من 6 أسابيع، ومن ثم رفضت الانخراط في محادثات فتح الطرق الرئيسة وأصرت على مناقشة طرق فرعية، ومن ثم رفضت مقترحات المبعوث الخاص رغم سفر المبعوث إلى صنعاء في محاولة لإقناع قيادة هذه الميليشيات، هذا السلوك يوضح عدم جديتها وإصرارها على إطالة أمد المشاورات بغرض التحايل على هذه الهدنة وابتزاز المجتمع الدولي».
واستطرد السعدي بالقول: «ما نشهده اليوم ما هو إلا تكرار للمماطلة التي أبدتها هذه الميليشيات منذ توقيع اتفاق ستوكهولم في العام 2018».
وطالب السعدي «المجتمع الدولي ومجلس الأمن، بالتحرك بشكل عاجل للضغط على الحوثيين لاغتنام فرص السلام والوفاء بالتزاماتها بموجب الهدنة وفتح الطرق الرئيسية في تعز من دون شروط، وهو ما من شأنه إحداث فارق في تخفيف المعاناة الإنسانية لسكان هذه المدينة، ومؤشرًا على جديتهم في القبول بتسوية سياسية، حيث أن السلام يتطلب شريكا حقيقيا ونوايا صادقة وعملاً جاداً، وهو ما لم يظهره الحوثيون حتى الآن».
وشدد السعدي على ضرورة أن تبقى قضية الأسرى والمعتقلين ضمن قائمة أولويات واهتمامات الأمم المتحدة والمبعوث الخاص ومجلس الأمن، وأن تستمر الجهود لإطلاق سراحهم ووضع حد للعراقيل التي تفتعلها ميليشيات الحوثي تجاه هذه المسألة الإنسانية.
