الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الليبيون يتحدّون الفصائل المسلحة ويطالبون بانتخابات

ليبيون يتظاهرون لإسقاط الكيانات السياسية والمطالبة بإجراء الانتخابات في طرابلس (رويترز)
2 يوليو 2022 01:54

حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)

خرجت احتجاجات في مدن ليبية عدة، أمس،  على الانقطاعات المزمنة في الكهرباء وتحدى مواطنون فصائل مسلحة للتعبير عن غضبهم من إخفاق الحكومة الذي جعل الحياة لا تطاق خلال أشهر الصيف شديدة الحرارة.
وفي ساحة الشهداء في طرابلس، احتشد المئات ورددوا هتافات تطالب بتوفير الكهرباء، وتندد بكل من الحكومتين المتنافستين في البلاد في أكبر احتجاجات منذ عامين على الأقل.
ورفع المتظاهرون شعارات تدعو لضرورة رحيل كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من كافة المدن والبلدات الليبية، مؤكدين رفض كافة أشكال التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي.
وخرجت احتجاجات أصغر شارك فيها العشرات في بنغازي وطبرق وبعض البلدات الأصغر.
وردد محتجون في طرابلس هتافات تعبر عن سخطهم من تلك الأوضاع، ويريدون تغيير الحكم وتوفير الكهرباء وطالبوا كذلك بإجراء انتخابات.
وشوهد أفراد مسلحون في محيط ساحة الشهداء.
وطالب عشرات السكان في بلدة القبة في شرق ليبيا بسقوط كل الحكومات والكيانات السياسية بسبب تدني مستويات المعيشة.
ويعاني قطاع الكهرباء الليبي من تبعات حروب وفوضى سياسية مستمرة منذ سنوات، وهو ما أوقف الاستثمارات ومنع أعمال الصيانة، وأتلف في بعض الأحيان البنية التحتية ذاتها.
وتعهدت حكومة «الوحدة الوطنية»،  التي تشكلت العام الماضي بحل المشكلات، لكن على الرغم من إصدارها عقوداً للعمل في العديد من محطات توليد الكهرباء لم يبدأ العمل في أيه منها، وحالت المشاحنات السياسية دون تنفيذ أي أعمال أخرى.
ويهدد استمرار الأزمة السياسية بتفاقم الأوضاع مع تعيين البرلمان الموجود في الشرق لفتحي باشاغا رئيساً لوزراء حكومة جديدة، مع رفض رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة التنحي عن المنصب.
يأتي ذلك فيما اتسعت الهوة بين البرلمان ومجلس الدولة، إذ أعلنت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة حول ليبيا ستيفاني وليامز، تعثر اجتماع جنيف بين رئيسي المجلسين، بسبب بعض النقاط الخلافية في مسودة مشروع الدستور الذي أنجزته الهيئة التأسيسية في يوليو 2017.
ورغم توافق لجنة المسار الدستوري في اجتماعات القاهرة على كافة مواد مشروع الدستور، فإن رفض رئيس المجلس الأعلى للدولة لترشح مزدوجي الجنسية أعاد الخلاف مجدداً حول مواد الترشح للرئاسة، إضافة إلى الخلاف حول تقسيم المناصب السيادية بين الأقاليم الثلاثة.
ورغم ذلك، كشفت رئاسة مجلس النواب الليبي عن اجتماع مرتقب بين رئيس المجلس عقيلة صالح مع رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، بعد إجازة عيد الأضحى المبارك مباشرة في مدينة جنيف السويسرية، مشيرة إلى أن نتائج الاجتماع الأخير «جاءت معبرة عن الإرادة الحرة للشعب الليبي ومحققة لرغبته في صياغة دستور للبلاد وتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.»
ويرى مراقبون أن اتساع الهوة بين رئاستي البرلمان ومجلس الدولة تؤكد عدم قدرتهما على التوافق حول مواد مشروع الدستور التي توافقوا على كونها «قاعدة دستورية»، وهو ما يتطلب العمل على تحقيق التوافق بين القوى الفاعلة على الأرض.
إلى ذلك، طالب رئيس البرلمان الليبي مجدداً بالاعتراف بعلي الحبري، وهو رئيس فرع مصرف ليبيا المركزي في الشرق، محافظاً عاماً للبنك.
ونشر رئيس البرلمان عقيلة صالح رسالة موجهة إلى الحكومة ومؤسسات الدولة يذكرها فيها بتعيين البرلمان للحبري محافظا عاما للبنك. والرسالة مؤرخة بتاريخ يوم الثلاثاء الماضي، لكنها نشرت اليوم الجمعة.
ووافق البرلمان،  الشهر الماضي، على ميزانية لحكومة باشاغا، لكن محافظ مصرف ليبيا المركزي في طرابلس، الصادق الكبير، لم يُبد أي إشارة على أنه سيوفر هذه الأموال مع بقاء الدبيبة في منصبه في العاصمة. 
ويرفض الدبيبة تحركات البرلمان ويأبى التنحي عن المنصب، فيما أثار مخاوف من عودة الانقسام والحرب بين الفصائل المسلحة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©