الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء ومحللون: مراوغة «الحوثي» تقضي على جهود إنهاء الحرب في اليمن

الميليشيات الإرهابية فرضت حصاراً مشدداً على تعز منذ أكثر من 7 سنوات (أرشيفية)
30 يونيو 2022 01:24

دينا محمود (لندن)

أكدت الحكومة اليمنية تمسكها بمسار السلام والتزامها بتخفيف المعاناة الإنسانية للمدنيين، مشددةً على ضرورة رفع الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي الإرهابية على مدينة تعز، فيما أكد خبراء ومحللون أن مراوغة الميليشيات وانتهاكاتها المستمرة بحق الهدنة الأممية تقضي على جهود إنهاء الحرب وإحلال السلام.
وأكد مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، عبدالله السعدي، مجدداً على ترحيب الحكومة اليمنية بالدعوة التي أطلقها أمين عام للأمم المتحدة لوقف عالمي لإطلاق النار لتمكين جهود السلام ومكافحة جائحة «كوفيد- 19».
وأشار السعدي خلال مداخلة باجتماع أممي في نيويورك إلى أن الحكومة اليمنية استجابت لدعوة الأمين العام بإعلانها وقف إطلاق النار من جانب واحد لتيسير جهود مكافحة جائحة كورونا.
وفي المقابل، قامت ميليشيات الحوثي الإرهابية بتصعيد حربها ضد اليمنيين وشنت هجوماً شنيعاً على محافظة مأرب التي تؤوي أكثر من 4 ملايين نسمة شخص أكثر من مليوني مدني يعيشون في مخيمات النزوح.
وقال: «إن الحكومة اليمنية ملتزمة بتحقيق السلام وتخفيف المعاناة الإنسانية لليمنيين، حيث وافقت على الهدنة التي أعلن عنها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وعملت على تمديدها بالرغم من الانتهاكات الحوثية المستمرة للهدنة، والتأكيد على أن الحكومة أبدت الكثير من المرونة لتجاوز العقبات التي وضعتها الميليشيات الحوثية أمام استئناف الرحلات التجارية من مطار صنعاء، وتسهيل الوصول المنتظم للمشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة».
وشدد السعدي على أهمية التنفيذ الكامل للهدنة، بما في ذلك رفع الحصار عند تعز وفتح الطرقات الرئيسية للتخفيف من المعاناة الإنسانية لأكثر من 4 ملايين مدني في تعز، وتسهيل حركة التنقل ودخول السلع الغذائية والمساعدات إلى هذه المدينة.
وجدد السعدي دعوة الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة لممارسة المزيد من الضغط على الميليشيات الحوثية لرفع الحصار عن تعز وفتح الطرق الرئيسية فوراً ودون شروط والاستجابة لدعوة الأمين العام لوقف إطلاق النار، ووقف مفاقمة المعاناة الإنسانية التي تستغلها لتحقيق مكاسب سياسية. 
وإذا كان اليمنيون درجوا على القول، إنه «لا بد من صنعا وإن طال السفر» اعتزازاً منهم بعاصمة وطنهم، فإن متابعي الصراع الذي يعصف بهذا البلد، باتوا يرون الآن أنه لا مفر من فك حصار تعز، وإن طالت المراوغات والمماطلات الحوثية، وذلك إذا كان يُراد للستار أن يُسدل بشكل نهائي على الحرب الدائرة هناك، منذ أكثر من 7 سنوات.
وحذر المحللون من أن إطالة العصابة الحوثية أمد مُراوغاتها الحالية، ومحاولاتها التهرب من اتخاذ إجراءات فعلية تفضي لفتح الطرق المؤدية لتعز، يجعل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، أمراً أكثر صعوبة بكثير، خاصة وأن ذلك يرجئ عملية بناء الثقة الضرورية بين الفرقاء اليمنيين، الذين يساور الكثير منهم الشكوك في نوايا الميليشيات الانقلابية، التي ترفض حتى الآن التجاوب مع البوادر الإيجابية، التي قطعتها الحكومة وتحالف دعم الشرعية، منذ بدء تطبيق الهدنة.
وفي ضوء تجربة التهدئة التي تشارف الآن إكمال شهرها الثالث، يطالب المحللون والخبراء المجتمع الدولي، بممارسة ضغط أكبر على الميليشيات الحوثية، لإجبارها على تقديم تنازلات ملموسة، خاصة حيال ملف تعز، في ضوء أن أي محاولة لطي صفحة الصراع، دون فك الحصار المفروض على تعز، سيقود إلى تصاعد حدة الأزمة لا العكس. وفي تصريحات نشرتها مجلة «فورين أفيَرز» الأميركية على موقعها الإلكتروني، شدد المحللون على أن الجمود الراهن بشأن تعز، يُذكي مخاطر انهيار الهدنة الهشة من الأصل، ويقلص من فرص نجاح أي جهود ترمي لإطلاق المفاوضات الشاملة المأمولة، في أي وقت قريب.
وتستغل العصابة الحوثية في هذا الشأن إمساكها حتى الآن بأوراق ضغط تبتز بها المجتمع الدولي، في مقدمتها السيطرة على جزء من الساحل اليمني على البحر الأحمر، ما يمنح لها الفرصة لتهديد حركة التجارة الدولية عبر مضيق باب المندب، الذي يشكل ممراً حيوياً لإمدادات النفط وغيرها من البضائع، المتجهة إلى أوروبا والولايات المتحدة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©