السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن: الإمارات تتصدى لأزمة الغذاء العالمية

ساميويل وربيرغ
28 يونيو 2022 01:17

وائل بدران (أبوظبي)

أعرب الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ساميويل وربيرغ، عن ترحيب بلاده بالدور الكبير الذي تلعبه دولة الإمارات في التصدي لأزمة الغذاء العالمية، وأشاد بالمقترحات والحلول التي قدمتها خلال المؤتمر الوزاري لـ«الاتحاد من أجل الأمن الغذائي العالمي»، الذي عقد في برلين، على هامش «قمة السبع».
وشاركت الإمارات، بصفتها دولة مانحة، في الاجتماع الذي عقد أمس الأول، وضم وزراء من مجموعة الدول الصناعية السبع، وأكدت التزامها بالعمل الجماعي لمعالجة أزمة الغذاء العالمية والحد من تفاقم الجوع في العالم.
وقال الناطق الإقليمي باسم «الخارجية» الأميركية في حوارٍ مع الـ«الاتحاد»: «نرحب بالدور الإيجابي الذي تلعبه دولة الإمارات، فيما يتعلق بهذه الأزمة، وبالمقترحات والحلول المقدمة، ونحن نتعاون مع دولة الإمارات لمساعدة دول المنطقة على تخطي هذه الأزمة». وأضاف: «نشكر الإمارات على دورها الإيجابي، وتعاونها في هذا الملف الحساس».
وقال وربيرغ، الذي حضر قمة قادة مجموعة الدول الصناعية السبع في ألمانيا: «من الجانب الأميركي، فإن إدارة الرئيس بايدن أصدرت خطة عمل عالمية قامت أكثر من 90 دولة بالموافقة عليها، ومن ضمنها دولة الإمارات»، لافتاً إلى أن الخطة تركز على توفير أكثر من 2.8 مليار دولار في مجال الأمن الغذائي والمساعدات الإنسانية الأخرى، إضافة إلى توفير مليارات أخرى.

نقص الأسمدة
وأشار وربيرغ إلى تعاون واشنطن مع المجتمع الدولي للتخفيف من النقص العالمي في الأسمدة، لافتاً إلى أن واشنطن أعلنت عن استثمار بقيمة 500 مليون دولار لزيادة الإنتاج المحلي للأسمدة. وأكد وربيرغ العمل على تعزيز القدرة الزراعية والقدرة على الصمود، من خلال مبادرة «إطعام المستقبل»، إلى جانب اتخاذ تدابير للتخفيف من الصدمات التي يتعرض لها الاقتصاد، وما له من تداعيات على شعوب الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، عبر تقديم المساعدات الاقتصادية والاستثمار في البنية التحتية في مختلف القطاعات. 
وأكد أن أزمة الغذاء العالمية تبقى ضمن أولويات الدبلوماسية الأميركية، بمعنى أن الولايات المتحدة ستركز بشكل كبير على هذه الأزمة في مناقشتها مع دول العالم، للتعاون والتصدي لهذا الخطر الكبير، الذي يهدد العالم، خصوصاً دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي بدأت بالفعل بالشعور بارتدادات هذه الأزمة.  وطلبت مجموعة السبع من روسيا، أمس، السماح بخروج شحنات الحبوب من أوكرانيا لتجنب تفاقم أزمة الغذاء العالمية.
وأوضح قادة دول مجموعة السبع، في بيان مشترك بعد اجتماعهم في ألمانيا: «ندعو روسيا بشكل عاجل إلى وقف هجماتها على المنشآت الزراعية والنقل من دون قيد أو شرط والسماح بمرور شحنات الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود». وروسيا وأوكرانيا من أهم منتجي السلع الزراعية في العالم، إذ تعتبر أوكرانيا من أكبر المصدرين لزيت الطهي والحبوب مثل الذرة والقمح. وتصدر روسيا كميات كبيرة من القمح والأسمدة. وتنفي موسكو أي دور لها في أزمة الغذاء التي حمّل الغرب مسؤوليتها لبلاده، إثر هجومها على أوكرانيا.

600 مليار
وحول إعلان، الرئيس بايدن، إلى جانب قادة مجموعة السبع، عن جمع 600 مليار دولار لتمويل البنية التحتية المطلوبة في الدول النامية، قال وربيرغ لـ«الاتحاد»، إن «هذه الشراكة الجديدة التي جرى الإعلان عنها خلال قمة مجموعة السبع كان قد تم الإعلان عنها أصلاً خلال قمة عام 2021، ولكن ما جرى الإعلان عنه خلال قمة العام الجاري، هو تفاصيل المبادرة والمبلغ الذي سيتم جمعه». 
وأضاف: «عندما نتحدث عن البنية التحتية للدول منخفضة ومتوسطة الدخل، فهذا من دون شك يتضمن أزمة الغذاء أيضاً»، لافتاً إلى أن شركة تمويل التنمية الدولية الأميركية ستستثمر ما يصل إلى 30 مليون دولار في صندوق (Omnivore Agritech and Climate Sustainability Fund 3)، وهو صندوق رأسمال استثماري مؤثر يستثمر في رواد الأعمال لبناء مستقبل الزراعة وأنظمة الغذاء والمناخ والاقتصاد الريفي في الهند. 
وتابع: «يسعى الصندوق إلى الاستثمار في الشركات التي تزيد من الأمن الغذائي، وتعزز القدرة على التكيف مع المناخ والمرونة في الهند، فضلاً عن تحسين الربحية والإنتاجية الزراعية لمزارع أصحاب الحيازات الصغيرة».
ويستهدف الصندوق، بحسب الناطق الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، بلوغ رأس المال المستهدف بقيمة 130 مليون دولار في عام 2023. وقال: «أعلن الرئيس بايدن إننا نهدف إلى جمع 200 مليار دولار من أجل هذه الشراكة الجديدة على مدى السنوات الخمس المقبلة، من خلال المِنَح والتمويل الفيدرالي، والاستفادة من استثمارات القطاع الخاص»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تسعى وشركاؤها في مجموعة السبع إلى جمع رأسمال إضافي من شركاء آخرين متشابهي التفكير وبنوك التنمية متعددة الأطراف ومؤسسات تمويل التنمية وصناديق الثروة السيادية والمزيد، لمساعدة الدول النامية. 

نقطة أساسية
حمّل ساميويل وربيرغ روسيا مسؤولية استمرار الأزمة في أوكرانيا، موضحاً أن الرئيس بوتين قادر الآن على أن ينهي هذه الأزمة التي بدأها هو، مضيفاً: «هذه الحرب لم يكن لها أي داعٍ أو مبرر». 
وأوضح أنه بالنسبة للإجراءات المختلفة التي اتخذتها مجموعة الدول السبع للضغط على روسيا من أجل وقف العمليات العسكرية، قال: «يجب الإشارة إلى نقطة أساسية، وهي وحدة الموقف الدولي»، معتبراً أنه بالرغم من بعض الاختلافات في الرأي حول تفاصيل معينة، إلا أن دولاً كثيرة من مختلف القارات ترى أن روسيا يجب أن توقف الهجوم على أوكرانيا، و«بالتالي هذا في حد ذاته ضغط على روسيا».
وتابع الناطق الإقليمي باسم «الخارجية» الأميركية لـ«الاتحاد»: «لا نتوقع أن يوقف الرئيس بوتين حربه بسبب إجراءاتنا»، من دون شك، فإن «كل الإجراءات أدت إلى هجرة أكثر من ألف شركة خاصة من السوق الروسي، والكثير من النتائج». 
وأكد أن الولايات المتحدة «ستقوم أيضاً بتزويد أوكرانيا بكل المساعدات اللازمة للدفاع عن سيادتها وحريتها ولزيادة الضغط على روسيا عسكرياً».
ونفى وربيرغ أن تكون العقوبات الأميركية والدولية سبباً في خطر انعدام الأمن الغذائي وارتفاع أسعار المواد الغذائية والأسمدة والنفط، لافتاً إلى أن المواد الغذائية والأسمدة تحديداً لم يتم فرض أي عقوبات عليها. 
وذكر أنه «من دون شك هناك ثمن للحرية والديمقراطية، ونحن في الولايات المتحدة وشركاؤنا في العالم كنا على علم بأننا سنتحمل جزءاً من هذه التكاليف، ولكننا نعمل أيضاً مع شركائنا لمساعدتهم في ملف الطاقة على سبيل المثال».  وأضاف: «نعمل معهم الآن لنساعدهم في تنويع مصادر الطاقة، التي يحصلون عليها، وهناك بدائل أخرى أيضاً، مثل الطاقة الخضراء والنظيفة والتي تتماشى مع التعهدات التي قدموها في السابق من أجل التصدي لأزمة تغير المناخ».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©