الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جهود دولية مكثفة لفتح موانئ أوكرانيا وتصدير الغذاء

جنديان أوكرانيان أمام دخان يتصاعد من مخازن حبوب احترقت جراء القصف في دونباس (أ ف ب)
4 يونيو 2022 01:57

عواصم (وكالات)

أكد منسّق الأمم المتحدة في أوكرانيا، أمس، أن المنظمة تجري مفاوضات مكثّفة بعيدة من الأضواء للسماح بتصدير عشرات ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية، ومنع حدوث أزمة غذاء عالمية، معرباً عن تفاؤل شديد الحذر.
جاء ذلك فيما تبادلت كل من واشنطن وروسيا الاتهامات حول المسؤولية عن ارتفاع أسعار الغذاء وتوقف شحنات الحبوب. ومن جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن شحنات الحبوب من أوكرانيا توقفت بسبب الهجوم الروسي، معتبراً أن هذا الهجوم وراء ارتفاع أسعار الغذاء.
ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: «إن قرار أميركا بطبع نقود أدى إلى زيادة أسعار الغذاء عالمياً»، في إشارة إلى ارتفاع مستويات التضخم الأميركية. وأضاف بوتين: «لا مشكلات في شحن الحبوب من أوكرانيا، ونضمن أمن صادرات الحبوب من الموانئ»، مشيراً إلى إمكانية تصدير الحبوب من أوكرانيا عبر رومانيا وبولندا.
وتوقع بوتين أن تصدر أوكرانيا 5 ملايين طن قمحاً و7 ملايين طن من الذرة، لكنه حذّر من أن الوضع سيزداد سوءاً بفعل العقوبات على إنتاج روسيا من الأسمدة.
وشدد على أن ارتفاع أسعار الأسمدة لا علاقة له بالعمليات العسكرية في أوكرانيا، منوهاّ إلى  الوضع المزعج في سوق الغذاء العالمية يتصل بالسياسة الأوروبية قصيرة النظر في مجال الطاقة.
والموانئ الأوكرانية على البحر الأسود مغلقة منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير، وبالتالي يتعذر تصدير حبوبها التي أطعمت400 مليون شخص العام الماضي، وبات الوضع أكثر إلحاحاً مع اقتراب موسم الحصاد.
ويقود المفاوضات الأممية لحل أزمة تصدير الحبوب، نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن جريفيث والأمينة العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد» ريبيكا غرينسبان، حسبما كشف منسق الأمم المتحدة في أوكرانيا، أمين عوض للصحافيين في جنيف خلال مؤتمر صحفي دوري عبر الإنترنت.
ولا تزال الأمم المتحدة حتى الآن شديدة التكتّم بشأن هذه الجهود.
وقال عوض: «هناك كثير من الرحلات المكوكية بين موسكو ودول أخرى التي تشعر بالقلق، لكنني لا أعتقد أن هناك حلاً يلوح في الأفق بوضوح شديد في الوقت الحالي».
وزار الرئيس السنغالي ماكي سال روسيا، أمس، لإطلاع الرئيس فلاديمير بوتين على أن الدول الإفريقية «ضحايا» الأزمة.
وقال سال إن بوتين أبدى رغبته في تسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية أثناء اجتماع في منتجع سوتشي، وأضاف في بيان على «تويتر»: إن بوتين أبلغه باستعداد روسيا لضمان صادرات القمح الروسي والأسمدة.
واستمرت المحادثات بين بوتين وماكي سال، الذي حضر برفقة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي التشادي موسى فكي محمد، 3 ساعات كما أوضح الرئيس السنغالي، مشيراً إلى «تبادل كامل حول الوضع». 
وأوضح: «لقد قلت له إننا حضرنا أولاً، لكي نطلب منه تخفيف التصعيد والعمل من أجل السلام».
وأدت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وهما قوتان زراعيتان كبريان تمثلان معاً 30 في المئة من صادرات القمح العالمية، إلى ارتفاع الأسعار بشكل فوري، لتتجاوز حتى الآن مستوياتها التي أدت إلى أعمال الشغب بسبب الجوع عام 2008.
وتخشى الأمم المتحدة من «إعصار مجاعة»، خصوصاً في البلدان الأفريقية، التي تستورد أكثر من نصف قمحها من أوكرانيا أو روسيا.
وكانت أوكرانيا رابع أكبر مصدّر للذرة في العالم، وفي طريقها لتصبح ثالث أكبر مصدّر للقمح، وكانت تمثل وحدها 50 في المئة من التجارة العالمية في بذور وزيوت عباد الشمس قبل بدء الأزمة.
كما أن روسيا مصدّر رئيس للأسمدة، لكنها باتت تمنع تصديرها، رداً على العقوبات الغربية.
وأشار أمين عوض إلى أن «لروسيا تحالفات في الجنوب»، مذكّراً بأن بعض الدول التي يمكن أن تعاني أكثر من غيرها من الوضع هي حليفة لموسكو.
لذلك أعرب عن «تفاؤل» بأن الدعوات من تلك الدول النامية قد تدفع موسكو إلى الاستجابة، ويمكن أن يتحقق «انفراج في مرحلة ما».
لكنه شدّد على أن «المفاوضات معقّدة للغاية وتجري على عدة جبهات».
وتؤكد موسكو أن توقف تصدير الحبوب الأوكرانية ليس خطأها ولا نتيجة لوجود أسطولها الحربي قبالة أوكرانيا، ولكن بسبب الألغام التي زرعتها كييف في موانئها.
ووفق الأمم المتحدة، يمكن أن يتأثر 1.4 مليار شخص في أنحاء العالم جراء نقص القمح والحبوب الأخرى.
في هذا الصدد، قال منسق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، ماثيو هولينغورث للصحفيين في أوكرانيا: «إن موانئ البحر الأسود هي الحلّ السحريّ إن صحّ التعبير لتفادي المجاعات العالمية والجوع في العالم».
لكنه أضاف إنه بدون هذا الحل، سيتعيّن على الأمم المتحدة إيجاد بدائل للحفاظ على الصادرات الأوكرانية.
وذكر منسق الأمم المتحدة في أوكرانيا أمين عوض، أن «حلّ هذا المأزق يتطلب دعماً عاجلاً وتوافر إرادة سياسية، ويجب أن تظل الأولوية فتح طرق التجارة في البحر الأسود، وعدم فتح هذه الموانئ سيؤدي إلى مجاعة وزعزعة استقرار وهجرات جماعية في العالم برمته».
وأوضح المسؤول الأممي أن تطوير حلول بديلة عبر السكك الحديد أو الطرق البرية يمكن أن يكون مفيداً، ولكنه لن يكون قادراً على مضاهاة حجم النقل البحري.
ومع مرور 100 يوم على الهجوم الروسي على أوكرانيا، قال عوض إن «ما لا يقل عن 15.7 مليون شخص في أوكرانيا بحاجة ماسة الآن إلى المساعدة والحماية، مع ارتفاع هذا العدد يوماً بعد يوم».
وتوقع أنه عندما يحل الشتاء سيتعرض الملايين للخطر بسبب تدمير محطات الطاقة ومستودعات الوقود.
وأضاف: «100 يوم من الأزمة و100 يوم من المعاناة على نطاق واسع.. حياة الملايين تحطمت»، لافتاً إلى أن قرابة 14 مليون شخص، أي ثلث عدد السكان، أجبروا على الفرار من القتال، وظل ما بين 15 مليوناً إلى 16 مليوناً في أوكرانيا، لكنهم فقدوا سبل عيشهم.
ولفت إلى أن الإغاثة الإنسانية ساعدت أكثر من 1.5 مليون شخص حتى الآن، ويمكن أن تصل إلى 8.7 مليون بحلول أغسطس، و25 مليوناً بحلول نهاية العام.

تركيا تأمل حل أزمة صادرات الحبوب خلال زيارة لافروف 
أفاد مسؤول تركي كبير بأن بلاده تتوقع إحراز تقدم في خطة لفتح الطريق أمام صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود عندما يزور وزير الخارجية الروسي تركيا الأسبوع المقبل، مضيفاً إن موسكو وكييف تسعيان للتوصل لحل رغم وضعهما لشروط.
ورغم وجود عقبات مثل آليات الدفع والألغام الطافية في البحر الأسود، قال المسؤول إن موسكو قد تتخذ مزيداً من الخطوات الإيجابية بعد أن قالت إنها مستعدة لقبول الخطة.
وتتشارك تركيا الحدود البحرية مع أوكرانيا وروسيا، وقالت إنها مستعدة لتولي دور ضمن «آلية للمراقبة» إذا تم التوصل إلى اتفاق. وقد يشمل ذلك مرافقة قطع من الأسطول التركي للناقلات المغادرة من أوكرانيا والتي تعبر المضايق التركية. ويستقبل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره الروسي سيرجي لافروف لإجراء محادثات حول الخطة في الثامن من يونيو الجاري.

سريلانكا: نواجه خطر مجاعة
طلبت سريلانكا مساعدة طارئة من الأمم المتحدة لإعادة تشكيل مخزونها من المواد الغذائية الأساسية، حسبما أعلنت الحكومة، أمس، محذرة من خطر حصول مجاعة في البلد. وتواجه سريلانكا أخطر أزمة اقتصادية منذ استقلالها وتعاني نقصاً خطيراً في الوقود والغذاء والأدوية بسبب انقطاع العملات الأجنبية وتضخم حاد. وأوضح مكتب رئيس الوزراء، في بيان، أن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة تعتزم تطبيق «خطة أزمة للاستجابة للوضع الغذائي الطارئ»، وستقدم مساعدة مالية لقطاع الزراعة في المناطق الحضرية. وتراجع إنتاج الأرز في سريلانكا بمعدل النصف العام الماضي والموسم الجديد، الذي بدأ الشهر الماضي، يعاني بشدة نقص الأسمدة الناجم عن نفاد العملات الأجنبية الذي يمنع استيراد هذه المواد.

طوارئ غذائية في تشاد
أعلنت تشاد حالة طوارئ غذائية بسبب نقص إمدادات الحبوب بسبب الأزمة في أوكرانيا. وذكرت الحكومة العسكرية، أن الوضع الغذائي تدهور بشكل كبير منذ بدء الأزمة، وهناك حاجة عاجلة لمعونات إنسانية دولية. وذكرت الأمم المتحدة أن 5.5 مليون شخص في تشاد، أي ثلث السكان، سيحتاجون إلى مساعدات غذائية العام الجاري.
وتشاد واحدة من الكثير من الدول في الساحل، التي تواجه أزمة جوع. وتواجه إثيوبيا وكينيا والسودان والصومال أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاماً. وتواجه غرب أفريقيا أزمة أزمة غذائية منذ عقد من الزمن، طبقا للأمم المتحدة. وذكرت هيئات معونات أن 60 مليون شخص ربما يعانون من الجوع قريباً في منطقة الساحل بأسرها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©