عدد اليوم
أبدى العديد من المسؤولين والمنظمات الدولية مخاوف من تأثر دول عدة بتوقف تصدير الحبوب والأسمدة من روسيا وأوكرانيا.
ودعا مسؤولون إلى السماح بتصدير الحبوب خاصة القمح من روسيا أكبر منتج لهذه المادة في العالم وأوكرانيا التي تعتمد عليها الكثير من الدول للحصول على القمح وزيت الطهي.
ودعا وزير الدفاع البريطاني بن والاس روسيا، اليوم الأربعاء، إلى السماح بتصدير الحبوب لمساعدة الدول التي قد تؤدي ندرة الحبوب فيها إلى الجوع.
وقال والاس، للصحفيين في مدريد، حيث التقى مع نظيرته الإسبانية مارجريتا روبلس، إن على روسيا أن "تفعل الشيء الصحيح"، وتفتح ممراً لعبور الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود.
ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن أندريه رودنكو نائب وزير الخارجية الروسي، اليوم، قوله إن بلاده مستعدة لتوفير ممر إنساني للسفن التي تحمل أغذية لمغادرة أوكرانيا، مقابل رفع بعض العقوبات.
وقال والاس "هذه الحبوب للجميع. الناس في جميع أنحاء العالم يعتمدون على هذه الحبوب لإطعام أنفسهم.. أدعو روسيا لأن تفعل الشيء الصحيح بروح الإنسانية وتسمح بخروج الحبوب الأوكرانية".
وأغلقت موانئ أوكرانيا على البحر الأسود منذ بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير، وهناك أيضاً أكثر من 20 مليون طن من الحبوب عالقة في صوامع البلاد.
وأعرب مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر عن قلقه حيال "الأزمات المتعددة" التي تهزّ العالم من الارتفاع الحاد لأسعار المواد الغذائية والطاقة.
يتحدث شتاينر، في مقابلة مع وكالة فرانس برس على هامش منتدى دافوس، عن أكثر من 200 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد في العالم، على خلفية ارتفاع أسعار الأغذية المرتبط بشكل جزئي بالأزمة الأوكرانية.
في ما يأي إجابات شتاينر عن أسئلة طرحتها وكالة فرانس برس.
وقال المسؤول الأممي، إن "هناك دولاً تعتمد على أوكرانيا بنسبة 30 أو 40 أو 50% في وارداتها من القمح مثلاً، بينها عدد من الدول العربية والأفريقية. تأثرت هذه الدول بتداعيات الأزمة فوراً".
وأضاف "في الأمم المتحدة، نقدّر أنه في مايو من هذا العام، لدينا أكثر من 200 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد. وعدد الأشخاص الذين قد يواجهون تهديدات في المستقبل يرتفع بسبب على سبيل المثال الجفاف في شرق أفريقيا. هناك على الأرجح نحو 12 دولة في القارة الأفريقية تعتمد بأكثر من ثلث وارداتها من القمح (وهو غالباً مستخدم لإنتاج الخبز) أو أكثر على الإمدادات القادمة مباشرةً من أوكرانيا".وقال فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إن مسؤولاً كبيراً بالمنظمة الدولية سيزور موسكو في الأيام المقبلة "لمناقشة الخطط التي تمكننا من تصدير الأسمدة".
وأضاف نيبينزيا أن "الأسمدة والحبوب لا تخضع للعقوبات رسمياً، لكن هناك مشاكل لوجستية ومشاكل تتعلق بالنقل والتأمين والتحويلات المصرفية" سببتها العقوبات الغربية المفروضة على روسيا والتي "تمنعنا من التصدير بحرية".
وقال "نحن على استعداد لتصدير الأسمدة والحبوب من موانئنا إلى السوق العالمية"، مضيفاً أنه فيما يتعلق بصادرات الحبوب الأوكرانية "أعتقد أنه ينبغي التفاوض مع الأوكرانيين، وليس مع الروس".
بدوره، قال ماكي سال الرئيس السنغالي، الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، اليوم الأربعاء، إنه سيحث روسيا وأوكرانيا خلال زيارته لهما في الأسابيع المقبلة على السماح بتصدير الحبوب والأسمدة لتجنب حدوث مجاعة على نطاق واسع.وتقول منظمة الأغذية والزراعة، التابعة للأمم المتحدة، إن ما يقرب من نصف دول أفريقيا البالغ عددها 54 دولة تعتمد على روسيا وأوكرانيا في استيراد القمح. كما تعد روسيا موردا رئيسيا أيضاً للأسمدة إلى 11 دولة على الأقل.
وقال سال "نطالب بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب والإفراج عن جميع المنتجات الغذائية... حتى لا يشهد العالم مجاعة بعد عامين من كوفيد".
وقال سال إنه إذا استمرت العراقيل أمام الإمدادات الغذائية وحدثت مجاعة "لن يكون بمقدور العالم احتواء العواقب لأنها ستكون هائلة على الهجرة. سيكون الأمر مأساويا بالنسبة للبلدان الأفريقية".
كان سال قد قال يوم الأحد، إنه سيزور موسكو وكييف بصفته رئيس الاتحاد الأفريقي.
