الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

روسيا تكثف هجومها للسيطرة على دونباس

قوات الدفاع المدني أثناء العمل في موقع تعرض لقصف روسي بخاركيف (أ ف ب)
21 مايو 2022 02:00

كييف (وكالات) 

قصفت القوات الروسية مدينة تطل على نهر في دونباس، أمس، فيما بدا أنه نذير بشن هجوم كبير للسيطرة على آخر منطقة لا تزال في يد أوكرانيا في الإقليم الذي تسعى روسيا للسيطرة عليه لحساب الانفصاليين الموالين لها هناك. وقال مسؤولون أوكرانيون، إن القوات الروسية شنت قصفاً مركزاً بالمدفعية على «سيفيرودونيتسك» أحد آخر المعاقل التي لا تزال أوكرانيا تحتفظ بالسيطرة عليها في لوهانسك، وهي إحدى منطقتين في الجنوب الشرقي، اعترفت موسكو بهما كجمهوريتين مستقلتين.
وتلك المدينة ونظيرتها على الضفة الأخرى لنهر سيفرسكي دونيتس، وهي مدينة ليشانسك، تشكلان الجزء الشرقي من جيب لا يزال تحت السيطرة الأوكرانية، وتحاول روسيا السيطرة عليه منذ منتصف أبريل.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، إن موسكو شنت هجوماً على سيفيرودونيتسك، لكنها تكبدت خسائر واضطرت للتراجع، في إطار ما وصفته هيئة الأركان بأنها عمليات هجومية روسية كبرى على الجبهة الأمامية للقتال. وتقدمت القوات الروسية على جبهة لوهانسك، فيما يعتبره بعض المحللين العسكريين بأنه تكثيف كبير للجهود لتحقيق أهداف بالسيطرة على كل المناطق التي يطالب الانفصاليون بالسيطرة عليها. وقال حاكم لوهانسك سيرهي جايداي عبر قناة «تيليجرام»: «الجيش الروسي بدأ حملة تدمير مكثفة على مدينة سيفيرودونيتسك، وشدة القصف تضاعفت». وأضاف:«لا نعلم عدد من قتلوا، لأن البحث في كل شقة ببساطة مستحيل».
وفي موسكو، قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، إن «تحرير جمهورية لوهانسك الشعبية» سيكتمل قريباً.
وفي خطاب خلال الليل، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الوضع في إقليم دونباس، الذي يضم لوهانسك ودونيتسك، بأنه «جحيم»، وقال إن المنطقة «دمرت بالكامل».
ومن شأن السيطرة على لوهانسك ودونيتسك أن تسمح لموسكو بإعلان انتصارها، بعد أن قالت الشهر الماضي إن هذا هو هدفها. وحققت خطوة كبرى على الطريق هذا الأسبوع عندما أمرت أوكرانيا كتيبتها في ميناء دونباس الرئيسي في مدينة ماريوبول بالاستسلام، بعد حصار دام نحو ثلاثة أشهر. وقال شويجو إن نحو ألفي مقاتل أوكراني استسلموا من هناك على مدى الأيام الأربعة الماضية.
ولم تؤكد كييف عدد المقاتلين الذين استسلموا، لكن بريطانيا أعطت أول تأكيد رسمي غربي على أن عدداً كبيراً من القوات استسلم فعلاً، وقالت إن نحو 1700 استسلموا، وأضافت إن عدداً غير معروف يعتقد أنه لا يزال في الداخل.
وفي تسجيل فيديو، قال دنيس بروكوبينكو قائد كتيبة آزوف، التي دافعت عن مصنع الصلب في ماريوبول، إنه تم تنفيذ أمر وقف القتال، وأشار إلى أن كل المدنيين وكذلك المقاتلين المصابين، خرجوا بالفعل من المكان. ولم يقدم مزيداً من التفاصيل عن مصير باقي المقاتلين، لكنه قال إن عملية جارية لانتشال جثث القتلى من الأنفاق والمخابئ تحت الأرض.
وقال بروكوبينكو: «أتمنى في المستقبل القريب أن يتمكن الأقارب وأوكرانيا من دفن الجنود بما يستحقونه من تكريم».
وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومقرها سويسرا، بأنها سجلت مئات الأسرى من المصنع الذي تسيطر عليه روسيا الآن، لكنها لم تعلن رقماً محدداً ولا مزيداً من التفاصيل. وتقول كييف إنها تريد ترتيب عملية لتبادل الأسرى لتأمين الإفراج عن المدافعين عن آزوفستال، الذين وصفتهم بأنهم أبطال وطنيون.
وقالت موسكو إنهم سيعاملون بشكل إنساني، لكن سياسيين روس قالوا إن بعضهم يجب أن يُحاكم على ما ارتكبوه من جرائم، بل وينفذ فيهم حكم الإعدام.
واضطرت القوات الروسية في أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية للانسحاب من مناطق حول خاركيف، ثاني كبرى مدن البلاد، في أسرع تراجع منذ اضطرارها للانسحاب كذلك من شمال البلاد، ومن المناطق المحيطة بالعاصمة كييف في نهاية مارس.
لكن القوات الروسية تسيطر حالياً على أجزاء كبيرة من جنوب وشرق أوكرانيا، وانتهاء القتال في ماريوبول يعني أن المنطقة الآن غير قابلة للاختراق إلى حد كبير. لكن محللين عسكريين يقولون إن روسيا تستهلك ما لديها من قوة هجومية، وإن الوقت ينفد أمامها لتحقيق هدف السيطرة الكاملة على دونباس.
وفي مؤشر على أن روسيا تسعى لتعزيز الجهد الحربي، أعلن البرلمان الروسي إنه سيناقش مشروع قانون يسمح للروس ممن تخطت أعمارهم 40 عاماً، وأجانب تخطت أعمارهم 30 عاماً بالتجنيد في الجيش.
 وتصف روسيا هجومها على أوكرانيا بأنه «عملية عسكرية خاصة»، بما يعني أن من الصعب حشد جنود الاحتياط والمجندين.
وكثفت قوى غربية، أدانت بشدة التحركات الروسية وسعت لعزل موسكو بسلسلة من العقوبات، دعمها لأوكرانيا. ووافقت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى على تزويد أوكرانيا بمبلغ 19.8 مليار دولار.
كما وافق مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة على ما يقرب من 40 مليار دولار من المساعدات الجديدة لأوكرانيا، وهي أكبر حزمة مساعدات أميركية حتى الآن. ويوازي المبلغ ما يفوق ربع الدخل الإجمالي المحلي لأوكرانيا قبل الهجوم الروسي.
وتسبب الحصار في وقف صادرات أوكرانيا، وهي من بين مصدري الحبوب الرئيسيين في العالم، وهو ما دفع الأمم المتحدة للتحذير من أزمة غذاء عالمية.
واتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن روسيا باستخدام الغذاء كسلاح من خلال منع الإمدادات وحبسها «رهينة»، بما يضر ليس فقط الأوكرانيين، بل الملايين حول العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©