عدد اليوم
حسن الورفلي (طرابلس)
تبحث بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن حل للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، خصوصاً، مع قرب انقضاء خارطة الطريق التي وضعها ملتقى الحوار السياسي، في وقت تتزايد مخاوف دول جوار ليبيا من انهيار وقف إطلاق النار مع انسداد الأفق السياسي، حسبما أكد مسؤول حكومي ليبي لـ«الاتحاد».
وأجرت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة حول ليبيا ستيفاني وليامز، مشاورات موسعة مع الدول المهتمة بالشأن الليبي، لدعم الرؤية الأممية خلال الفترة المقبلة، المتمثلة في إجراء انتخابات في أقرب وقت.
وأشار المسؤول إلى أن خارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف تنتهي يونيو المقبل، وهو ما يقلق الأطراف الفاعلة، مؤكداً أن البعثة الأممية تسعى لحشد الدعم الإقليمي والدولي لدعم التوجه نحو إجراء الانتخابات الليبية في أقرب وقت ممكن، موضحاً أن الأمم المتحدة تخشى من دخول ليبيا في مرحلة انتقالية جديدة تكون هي الأطول خلال السنوات الماضية.
ولفت المسؤول الليبي، الذي رفض الإفصاح عن هويته، إلى أن الأمم المتحدة تخشى من دخول ليبيا النفق المظلم والعودة للمربع الأول بالتصعيد العسكري بين الأطراف الفاعلة، مشيراً إلى أن الدول الجوار الليبي قلقة للغاية من تطورات المشهد السياسي، وتخشى من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح أن البعثة الأممية تخطط لعقد اجتماع بين أعضاء اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» خلال الأيام المقبلة، لتقريب وجهات النظر، وتعزيز إجراءات الثقة بينهم، والتشاور حول سبل توحيد مؤسسة الجيش الوطني خلال الفترة المقبلة.
إلى ذلك، أطلعت وليامز في لندن، الأربعاء الماضي، البارون طارق محمود لورد منطقة ويمبلدون، وزير شؤون جنوب آسيا وشمال إفريقيا والأمم المتحدة والكومنولث، على حول الوضع الليبي الراهن، وفقاً لما ذكرته وليامز في تغريدة لها على «تويتر».
وأضافت وليامز أنها استعرضت مع البريطانيين نتائج المشاورات الأخيرة التي عُقدت في القاهرة في الفترة من 13إلى 18 من شهر إبريل الجاري، للجنة المشتركة من مجلسي النواب والأعلى للدولة الليبيين.
وأشارت المستشارة الأممية إلى اتفاق تام قد ساد الاجتماعات على دعم مسار انتخابي دستوري قابل للتطبيق في ليبيا، بغية إجراء انتخابات وطنية على أساس دستوري متين في أقرب وقت ممكن، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على الهدوء على الأرض، وعلى الحاجة إلى تعزيز حقوق الإنسان والمساءلة وسيادة القانون.
على جانب آخر، أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي دعمه الكامل لرئاسة الأركان العامة، التي يرأسها الفريق محمد الحداد، حتى تتمكن من أداء المهام الموكلة لها، ومساهمتها في بسط الاستقرار في كل مناطق ليبيا.
جاء ذلك خلال لقاء المنفي بالفريق الحداد، الأربعاء الماضي، حيث قدّم فيه الأخير إحاطة شاملة عن الوضع العسكري والنواحي التنظيمية لعمل الأركانات النوعية والمناطق والوحدات العسكرية، إضافة إلى الجهود المبذولة لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية.
وعبّر الفريق الحداد خلال لقائه رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة في وقت سابق، عن رفضه إقحام المؤسسة العسكرية في الصراعات السياسية، واستمرار دعمه لتوحيد الجيش الليبي رغم تعليق أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 لأعمالهم.
في سياق آخر، أكد رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا، على جهود حكومته لإنهاء أزمة تعليق إنتاج وتصدير النفط، لما لهذا الأمر من ضرر جسيم على المركز المالي للدولة الليبية، وكذلك للبنية التحتية للقطاع النفطي.
