الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ماكرون رئيساً لفرنسا لولاية ثانية

ماكرون يتعهد بأن يكون رئيساً لكل الفرنسيين في خطاب الفوز أمام برج إيفل في باريس (أ ف ب)
25 ابريل 2022 02:52

باريس (وكالات) 

تغلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان بفارق مريح في الانتخابات التي أجريت أمس، ليفوز بفترة رئاسية ثانية تمتدّ لخمس سنوات، ويضع نهاية لما كان يمكن أن يكون زلزالاً سياسياً.
وانطلقت صيحات الفرح عندما ظهرت النتائج على شاشة عملاقة أسفل برج إيفل، حيث لوح أنصار ماكرون بعلمي فرنسا والاتحاد الأوروبي. واحتضن الناس بعضهم بعضاً وهتفوا: «ماكرون». وتعهد ماكرون، في خطاب الفوز أمام برج إيفل في باريس، بأن يكون رئيساً لكل الفرنسيين.
وفي المقابل، أطلق حشد من أنصار لوبان في حزن صيحات الاستهجان والصفارات في قاعة استقبال مترامية الأطراف بإحدى ضواحي باريس.
وأقرت لوبان، التي حققت أعلى نتيجة لمرشح يميني متطرّف في انتخابات رئاسية منذ تأسيس الجمهورية الخامسة عام 1958، بهزيمتها، لكنها تعهدت بمواصلة الكفاح السياسي في الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية في يونيو المقبل.
وقالت لمؤيديها الذين راحوا يهتفون باسمها: «لن أتخلى عن الفرنسيين أبداً».
واعتبرت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف، أن ما حصدته من أصوات في الانتخابات الرئاسية يشكل «انتصاراً مدوياً».
وحصد ماكرون الوسطي الليبرالي ما بين 57.6 و58.2 في المئة من الأصوات متقدماً على مرشحة التجمع الوطني، التي حازت ما بين 41.8 و42.4 في المئة من الأصوات، بحسب التقديرات. وراوحت نسبة الامتناع عن التصويت بين 27.8 و29.8 في المئة.
واختار الفرنسيون إذاً إعادة انتخاب رئيس وسطي ليبرالي وموال جداً لأوروبا بدلاً من مرشحة راديكالية تضع «الأولوية الوطنية» في صلب برنامجها وتنتقد الاتحاد الأوروبي بشدة.
وماكرون، البالغ 44 عاماً، هو أول رئيس فرنسي يُعاد انتخابه لولاية ثانية خلال 20 عاماً، منذ إعادة انتخاب جاك شيراك عام 2002 بعدما هزم منافسه آنذاك والد مارين لوبان، جان-ماري لوبان.
غير أن هذه الانتخابات تندرج في سياق نسبة امتناع عن التصويت قياسية تُقدّر بـ27.8 في المئة بحسب المعهد الفرنسي للرأي العام، وهي نسبة غير مسبوقة في دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية منذ 1969، والتي قدرت بـ 31.3 في المئة.  وعلى سبيل المقارنة، حصل ماكرون عام 2017 على 66.10 في المئة من الأصوات متقدّماً بفارق كبير على لوبان، التي حصدت 33.90 في المئة. وتمكنت لوبان، البالغة 53 عاماً، بحصولها على ما بين 41.8 و42.4 في المئة من الأصوات، من رفع اليمين المتطرف إلى مستوى قياسي في فرنسا، وهو ما يُنذر بأن الرئيس سيواجه صعوبات كبيرة. وسيكون أول تحد أمامه الحصول على الأغلبية في الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو.
بعد صدور التقديرات الأولى، قالت لوبان: «نطلق هذا المساء المعركة الانتخابية التشريعية الكبيرة»، وسط تصفيق حار من جانب مناصريها.
ووعد زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، الذي حلّ في المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات، بأن تكون الانتخابات التشريعية المقررة في 12 و19 يونيو، صعبة بالنسبة لماكرون، معتبراً أنه رئيس «انُتخب بشكل سيئ». وقال إن «الجولة الثالثة تبدأ هذا المساء».
ووُصف ماكرون بـ«رئيس الأثرياء» خصوصاً بسبب قرارين اتخذهما في بداية ولايته، ولم يقبلهما اليسار أبداً وهما إلغاء الضريبة على الثروات وتخفيض إعانات السكن.
وأثارت مواقفه الخلافية بشأن مسائل عدة وممارسته العمودية للسلطة استياء جزء من الفرنسيين الذين اعتبروا أنه بعيد جدًا عن واقع حياتهم اليومية والصعوبات المادية التي يواجهونها في نهاية كلّ شهر.
وجراء أعمال العنف خلال تظاهرات «السترات الصفراء» وتعامل قوات الأمن مع المتظاهرين إضافة إلى معاملة المهاجرين، بشكل سيء، وفق منظمات غير حكومية دولية ووطنية خصوصاً في كاليه شمال فرنسا، فقد ماكرون جزءاً من اليسار، رغم أنه التيار السياسي الذي يتحدر منه.
وخسرت لوبان للمرة الثالثة في مسيرتها انتخابات رئاسية. ولم تفلح مرة جديدة في تجاوز العتبة الكبيرة التي يمثلها انتصار اليمين المتطرف في فرنسا. لكن بحصولها على نتيجة مرتفعة، تضع لوبان عائلتها السياسية وأفكارها الراديكالية بشكل أكبر في صلب الساحة السياسية الفرنسية.
وتحصد لوبان ثمار استراتيجية طويلة اتّبعتها منذ عقد لـ«نزع شيطنة» صورتها. فقد خففت حدة خطابها، وبدت بمظهر المرشحة القريبة من مخاوف الفرنسيين، حتى أنها رفضت وصفها بأنها من اليمين المتطرف، رغم أن في الواقع لم يتغيّر برنامجها، خصوصاً في ما يخصّ الهجرة.
وتمثل إعادة انتخاب ماكرون، وهو مرشح حزب «الجمهورية إلى الأمام»، الاستمرارية وإن تعهد الرئيس بجعل البيئة في صميم عمله في ولايته الثانية والأخيرة.
وأمام مدرسة في رين، غرب فرنسا، قال برنار موجييه وهو متقاعد يبلغ 76 عاماً، إنه صوّت «لتجنب الحرب الأهلية»، مضيفاً: «يجب ألا نخطئ في اختيار الشخص».
وفي بيرسي، وهي بلدة ريفية تقع في الشمال وتعدّ 2200 نسمة، أكد نيكولا مورو، البالغ 44 عاماً وهو مستشار بلدي، أن التصويت كان بالنسبة إليه «واجب»، لأنه لم يصوّت بناء على «قناعاته لكن كان يجب اتخاذ خيار».
من جانبها، قالت فيرونيك التي كانت تعبر بيرسي على دراجتها عائدةً من مدينة ليل حيث أدلت بصوتها، «بين الخيارين، نحاول اختيار الأقلّ سوءاً».
في ديجون شرقاً، أكد لوسيان شامروي وهو متقاعد يبلغ 80 عاماً، أنه «لم يكن لديه أي تردد» للتصويت. وقال: «أعتقد أن الناس لا يدركون ذلك، وهو أنه إذا لم نصوّت والشارع هو الذي يقرّر، فستسيطر الأقليات على السلطة». 

ارتياح أوروبي بإعادة انتخاب «سيد الإليزيه»
أعرب عدد من قادة الدول الأوروبية، أمس، عن ارتياحهم بفوز «سيد الإليزيه» الرئيس إيمانويل ماكرون لفترة رئاسية ثانية، ووصفوه بأنه خبر رائع لكل أوروبا. 
وهنّأ المستشار الألماني أولاف شولتس ماكرون على فوزه في الانتخابات، معتبراً أن الذين صوّتوا له أرسلوا «إشارة قوية لصالح أوروبا». وكتب على «تويتر» بـ«الفرنسية»: «تهانينا»، وتابع بالألمانية قائلاً: «تهانينا، عزيزي الرئيس إيمانويل ماكرون، فقد أرسل ناخبوك اليوم إشارة قوية لصالح أوروبا، ويسعدني أننا سنواصل تعاوننا الجيد!». وهنأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ماكرون بإعادة انتخابه رئيساً لفرنسا، مبدياً: «سروره بمواصلة العمل» معه، ومؤكداً أن فرنسا هي أحد حلفاء المملكة المتحدة «الأكثر قرباً».
وغرد جونسون بالفرنسية، أمس، «أهنئ إيمانويل ماكرون بإعادة انتخابه لرئاسة الجمهورية الفرنسية، ففرنسا هي أحد الحلفاء الأكثر قرباً والأكثر أهمية، وأنا مسرور بأن نواصل العمل معاً على موضوعات رئيسية بالنسبة إلى بلدينا وإلى العالم».
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، أن فوز ماكرون في الانتخابات هو «خبر رائع لكل أوروبا».
وعلق دراغي، في بيان رسمي، أن «انتصار إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية هو خبر رائع لكل أوروبا».
ورأى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن أوروبا يمكنها «التعويل على فرنسا لخمسة أعوام إضافية».
وكتب ميشال على «تويتر»: «في هذه المرحلة المضطربة، نحتاج إلى أوروبا صلبة وإلى فرنسا ملتزمة تماماً من أجل اتحاد أوروبي أكثر سيادة وأكثر استراتيجية»، فيما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين: «أبدي ارتياحي إلى التمكن من مواصلة تعاوننا الممتاز.. معاً، سنمضي قدماً بفرنسا وأوروبا». كما هنأت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، ماكرون على «إعادة انتخابه الناجحة للغاية».
وقالت إنها تتطلع إلى مواصلة العمل مع فرنسا في ظل الرئاسة الفرنسية الحالية لمجلس الاتحاد الأوروبي، و«مواجهة تحديات عالم يزداد غموضاً وقلقاً».
وكتبت: «الاتحاد الأوروبي القوي يحتاج إلى فرنسا قوية».

الشرطة تُفرق محتجين في باريس بالغاز المسيل
أظهرت لقطات في وسائل التواصل الاجتماعي قيام شرطة مكافحة الشغب الفرنسية بمهاجمة وإطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين كانوا يحتجون وسط باريس على إعادة انتخاب الرئيس إيمانويل ماكرون أمس. وأظهرت صور على «تويتر» محاولة الشرطة تفريق حشد معظمه من الشبان، الذين تجمعوا في حي شاتليت بوسط باريس للاحتجاج على فوز ماكرون على زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في جولة الإعادة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©