عدد اليوم
دينا محمود (لندن)
«ثمن فادح يدفعه اليمنيون أكثر من سواهم جراء استمرار الصراع الدموي الدائر في أوكرانيا، منذ أكثر من 6 أسابيع»، تحذيراً أطلقه محللون غربيون، أكدوا أن الحرب المتواصلة في أوروبا، تُذكي الأزمة اليمنية، على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والإنسانية.
فالصراع الأوكراني قلَص -بحسب المحللين - اهتمام المجتمع الدولي، بالحرب التي تعصف باليمن منذ الانقلاب الحوثي الدموي، بعدما اتجهت الأنظار وكُرِسَت الجهود لإيجاد تسوية بين موسكو وكييف، بدلاً من التركيز على السعي لإجبار الميليشيات الانقلابية، على الانخراط في عملية تفاوضية، تفضي إلى حقن الدماء. في الوقت نفسه، تهدد المعارك المستمرة منذ 24 فبراير الماضي في المنطقة المعروفة بـ «سلة خبز أوروبا والعالم»، بتفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية التي تواجه ملايين اليمنيين، بالنظر إلى تأثيرها على إمدادات الحبوب الواردة لبلادهم من أوكرانيا وروسيا، اللتين توفران لليمن، أكثر من ثلث وارداته من القمح.
وتمس الحاجة إلى هذا النوع من الحبوب، في ضوء أن الخبز يشكل الغذاء الرئيس للكثير من الأُسَر اليمنية، التي باتت تعيش على وجبة واحدة في اليوم، بفعل الحرب التي تُذكيها الممارسات العدوانية الحوثية، وجعلت اليمن منذ سنوات، مسرحا للأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم.
ومن شأن تقلص واردات القمح الروسي والأوكراني، تعميق مشكلة انعدام الأمن الغذائي القائمة من الأصل في اليمن، والتي وضعت ملايين من سكانه على شفا المجاعة، وأفضت إلى أن يصبح أكثر من 20 مليوناً منهم، في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، التي يُفترض أن توفرها لهم الوكالات الإغاثية الدولية.
بالتوازي مع ذلك، قال المحللون في تصريحات لهيئة البث الإذاعي والتلفزيوني في إيرلندا، إن اليمنيين يتأثرون أيضاً، بالنتائج غير المباشرة للصراع الأوكراني، التي يتمثل في ارتفاع أسعار النفط وتكاليف الشحن، وهو ما يلقي بظلاله على بلادهم، الذي يستورد الكثير من المواد الأساسية من الخارج، وتؤدي الحرب الدائرة في أراضيه، إلى تعذر نقل السلع والمنتجات بين محافظاته.
فالارتفاع في أسعار المشتقات النفطية، يزيد من تكاليف عملية نقل المواد المُستوردة كالقمح من الموانئ اليمنية إلى المناطق الريفية، التي يقطنها قرابة 70 في المئة من سكان البلاد.
