عدد اليوم
دينا محمود (لندن)
وسط تقارير عن تحضيرات تجري حالياً تمهيداً لعودة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، الذي تشكل مؤخراً في اليمن إلى العاصمة المؤقتة عدن، تتوالى الانعكاسات الإيجابية لهذه الخطوة، التي يعتبرها خبراء ومحللون حجر زاوية في إطار الجهود الرامية للتوصل إلى نهاية للحرب الأهلية اليمنية، المتواصلة منذ أكثر من سبع سنوات.
وبعد أيام قليلة على إعلان تشكيل المجلس أواخر الأسبوع الماضي، عبر بيان تلاه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وفوَّض فيه سلطاته وصلاحياته لهذا الكيان الجديد، سجلت قيمة العملة المحلية قفزة بنسبة تناهز 14 في المئة في سوق الصرف داخل البلاد، وذلك في ارتفاع وصفه خبراء اقتصاديون بالنادر من نوعه لهذه العملة، التي فقدت أكثر من نصف قيمتها منذ بداية الحرب، جراء الانقلاب «الحوثي» الدموي، على الحكومة المعترف بها دولياً في خريف عام 2014.
وكشف متعاملون في أسواق العملة المحلية في اليمن، عن أن الريال واصل على مدار الأيام القليلة الماضية، صعوده أمام الدولار الأميركي، ليصل إلى 950 ريالاً للدولار، مقارنة بـ1070 ريالاً لكل دولار قبل أسبوع واحد.
وكان انهيار قيمة العملة اليمنية بسبب الحرب وراء ارتفاع معدلات التضخم وتراجع القدرة الشرائية لليمنيين، الذين تتفاقم أزماتهم المعيشية، خاصة في ضوء شح الواردات بفعل الصراع الأوكراني.
ولم تقتصر التأثيرات الإيجابية لتشكيل مجلس القيادة، على الجانب الاقتصادي وحده، فالمجلس، الذي يرأسه وزير الداخلية السابق والمستشار الرئاسي رشاد العليمي، ويضم 7 أعضاء آخرين، ظهر على الساحة في وقت يتوق فيه ملايين اليمنيين إلى السلام، بعد أعوام من السقوط فريسة للممارسات العدوانية لميليشيات «الحوثي» الإرهابية، التي زجت بالبلاد في أتون الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم.
وفي تقرير نشره موقع «بيج نيوز نيتوورك» الإلكتروني، قال المحللون إن اليمنيين ينتظرون الآن أن يشهد وطنهم تغييرات إيجابية، بعد تشكيل المجلس، الذي أعرب كثيرون منهم عن ارتياحهم إزاء تشكيلته، وما تعهد به رئيسه بشأن العمل على إحلال السلام وإرساء الاستقرار، وتحسين أوضاع الاقتصاد الوطني، الذي أصيب بالشلل جراء الحرب.
ويؤكد مواطنون يمنيون، أن وجود ممثلين لهم في المجلس الجديد، يفتح الباب أمام «نقل أصواتهم وآمالهم وطموحاتهم» إلى قمة السلطة، وهو ما يبعث على التفاؤل في إمكانية اتخاذ إجراءات فعلية في القريب، لمواجهة الظروف المعيشية القاسية، التي يكابدها الجانب الأكبر منهم.
