الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوكرانيا: توقف صادرات المحاصيل إذا تعطلت الزراعة

متطوعون بينهم مزارعون يتدربون على حمل الأسلحة في كييف (أ ف ب)
20 مارس 2022 01:28

لفيف (وكالات)

حذر المستشار الرئاسي الأوكراني، أوليه أوستينكو، أمس في مقابلة تلفزيونية، من أن بلاده قد لا تنتج محاصيل كافية للتصدير، إذا تعطلت الزراعة خلال العام الجاري، بفعل العملية العسكرية الروسية.
وأضاف: «أوكرانيا لديها ما يكفي من احتياطيات الحبوب والغذاء لمدة عام، ولكن إذا استمرت العملية العسكرية، فإن أوكرانيا لن تكون قادرة على تصدير الحبوب إلى العالم، وستكون هناك مشاكل»، مضيفاً إن أوكرانيا خامس أكبر مصدر للقمح في العالم.
من جانبه، قال سيرهي مارتشينكو وزير المالية الأوكراني في مقابلة تلفزيونية، أمس، إن الهجوم الروسي تسبب في تعطيل 30 في المئة من الاقتصاد الأوكراني.
وأضاف مارتشينكو: «عائداتنا الضريبية لا تسمح لنا بتغطية احتياجاتنا، وبالتالي فإن مصدر الدخل الرئيسي هو الاقتراض».
يأتي ذلك، فيما تهدد الأوضاع في أوكرانيا إمدادات الغذاء حول العالم، مع دخول العملية العسكرية الروسية أسبوعها الرابع على التوالي، وما يترتب على ذلك من تقلص صادرات كييف وموسكو من المحاصيل الزراعية، خاصة الحبوب، التي يهيمن البلدان على جانب كبير من صادراتها في السوق الدولية.
فاستمرار القتال يؤدي، حسبما أكد مسؤولو صندوق النقد الدولي، إلى الحيلولة دون تمكن المزارعين الأوكرانيين، من زراعة محاصيلهم، وعلى رأسها القمح، بما يُطلق العنان لمرحلة من «عدم اليقين، قد يواجه فيها العالم، حالة من انعدام الأمن الغذائي، لبعض الوقت، خاصة إذا طال أمد الصراع بشكل أكبر».
وبجانب توقف الأنشطة الزراعية في العديد من المناطق الأوكرانية، اضطرت السلطات هناك إلى الاستعانة بكثير من المزارعين للقتال على الخطوط الأمامية، في حين أدت المعارك إلى تدمير الطرق والجسور، التي يتم عبرها نقل المحاصيل من الحقول والمزارع، إلى مراكز التخزين والتصدير، فضلاً عن تراجع كميات الوقود المتوافرة لتشغيل الآلات اللازمة للزراعة.
وعلى الجانب الروسي، قررت السلطات في موسكو، فرض قيود اعتباراً من منتصف الشهر الجاري، على صادراتها لبعض الدول من السكر والحبوب، وذلك لمواجهة ارتفاع الأسعار في السوق المحلية، جراء العقوبات الغربية المفروضة على البلاد، على خلفية الأزمة في أوكرانيا. وأشار موقع «فرَنت لاين» الإلكتروني، إلى أنه من المقرر أن يستمر سريان هذه القيود، حتى نهاية يونيو المقبل بالنسبة لصادرات الحبوب، في حين سيتواصل فرضها على صادرات السكر إلى 31 أغسطس.
وتتزامن هذه التطورات، مع تحذيرات أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من أن الاضطرابات الراهنة في أوكرانيا، التي يُطلق عليها البعض اسم «سلة خبز أوروبا والعالم»، تهدد إمدادات الغذاء، لعدد من الدول الأكثر احتياجاً في هذا الشأن.
وأكد جوتيريش أن تلك التهديدات توجب على المجتمع الدولي، بذل قصارى جهده لتجنب انهيار النظام الغذائي العالمي، وحدوث «إعصار من الجوع» يهدد باجتياح الدول الأشد فقراً، لا سيما بُلدان العالم النامي.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «إندبندنت» البريطانية، قال مايك لي الخبير بشركة «جرين سكوير أجرو كونسلتينج» للاستشارات: إن «تأثيرات الأوضاع الحالية على المحاصيل المزروعة في أوكرانيا ستتفاقم، كلما استمرت الأزمة والمواجهات المسلحة الحالية لوقت أطول»، وإن هذه التبعات ستمتد إلى الدول المطلة على البحر الأسود، بما في ذلك رومانيا ومولدوفا وبيلاروسيا، وروسيا كذلك بطبيعة الحال. وأشار لي، الذي أجرى زيارات ميدانية لمناطق قريبة من الحدود الأوكرانية مع بولندا، وأجرى مقابلات مع مزارعين أوكرانيين من أجل بلورة توقعات تتعلق بالإنتاج المستقبلي للحبوب من هذه المنطقة، إلى أن المعارك الحالية، قد تقود لتراجع إنتاج كييف من القمح للعام الجاري، بنسبة 50 في المئة، وذلك في أكثر التقديرات تفاؤلاً. ويعني ذلك أن حجم محصول القمح الأوكراني للعام الجاري، لن يتجاوز 15 مليون طن تقريباً، ولن يتبقى الكثير منها للتصدير للخارج، إذا ما استبقت أوكرانيا، كالمعتاد، نحو 10 ملايين منها، لتلبية احتياجات الاستهلاك المحلي.
وقد تتقلص هذه التقديرات بشكل أكبر، بفعل العجز المتوقع عن حصاد المحصول من الأصل، بعدما قال بعض المزارعين الأوكرانيين: إن المعارك خلّفت شظايا ومواد متفجرة في حقولهم، ستحول دون استخدام الآلات الزراعية، لجمع المحصول الذي يُزرع عادة خلال فصل الشتاء، ويُحصد في يوليو.
ويحذر خبراء من أن استمرار الأزمة حتى حلول فصل الصيف، سيجعل الحصاد متعذراً بشدة، وسيؤثر أيضاً على محصول الذرة الذي يُزرع في الربيع، ولم يتم حتى الآن سوى تسليم 60 في المئة من البذور المطلوبة له إلى المزارعين الأوكرانيين.
وتحتل أوكرانيا المركز الرابع على قائمة أكثر الدول المصدرة للذرة في العالم، بينما تأتي في المرتبة الرابعة على صعيد مُصدري القمح. وكان من المتوقع أن يستحوذ هذا البلد على 12 في المئة من صادرات القمح خلال العام الجاري، وأن يوفر قرابة 20 في المئة من إنتاج العالم من الذرة كذلك.
أما روسيا، التي تتصدر البُلدان المُصدرة للقمح على مستوى العالم، فتهيمن هي وأوكرانيا، على قرابة 20 في المئة من حجم التجارة العالمية الخاصة بالذرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©