الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«شرق أوكرانيا» تهتز بمقتل جنديين وتعبئة عامة

تدريبات عسكرية للجيش الأوكراني (أ ف ب)
20 فبراير 2022 02:33

كييف، موسكو (وكالات)

تجدد تبادل الاتهامات بين كييف والمتمردين الموالين لموسكو حول شن هجمات شرق أوكرانيا، حيث أكد الجيش الأوكراني مقتل جنديين بقصف مدفعي، بينما أعلن زعيما دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين دينيس بوشيلين وليونيد باسيتشنيك التعبئة العامة. وتحدثت روسيا عن سقوط قذيفتين أوكرانيتين عند حدودها. في وقت أقرت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بحدوث زيادة كبيرة في انتهاكات وقف إطلاق النار.
وأعلن الجيش الأوكراني أنّ اثنين من عناصره قتلا بعد إصابتهما بجروح مميتة جرّاء الشظايا الناجمة عن قصف للانفصاليين في الجبهة. وأشار إلى 66 تبادلاً لإطلاق النار، وقال: إن المتمردين استخدموا قذائف هاون محظورة في بلدات ممتدة عبر الجبهة في لوغانسك ودونيتسك.
وسقط عدد من قذائف الهاون على بعد مئات الأمتار من مكان وجود وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي، خلال لقاء صحافيين في جولة قام بها للجبهة. وأُجبر الوزير على الاختباء لدى انفجار القذائف.
في المقابل، أعلن زعيما المنطقتين الانفصاليتين دونيتسك ولوغانسك تعبئة عامة. وقال بوشيلين: «أحضّ إخواني في قوات الاحتياط على المجيء إلى مكاتب التجنيد العسكري. لقد وقّعت مرسوم التعبئة العامة». كما نشر باسيتشنيك مرسوما  حول إجراء مماثل.
من جهتها، فتحت لجنة التحقيق الروسية، أمس، تحقيقاً في تقارير عن انفجار قذيفة أوكرانية في منطقة روستوف قرب الحدود الأوكرانية. وقالت مصادر، إنه تم العثور على قذيفة ثانية متفجرة في الأراضي الروسية. ونقلت وكالة «تاس» عن مصادر أن إحدى القذيفتين أصابت منزلاً وأحدثت أضراراً.
وأعلن مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أنهم لاحظوا زيادة كبيرة في انتهاكات وقف إطلاق النار على طول خط الجبهة في شرق أوكرانيا. وأشارت المنظمة في بيان إلى أن هناك حالياً عددا من الحوادث يعادل عدد تلك التي وقعت قبل اتفاقية تم توقيعها في يوليو 2020 لتعزيز وقف إطلاق النار. وأبلغت عن 222 انتهاكاً لوقف إطلاق النار في دونيتسك، كما سجلت 648 انتهاكا في لوغانسك. ودعت الأطراف إلى التقيد الصارم بكل الالتزامات التي تعهدوا بها، واتخاذ كل التدابير اللازمة للحد من التوتر والعمل على وقف فوري للتصعيد من أجل مصلحة المدنيين الأبرياء على جانبي خط الجبهة والذين ما زالوا يعانون بسبب هذا الصراع.
إلى ذلك، طالب الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بعقد اجتماع للقوى العالمية للحصول على ضمانات أمنية جديدة لأوكرانيا لأن النظام العالمي الراهن ضعيف للغاية. كما طالب أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بأن تكون أمينة فيما إذا كانت ترغب في انضمام أوكرانيا إلى الحلف. وقال: إنّ على القوى الغربية التخلّي عن سياسة مهادنة موسكو، وأضاف: «تلقت أوكرانيا ضمانات أمنية للتخلي عن ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم.. لا نملك أسلحة لكن لدينا الحقّ في المطالبة بتغيير سياسة المهادنة إلى أخرى تضمن الأمن والسلام».
وطالب الرئيس الأوكراني بإطار زمني واضح لانضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي، وشدد على أن أوكرانيا «درع» أوروبا في وجه الجيش الروسي وبالتالي تستحق دعما دوليا أكبر. وعرض لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين بهدف منع أي غزو روسي لبلاده، وقال: «لا أعرف ما الذي يريده الرئيس الروسي. لهذا السبب، أقترح بأن نلتقي». وأبلغ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بأن بلاده تريد السلام وتتطلع إلى دعم معين من الولايات المتحدة لجيشها. فيما قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن بلاده تستعد للتعامل مع كل السيناريوهات المحتملة. وقال مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك: إن من المستحيل القول على وجه اليقين ما يدور بالضبط في ذهن الرئيس الروسي. 
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: إن أوكرانيا ترفض الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق مينسك للسلام، من أجل حل النزاع مع الانفصاليين المدعومين من روسيا، وذلك خلال اتصال مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان. وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الوزيرين ناقشا أيضا المطالب الروسية الخاصة بتوفير ضمانات أمنية ملزمة.

ماكرون وبوتين يتحادثان اليوم ل«تجنب الأسوأ»
أعلن قصر الإليزيه والكرملين أن الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين سيتحادثان هاتفياً، اليوم الأحد، حول تطورات الأزمة الأوكرانية. وقالت الرئاسة الفرنسية «إنّ واجبنا هو تجنّب الأسوأ، ونعتقد أنّه ما زالت لدينا الإمكانية لثني بوتين عن المضيّ قدماً نحو مهاجمة أوكرانيا»، مشدّدة على ضرورة تجربة كل شيء، والقيام بكل شيء حتى لا يحدث الأسوأ، ومحذّرة من خطر غزو روسي للأراضي الأوكرانية، وليس فقط لتلك الخاضعة لسيطرة الانفصاليين في شرق أوكرانيا. فيما دعت وزارة الخارجية كل الرعايا الفرنسيين إلى مغادرة أوكرانيا.

الصين: اتفاقيات مينسك المخرج الوحيد للأزمة
وصف وزير الخارجية الصيني وانغ يي اتفاقيات مينسك للسلام بأنها المخرج الوحيد لحل الأزمة الأوكرانية، وقال أمام مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، إن أوكرانيا يجب ألا تكون جبهة للتنافس بين القوى الكبرى، وإن جميع الأطراف يجب أن تجلس من أجل مناقشة صافية وحل سلمي ثم تخرج بخارطة طريق وجدول زمني لتطبيق اتفاقيات مينسك، مشدداً على أن سيادة واستقلال ووحدة أراضي أي دولة يجب أن تبقى محترمة ومصانة، وأن أي دولة، حتى إن كانت دولة كبرى، يجب ألا تجعل إرادتها بديلاً عن الأعراف الدولية.
وعارض وزير الخارجية الصيني مجدداً توسع حلف (الناتو) باتجاه الشرق، وقال: «لقد انتهت الحرب الباردة منذ فترة طويلة، وكان الناتو نتاج حقبة الحرب الباردة، والصين ترى أن التوسع في الشرق لا يمكن أن يضمن السلام والأمن الدائمين في أوروبا».  داعياً إلى احترام مخاوف روسيا، وقال «يحب أن تكون أوكرانيا جسراً بين الشرق والغرب وليس خط مواجهة.. جميع الأطراف تملك الحق في إبداء مخاوفها، ويجب أيضاً احترام مخاوف روسيا المعقولة وأخذها في الاعتبار».

«الأمن الجماعي» تبحث إرسال قوات حفظ سلام
قال الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي ستانيسلاف زاس، إن المنظمة ربما ترسل قوات لحفظ السلام إلى مناطق في شرق أوكرانيا يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا إذا لزم الأمر. وأوضح أن بإمكان المنظمة أن ترسل قوات لحفظ السلام إلى دونباس إذا كان هناك إجماع دولي على مثل هذا الانتشار. وأضاف «من الناحية الافتراضية، يمكنك تخيل مثل هذا الانتشار إذا كانت هناك نوايا حسنة من أوكرانيا، فهي أراضٍ تابعة لها قبل أي شيء، ويوجد تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإذا كانت هناك حاجة لذلك، وكان هذا القرار مدعوماً من قبل جميع حكوماتنا».
ونشرت المنظمة الشهر الماضي، ولأول مرة في تاريخها الممتد منذ 20 عاماً، قوات للمساعدة في قمع محاولة انقلاب في كازاخستان. وقال زاس، إن المفاوضات هي السبيل الوحيد لحل الأزمة في أوكرانيا. وأضاف أن لدى المنظمة قوة قوامها 17 ألف جندي في حالة تأهب دائم وقوة حفظ سلام متخصصة قوامها نحو أربعة آلاف جندي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©