الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

التعاون الإرهابي بين «الحوثيين» و«حزب الله» يحوِّل اليمن إلى مختبر للأسلحة والاعتداءات

«ألجامينار» تكشف عن التحركات الإجرامية للعصابتين منذ 2014
19 فبراير 2022 01:37

دينا محمود (لندن)

طيور الإرهاب على أشكالها تقع؛ حقيقةٌ أكدتها مصادر إعلامية غربية، كشفت عن تفاصيل جديدة، بشأن التعاون القائم منذ سنوات، بين ميليشيات الحوثي في اليمن وميليشيات «حزب الله» في لبنان، بما يهدد البلدين بمزيد من الدمار والخراب. ووفق المصادر، فقد كِثّف عناصر الحزب وجودهم في مناطق الحوثيين، من أجل التدريب والدعم التقني والمعرفة العملياتية، التي اكتسبوها جراء أعوام من الانخراط في ممارسة الأنشطة الإرهابية، داخل وخارج لبنان.
وأشارت المصادر وفق تقرير نشرته صحيفة «ألجامينار» الأميركية إلى أن وجود «حزب الله» على الأرض في اليمن، بدأ منذ 2015، أي بعد شهور قليلة من استيلاء ميليشيات الحوثي الانقلابية على السلطة في صنعاء، وإطاحتها الحكومة الشرعية، رغم أن هناك من يقول إن هناك عملاء للحزب، توجهوا إلى اليمن، منذ بداية الأزمة عام 2014. وفي البداية أرسل «الحزب» إلى اليمن عناصر لدعم برامج التدريب التي نظمتها ميليشيات الحوثي لمسلحيها في كيفية شن هجمات برية، واستخدام الأسلحة، وزرع العبوات الناسفة بشكل مموه، كأن تُوضع في شكل صخور، ما يجعلها أكثر فتكاً، وهو ما أوقع خسائر فادحة في صفوف المدنيين اليمنيين الأبرياء.
ووفقاً للتقرير التحليلي الذي نشر على الموقع الإلكتروني، ساعد إرهابيو «حزب الله» نظراءهم التابعين لميليشيات الحوثي بعد ذلك، على التعامل مع المعدات والأسلحة، التي تتلقاها هذه الجماعة من الخارج، خاصة أنها تُهَرَّب في صورة أجزاء، ويتم تجميعها وتركيبها في داخل اليمن. ومن بين هذه الأسلحة، الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات المُسيّرة، التي يتم تفخيخها واستخدامها في تنفيذ اعتداءات طائشة على أهداف مدنية عبر الحدود، وذلك جنبا إلى جنب مع الزوارق السريعة المحملة بالمتفجرات، التي يتم التحكم فيها عن بُعد. وتستخدم ميليشيات الحوثي الإرهابية هذه الزوارق، لشن هجمات ضد سفن في البحر الأحمر، ما يشكل تهديداً خطيراً لحركة الملاحة والتجارة الدولية، في أحد أهم شرايين الشحن البحري في العالم بأسره.
وفي مراحل لاحقة، نقل الإرهابيون التابعون لـ «حزب الله» إلى مسلحي ميليشيات الحوثي، دروساً إجرامية تتعلق بكيفية تطبيق التكتيكات الخاصة بحروب المدن وحرب العصابات، والتنسيق بين استخدام الأسلحة الثقيلة، في المعارك، بهدف بسط السيطرة على مناطق أوسع في اليمن. وذلك في مقابل أن يستفيد إرهابيو «حزب الله» من هذا التعاون، عبر تحويل اليمن بأسره، إلى ما يشبه «مختبراً» للأساليب القتالية والتكتيكات، التي يمكن استخدامها في ساحات معارك أخرى، أو في تنفيذ اعتداءات إرهابية ضد خصوم «الحزب»، من دون اكتراث بما يقود إليه ذلك، من إطالة أمد الصراع اليمني.
ونقلت «ألجامينار» عن محللين عسكريين قولهم، إن أهمية «المختبر اليمني» بالنسبة لـ «حزب الله» أنه يوفر لإرهابييه بيئة ملائمة، لاختبار السيناريوهات العملياتية المختلفة، وتجربة أسلحة مثل الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة، التي لا يتسنى لهم اختبارها ضد أهداف بعيدة في الداخل اللبناني نفسه، لاعتبارات مختلفة. وأكد مراقبون أن التعاون الإرهابي بين «الحوثي» و«حزب الله» يفاقم من حدة الحرب الأهلية اليمنية، ما يزيد من حصيلة ضحاياها التي تجاوزت ربع مليون قتيل، بالإضافة إلى ملايين اللاجئين والنازحين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©