عدد اليوم
جنيف (وكالات)
حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس، من تعرض ما يقدر بنحو 13 مليون إنسان للجوع في جميع أنحاء القرن الأفريقي.
وأضاف المتحدث الإعلامي باسم البرنامج تومسون بيري في مؤتمر صحفي عبر الاتصال المرئي من جنيف أن منطقة القرن الأفريقي تكافح حالة الجفاف الشديد التي تعد الأسوأ منذ عام 1981.
وأكد أهمية حصول برنامج الأغذية العالمي على تمويل بقيمة 327 مليون دولار أميركي للاستجابة للاحتياجات الفورية لـ 4.5 مليون شخص من بين الـ 13 مليوناً ومساعدة المجتمعات على أن تصبح أكثر قدرة على الصمود أمام الصدمات المناخية الشديدة.
وشرح بيري كيف اختفت المراعي وجفت مصادر المياه واتسعت رقعة المنطقة الزراعية التي أصابها الجفاف ما أدى إلى نفوق الماشية وتدمير موارد رزق مئات الآلاف من العائلات التي تعيش على الرعي.
في الوقت ذاته، أشار إلى انخفاض المحصول بنسبة تصل إلى 70 في المائة عن المعدل الطبيعي في المناطق المتضررة فارتفعت أسعار الغذاء والماء بمعدلات تتراوح بين ثلاثة وخمسة أضعاف المستويات المعتادة، وهو ما يفوق القدرات الشرائية لمئات الآلاف من السكان.
كما حذر بيري من أن تؤدي هذه الحالة غير المسبوقة من الجفاف الشديد إلى تفاقم الصدمات الأخرى في المنطقة التي تؤثر على الأمن الغذائي، بما في ذلك الصراع والفيضانات السريعة وغزو الجراد الصحراوي والآثار الاجتماعية والاقتصادية لوباء «كوفيد - 19».
وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن مبلغ 327 مليون دولار ضرورية لتلبية الاحتياجات الفورية على مدى الأشهر الستة المقبلة ومساعدة المجتمعات على أن تصبح قادرة أكثر على مواجهة الصدمات الغذائية المتكررة.
وتقوم «اليونيسف» أيضاً بمساعدة السكان في إريتريا وإثيوبيا والصومال وكينيا وهي بحاجة ماسة إلى 123 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الحيوية للأكثر ضعفاً حتى نهاية يونيو.
وقال مدير «اليونيسف» لشرق أفريقيا وجنوبها محمد فال: إنّ «حوالي 5.5 مليون طفل في هذه الدول الأربع مهددون بسوء تغذية حاد ونقدر عدد هؤلاء الذين يعانون من سوء تغذية حاد شديد بحوالي 1.4 مليون»، وهو عدد يمكن أن يرتفع بنسبة 50% في الأشهر الثلاثة المقبلة.
في 2011، أدّى نقص الأمطار إلى أكثر الأعوام جفافاً منذ 1951 في المناطق القاحلة في كينيا والصومال وإثيوبيا وجيبوتي وأوغندا.
وبحسب الخبراء، فإن الأحوال المناخية القصوى تحدث بوتيرة وحدة متزايدة بسبب التغير المناخي وأفريقيا هي التي تدفع الثمن أولاً فيما تعدّ القارة الأقل مساهمة في ظاهرة الاحترار المناخي.وبين عامي 2010 و2012، لقي نحو 250 ألفا مصرعهم بسبب الجوع في الصومال، وكان نصفهم من الأطفال.
وفي الإفادة الصحفية نفسها، حذر محمد فال من أن العديد من الأطفال سيواجهون خطر الوفاة أو سيعانون من اعتلالات إدراكية وجسدية مدى الحياة إذا لم تتخذ إجراءات سريعة لتجنب وقوع المجاعة.
وقال: «نحن بحاجة لاتخاذ خطوات الآن من شأنها منع الكارثة»، مضيفا أن 5.5 مليون طفل في الدول الأربع مهددون حاليا بسوء التغذية الحاد.
