عدد اليوم
عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
حالة من الجدل الشديد بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن تحور فرعي لمتحور «أوميكرون»، الذي صنفته بشديد الانتقال يسمى «BA.2»، حيث انتشر في نحو 49 دولة بالفعل منذ شهر نوفمبر من العام الماضي، بينها الولايات المتحدة، حيث حذرت منه المنظمة العالمية مطلقة عليه اسم «أوميكرون الخفي».
وقال الدكتور أمجد الخولي استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية لـ«الاتحاد»: إنه وفقاً للحسابات الأولية التي أجراها معهد «ستيتن سيروم» الدنماركي، يمكن أن يكون التحور الفرعي الجديد معدياً بمعدل 1.5 مرة أكثر من سابقه، رغم أن الباحثين لم يكتشفوا أي فرق في خطر الاستشفاء.
وأكد الخولي أن هناك بعض الدلائل، لكن المنظمة في حاجة لمزيد من الدراسات والمعلومات للتأكيد من أنه أكثر عدوى، خصوصاً بالنسبة لغير الملقحين، محذراً من أن «أوميكرون الخفي» يمكن أن يصيب الأشخاص الذين تم تطعيمهم بدرجة أكبر.
وعلى عكس تحذيرات الصحة العالمية، جاء التقرير الصادر عن وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة بشأن «المتحور الخفي» مطمئناً، وكشف عن أنّ اللقاحات الحالية تحمي أيضاً من نسخة «BA.2» على غرار ما تفعل مع متحوّر «أوميكرون الأساسي»، وتقدّم حماية أفضل بنسبة 70 في المئة من الأعراض، وذلك بعد أسبوعين من تلقي الجرعة المعزّزة.
وأشار الخولي إلى أن جميع الفيروسات تكتسب طفرات جديدة بمرور الوقت، ولا يُعد SARS-CoV-2 المسبب لكوفيد استثناءً. وبعض هذه الطفرات ليس لها أي تأثير على سلوك الفيروس، في حين أن البعض الآخر يمكن أن يغير خصائص مثل مدى العدوى، والأنسجة التي يصيبها، أو شدة المرض الذي يسببه. وأضاف: «مجموعة من المتحورات وثيقة الصلة، التي تشترك في سلف مشترك، تسمى النسب، ويمكن أن تتفرع لاحقاً إلى سلالات فرعية، وهو ما يبدو الآن أنه يحدث مع (أوميكرون)».
وأكد الخولي أن التطور حدث بنفس الطريقة مع التحورات السابقة المثيرة للقلق، وعلى سبيل المثال، اشتمل متحور دلتا على أكثر من 200 سلالة فرعية قبل أن يبدأ «أوميكرون» في السيطرة.
وتابع: «حتى الآن، يُعتقد أن متغير (أوميكرون) انقسم إلى ثلاث سلالات فرعية، وستستمر هذه في التطور في المستقبل».
وبحسب الموقع الإلكتروني الخاص بمشاركة التسلسل «GISAID.org»، جرى الإبلاغ عن 100 إصابة تقريباً بـ«BA.2» في 20 ولاية من أميركية، إلا أنه على الرغم من ذلك لم يثير العلماء فترة اكتشافه الأولى إلا بعد الانتشار الكثيف الذي شهدته بعض البلدان التي ظهر فيها المتحور الفرعي الجديد.
ويبدو أن المتحور الفرعي أكثر شيوعاً في آسيا وأوروبا.
وفي الدنمارك، سجل 45 في المئة من جميع حالات «كوفيد-19» المسجلة في منتصف يناير، أي أعلى بـ20 في المئة مما كان مسجلاً قبل أسبوعين.
وتصنف منظمة الصحة العالمية «أوميكرون» بشكل عام على أنه متحور مثير للقلق، وهو أخطر تصنيف لها لطفرة فيروسات «كورونا»، لكنها لا تميز BA.2 بتسمية خاصة به. ومع ذلك، نظراً لارتفاع الإصابات به في بعض البلدان، تقول الوكالة، إن التحقيقات في BA.2 «يجب أن تحظى بالأولوية».
