عدد اليوم
أسماء الحسيني (الخرطوم، القاهرة)
وسط انسداد الأفق السياسي في السودان، تواصلت الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني الكامل ورفض مشاركة الجيش بالحياة السياسية. وخرجت أمس، تظاهرات حاشدة في الخرطوم ومدن سودانية أخرى، وذلك استجابة لدعوات من تجمع المهنيين ولجان المقاومة، في إطار جدول زمني للمظاهرات خلال الشهر الجاري.
جاء ذلك في ظل إجراءات أمنية مكثفة، حيث قطعت السلطات خدمة الإنترنت والاتصالات، كما أغلقت عدداً من الجسور والشوارع الرئيسية.
وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على المحتجين بكثافة لا سيما في محيط القصر الرئاسي، وحدثت حالات كر وفر بين الأمن والمتظاهرون، فيما ردد المتظاهرون هتافات تدعو لإرساء الحكم المدني.
وأعلنت لجنة أطباء السودان مقتل ثلاثة متظاهرين إثر إصابتهم بالرصاص الحي في أم درمان، ليرتفع بذلك عدد القتلى في البلاد إلى 59 منذ الـ25 أكتوبر الماضي.
وتزامن ذلك مع احتجاجات في مدن أخرى، بينها «نيالا ودنقلا والأبيض والدمازين وبورتسودان ومدني وعطبرة والدامر والقضارف وكسلا».
وفي السياق، حذرت أطراف سودانية من أنها سترفض أي رئيس حكومة يعينه العسكريون. وتوقع حزب «الأمة القومي» ألا يجد رئيس الوزراء الذي يعتزم المكون العسكري إعلانه خلال الفترة المقبلة قبولًا من الشارع والقوى السياسية.
في غضون ذلك، قال المكتب التنفيذي لقوى «الحرية والتغيير» إنه ليس جزءاً من أي نقاشات حول ميثاق أو إعلان سياسي جديد في البلاد.
وأضاف المكتب في بيان أمس: «تتناقل الوسائل الإعلامية، أخباراً مفادها بأن قوى الحرية والتغيير منخرطة في نقاشات ستخلص لميثاق موحد يشارك فيه عدد من الأحزاب والحركات التي سمتها هذه الأخبار».
وتابع: «نوضح في المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير أننا لسنا جزءاً من أي نقاشات حول ميثاق أو إعلان سياسي جديد، وأننا قد أصدرنا رؤية سياسية تقوم على بناء أوسع جبهة لهزيمة الانقلاب وتأسيس سلطة مدنية انتقالية تكمل مهام ثورة ديسمبر المجيدة».
وفي سياق آخر، وصل مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك على رأس وفد من حكومة الجنوب أمس، إلى الخرطوم في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن قلواك قوله، إن الزيارة للاطلاع على تطورات الأوضاع السياسية في السودان، وسبل الوصول لاتفاق إطاري مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان ونائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو عقب استقالة رئيس الحكومة عبد الله حمدوك.
