عدد اليوم
دينا محمود (لندن)
أصبح الخروج من لبنان حلماً لمعظم سكانه، هرباً من الأزمات المتصاعدة، هذا ما كشف عنه استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «جالوب» الأميركية لبحوث الرأي العام.
وأفاد الاستطلاع بأن ثلثيْ اللبنانيين يريدون الهجرة في الوقت الحاضر، وأن الغرب يشكل الوجهة المفضلة، بالنسبة للغالبية العظمى منهم.
فبحسب الاستطلاع، بات 63% من اللبنانيين يرغبون في مغادرة وطنهم بشكل دائم إذا تسنى لهم ذلك، وهو ما يشكل مستوى ربما يكون غير مسبوق، مقارنة بنسبة من كانوا يبدون هذه الرغبة خلال العقود الماضية، بما يعني أن الأزمة الحالية في لبنان، هي الأصعب على الإطلاق بالنسبة لسكانه، منذ الحرب الأهلية، التي عايشها عدد منهم أو حتى آباؤهم، بين عاميْ 1975 و1990.
وتمثل كندا وألمانيا أكثر المقاصد المفضلة من جانب اللبنانيين الطامحين للخروج من البلاد، فقد قال 28% منهم إنهم يرغبون في التوجه إلى كندا، بينما أعرب 19% عن أملهم في الذهاب إلى ألمانيا.
وفي معرض استعراض نتائج الاستطلاع، قالت مؤسسة «جالوب»، إنه على الرغم من أن هجرة العقول تمثل سمة بارزة للحياة في لبنان منذ اندلاع الحرب الأهلية، ما جعل عدد المغتربين يفوق نظيره من المقيمين داخل هذا البلد، فإن التزايد الحالي في عدد الراغبين في الهجرة «قياسي».
فعلى مدار أكثر من 12 عاماً استطلعت فيها «جالوب» عدد اللبنانيين الراغبين في الهجرة اعتبارا من عام 2007، ظلت نسبة هؤلاء تتراوح ما بين 19% و32%، أما الزيادة الراهنة فتعكس مدى الضرر الذي ألحقه الانهيار الاقتصادي الذي يجتاح لبنان في الوقت الحاضر، بالطبقة الوسطى والنخبة المتعلمة هناك.
وفي هذا الإطار، أبرز تقرير المؤسسة البيانات التي تفيد بأن 90% من اللبنانيين، يواجهون الآن صعوبات في تدبير أمور حياتهم، وأن 85% منهم يجدون أنه من الصعب أو من الصعب للغاية، الحصول على الدخل اللازم للوفاء باحتياجاتهم، والمستلزمات الضرورية لمعيشة أُسَرِهم.
وقارن التقرير بين أوضاع اللبنانيين قبل تفجر الأزمة الحالية وبعدها، مشيراً إلى أن 14% فقط منهم كانوا قد قالوا قبل ثلاث سنوات، إنهم يواجهون أوقاتاً يفتقرون فيها للمال اللازم لشراء الطعام، وهي نسبة ارتفعت بعد وقوع انفجار مرفأ بيروت وتفشي وباء كورونا إلى 45%.
ووفقاً لـ«جالوب» تصل النسبة نفسها الآن إلى 53%، بزيادة تبلغ 4 أضعاف مثيلتها في عام 2018، وذلك بالتوازي مع القفزة التي شهدتها نسبة اللبنانيين الذين يشكون من أنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف المأوى، من 6% إلى 31%.
بجانب ذلك، أشار الاستطلاع إلى أن عام 2021، شهد إعراب اللبنانيين عن إحساسهم بمشاعر سلبية، بمستويات قياسية، فقد أكد 74% منهم أنهم يشعرون بالتوتر في أوقات كثيرة خلال اليوم، بينما بلغت نسبة من أبدوا شعورهم بالكرب أو الحزن الشديد 56%، ومن قالوا إنهم يشعرون بالغضب 49%.
وقالت «جالوب»: إن هذه الأرقام هي الأعلى على الإطلاق، التي تسجلها استطلاعاتها في لبنان منذ 16 عاماً.
