عدد اليوم
حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
يتشاور مسؤولون ليبيون مع عدد من الشخصيات لتولي رئاسة الحكومة الليبية حال تأجيل إجراء الانتخابات، بسبب التحديات والصعوبات التي تواجه المفوضية، جراء التهديدات التي تستهدف رئيسها وأعضاءها خلال الفترة الماضية، إضافة لعدم التزام الحكومة الحالية بالإجراءات الخاصة بالانتخابات، حسبما أكدت مصادر برلمانية ليبية لـ«الاتحاد».
وأشارت المصادر إلى وجود تخوف من حكومة الوحدة، في ضوء عدم التزامها بالتعهدات التي قطعتها رئاسة الوزراء لتنظيم إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها المقرر وفق خارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف مطلع العام الجاري.
ولفتت المصادر إلى أن اجتماعات جرت خلال الأيام الماضية مع شخصيات ليبية لتشكيل حكومة جديدة، مهمتها الأساسية الإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية، في مدة أقصاها 12 شهراً، موضحة أن البعثة الأممية لدى ليبيا تسعى لحل الأزمة الليبية، بشكل سلمي، عبر إجراء انتخابات تقبل الأطراف كافة بنتائجها.
وفي هذه الأثناء، شكل مجلس النواب الليبي، أمس، لجنة للتواصل مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لبحث الصعوبات والعراقيل التي تواجه العملية الانتخابية، حسبما أكده المتحدث باسم مجلس النواب الليبي عبدالله بليحق. وعقد مجلس النواب الليبي جلسته الرسمية أمس، بمقره في مدينة طبرق برئاسة النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الليبي الدكتور أحميد حومة، حيث ناقش خلال الجلسة تطورات العملية الانتخابية والعراقيل التي تواجهها.
وفي السياق ذاته، بحث حومة مع رئيس مفوضية الانتخابات، عماد السايح، تطورات العملية الانتخابية، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وسير عمل المفوضية، وفقاً للقوانين الصادرة من البرلمان الليبي.
بدوره، أكد المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي أنه في حال تأجيل إجراء الانتخابات، فإن هناك سيناريوهات عدة منها عودة الحرب والنزاع المسلح أو الاتجاه نحو الانقسام السياسي من جديد، لافتاً إلى أن هذه الأمور يمكن أن تتطور إلى حد حرب أهلية.
وأوضح أن ما يتداول حول تشكيل حكومة بديلة الهدف منه تتدارك الأزمة والحيلولة دون الدخول في الفراغ السياسي، مشيراً إلى أن الحديث يجري عن تشكيل حكومة أزمة مصغرة لإدارة المرحلة إلى حين إحداث توافق حول الانتخابات الليبية.
واستبعد المهدوي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن يكون المجتمع الدولي جاداً لإنهاء الأزمة، مشيراً إلى أنه لا يمكن التعويل علي المجتمع الدولي في هذه المرحلة. وشدد على ضرورة التمسك الكامل من قبل الشعب الليبي بخيار الانتخابات، ولا يمكن القبول بتأجيل الاستحقاقات الانتخابية.
في سياق آخر، كشفت مصادر ليبية مسؤولة لـ«الاتحاد» عن ضغوط كبيرة يتعرض لها رئيس المفوضية العليا للانتخابات الليبية الدكتور عماد السايح من تشكيلات مسلحة وعناصر لا ترغب في إجراء الاستحقاقات الانتخابية، لافتة إلى أن الأخير يتخوف من اغتياله والتنكيل بأسرته بسبب موقفه الداعم للانتخابات.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن تعيين الدبلوماسية الأميركية ستيفاني وليامز مستشارة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة لليبيا، يضمن وجود قيادة أممية خلال شهر ديسمبر الدقيق للغاية، وقال دوجاريك في بيان: إن وليامز التي ستبدأ عملها من طرابلس خلال أيام، ستقود جهود المساعي الحميدة والوساطة والتواصل مع الأطراف المعنية الليبية والإقليمية والدولية لمتابعة تنفيذ مسارات الحوار الليبي.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية المالطي، إيفاريست بارتولو، أمس، أن الطريق إلى الاستقرار في ليبيا «ما زال شاقاً وصعباً»، واصفاً الوضع في ليبيا بأنه «معقد، حيث تتشابك العوامل العسكرية والأمنية والاقتصادية».
