الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«صافر» سيف «حوثي» مُسلط على رقاب اليمنيين

«صافر» سيف «حوثي» مُسلط على رقاب اليمنيين
17 أكتوبر 2021 00:52

دينا محمود (لندن)

يبدو أن خطر ناقلة النفط المتهالكة «صافر»، التي تستخدمها ميليشيات الحوثي الإرهابية سيفاً مُسلطاً على رقاب ملايين اليمنيين، أكثر جسامة مما كان يُعتقد في السابق، ما يجعل حدوث أي تسرب نفطي منها، كارثة حقيقية لن تقتصر تأثيراتها على اليمن وحده.
فقد كشفت دراسة جديدة النقاب، عن أن وقوع ذلك التسرب بفعل منع الحوثيين للأمم المتحدة من تفقد الناقلة، سيقود على الأرجح إلى إغلاق ميناءي الحديدة والصليف الواقعين على البحر الأحمر في غضون بضعة أسابيع، مما سيقلص بشكل كبير كميات الوقود الواصلة إلى اليمن بواقع 200 ألف طن تقريباً، أي ما يوازي 38% من احتياجات البلاد على هذا الصعيد.
وسيتسبب ذلك بالتبعية في توقف مضخات المياه التي تعتمد على البنزين في عملها، ما سيفضي في نهاية المطاف، إلى حرمان ما يصل إلى 8 ملايين يمني من المياه النقية.
كما سيُحرم مليونان منهم من المياه، حال أدى ذلك التسرب النفطي المحتمل، إلى تلوث محطات التحلية الموجودة في مناطقهم.
فضلاً عن ذلك، ستجبر هذه الكارثة ما يتراوح ما بين 5 ملايين يمني و8,5 مليون على الاعتماد على المساعدات الغذائية، وذلك بحسب مساحة التسرب النفطي المحتمل، والتوقيت الذي يحدث فيه. واستندت الدراسة، التي قادها باحثون في كلية الطب بجامعة «ستانفورد» الأميركية، إلى نماذج محاكاة، تستهدف وضع سيناريوهات دقيقة، لما يمكن أن ينجم عن تفكك بدن الناقلة المهجورة منذ عام 2015، والراسية بالقرب من ميناء الحُديدة وفي صهاريجها أكثر من مليون برميل من النفط، أو اندلاع حريق على متنها.
وتعرقل ميليشيات الحوثي محاولات الأمم المتحدة، لاحتواء خطر «صافر»، التي لم تخضع لأي عمليات صيانة منذ أكثر من 6 سنوات، ما يُنذر بتسرب النفط منها، أو حتى انفجارها في أي لحظة.
وأبرزت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، ما ورد في الدراسة، من أن تسرب النفط الموجود على متن الناقلة، سيؤثر على مختلف موانئ اليمن في غضون أسابيع قليلة، ما سيفاقم الشح الذي تعاني منه البلاد من الأصل في المواد الأساسية، وهو ما سيقود إلى ارتفاع أسعارها، وتوقف الكثير من الخدمات الحيوية، مثل تلك التي يقدمها القطاع الطبي.
وبجانب ذلك، سيلحق أي تسرب للنفط من «صافر»، دماراً شبه كامل بالثروة السمكية الكامنة قبالة السواحل اليمنية، في غضون ثلاثة أسابيع لا أكثر. ولن تنجو الشعاب المرجانية الموجودة في البحر الأحمر من ذلك المصير المظلم، رغم قدرتها الفائقة على التكيف مع ارتفاع درجة حرارة المياه.
كما يمكن أن تؤدي أي كارثة تحل بالناقلة المتهالكة، التي تستخدمها الميليشيات الحوثية لابتزاز العالم، إلى عرقلة حركة التجارة العالمية، عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي، الذي يشكل ممراً ملاحياً لـ 10% تقريباً من حجم الشحنات البحرية في العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©