عدد اليوم
أبوظبي، إسلام آباد (وام، وكالات)
عبرت دولة الإمارات عن تضامنها مع جمهورية باكستان الإسلامية في ضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق في إقليم بلوشستان جنوب غربي البلاد، وأودى بحياة العديد من الأشخاص، فضلاً عن وقوع إصابات. وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي عن خالص تعازيها ومواساتها إلى الحكومة الباكستانية، وإلى أهالي وذوي الضحايا في هذا المصاب الجلل، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
ولقي 20 شخصاً على الأقل مصرعهم، وأصيب العشرات بجروح في زلزال ضرب منطقة نائية في جنوب غرب باكستان، فجر أمس، وبلغت قوته 5,9 درجة، وتسبب بانهيار منازل على رؤوس أصحابها خلال نومهم.
وبين القتلى ستة أطفال، أحدهم لم يتجاوز عمره السنة. وطال الزلزال ست مدن وبلدات في إقليم بلوشستان.
والأماكن الأكثر تضرراً هي منطقة «هارناي» الجبلية، التي يصعب على فرق الإغاثة الوصول إليها، لعدم وجود طرق معبّدة، كما أنّ شبكات الكهرباء والهاتف فيها بدائية. وتسبّب الزلزال بانزلاقات تربة تسببت بإغلاق طرق وبعرقلة عمليات الإنقاذ. وتعمل السلطات أيضاً على إصلاح أعطال في شبكات الكهرباء والهاتف.
وقال وزير الداخلية في حكومة إقليم بلوشستان، ضياء الله لانغاو: «المعلومات التي وردتنا تفيد بأنّ 20 شخصاً قتلوا من جرّاء الزلزال، وعمليات الإنقاذ لا تزال جارية»، مشيراً إلى سقوط حوالى مئة جريح.
وأضاف أن غالبية الضحايا سقطوا في انهيار منازلهم المبنية في معظم الأحيان من الطوب. وقال مسؤول محلي في هارناي سهيل أنور هاشمي: «أصيب أكثر من 200 شخص بجروح».
وأضاف: «وصلتنا معلومات بأن 15 من عمال المناجم عالقون في منجم في محيط مدينة هارناي، بسبب الزلزال»، مشيراً إلى أن «عمال المناجم اعتادوا تمضية الليل في المنجم، حين تكون درجات الحرارة أدنى».
وقال: إنه تم إرسال فريق إنقاذ إلى المنجم، فيما وصلت مروحيات إلى منطقة الزلزال للمساعدة في عمليات الإغاثة. وأفاد مزارع في قرية في منطقة هارناي: «انهار سقف منزلي، وعندما استعدت وعيي، سحبت اثنين من أبنائي، لكن الأصغر سنا كان قد مات». وحذّر رئيس هيئة إدارة الكوارث في إقليم بلوشستان نصير نصار من أن حصيلة الضحايا قد ترتفع.
ووفق المركز الأميركي للمسح الجيولوجي، وقع الزلزال الساعة الثالثة فجراً بالتوقيت المحلّي، ومركزه على عمق 9 كلم، وبلغت قوته 5,9 درجة.
وحصلت هزة أخرى في المنطقة بعد حوالى ساعتين من وقوع الزلزال.
وقال لانغاو: «نظفت فرق الإنقاذ 50 في المئة من الطرق المؤدية إلى هارناي، وسيتم فتح الطرق الأخرى في الساعات المقبلة».
وقال المسؤول في مستشفى هارناي العام زاهر تارين: إنّ الزلزال أدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة، وهو ما اضطرّ العاملين في المستشفى الذي يعاني أصلاً من ضعف في التجهيزات، إلى العمل في الظلام، مضيفاً: «نعمل من دون كهرباء باستخدام المصابيح وأنوار الهواتف المحمولة».
وأوضح أنّ «غالبية الجرحى الذين وصلوا إلى المستشفى يعانون من كسور في الأطراف، وأعيد عشرات الأشخاص إلى منازلهم بعدما تلقّوا الإسعافات الأولية، وهناك حوالى 40 شخصاً آخرين إصاباتهم خطيرة تم نقلهم إلى مدينة كويتا في سيارات إسعاف».
وكان باكستانيون، قبل ظهر أمس، يتفقدون منازلهم المدمرة في هارناي، ويحاولون بأيديهم إزالة حجارة وركام لإنقاذ بعض أغراضهم.
وروى رحمة الله، في قرية غريب أباد في منطقة هارناي، أنه عندما ضرب الزلزال «حاول الجميع الفرار من المكان للنجاة بأنفسهم»، مضيفاً: «كان أطفال ونساء يصرخون طلباً للمساعدة». وتشهد باكستان زلازل باستمرار لوقوعها فوق نقطة التقاء الصفائح التكتونية الهندية والأوروبية الآسيوية. وفي أكتوبر 2015، أدّى زلزال بقوة 7,5 درجة إلى مقتل 400 شخص في باكستان وأفغانستان.
وقبل عشر سنوات، في 8 أكتوبر 2005، خلّف زلزال بقوة 7,6 درجة أكثر من 73 ألف قتيل و3,5 مليون مشرّد، غالبيتهم في الشطر الخاضع للسيطرة الباكستانية من كشمير.
