عدد اليوم
أسماء الحسيني، وام (الخرطوم، نيويورك)
شاركت دولة الإمارات ممثلة بوفد ترأسه سالم محمد الزعابي، مدير إدارة التعاون الأمني الدولي في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، بالاجتماع رفيع المستوى الذي عقدته الأمم المتحدة، بالشراكة مع النرويج حول السودان، بعد مداولات الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة، وبمشاركة معالي الدكتور عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء السوداني وأنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة ووزراء خارجية وممثلي دول أصدقاء السودان.
وأكد سالم محمد الزعابي في كلمة خلال الاجتماع التزام دولة الإمارات بمواصلة دعم المرحلة الانتقالية في السودان، وتضامن الدولة بشكل كامل مع الشعب السوداني الشقيق في الحفاظ على سيادة السودان ووحدته الوطنية، مشيراً إلى أنه يجب أن تستمر العملية الانتقالية جنباً إلى جنب مع تحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق ورفض أي محاولات لتعطيل جهوده في تحقيق الأمن والاستقرار. وأشاد بجهود الحكومة السودانية في التقدم الكبير الذي أحرزته البلاد منذ عام 2019 طوال المرحلة الانتقالية، على الرغم من التحديات العديدة التي تمثلها جائحة «كوفيد- 19»، كما أثنى على جهود السلطات السودانية في تحقيق المزيد من التقدم من خلال الإصلاحات الاقتصادية العاجلة، والتي مهدت الطريق لبدء تخفيف الديون في إطار مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون «HIPC».
وأوضح أن دولة الإمارات ترحب بالتقدم المحرز في تنفيذ اتفاق جوبا للسلام، وتدعو المجتمع الدولي إلى مواصلة تقديم دعمه غير المحدود للسودان لإحراز مزيد من التقدم، مما سيمكن السودان من التغلب على تحدياته الأمنية.
وفي سياق آخر، احتفل السودان أمس بالذكرى السنوية الأولى لتوقيع اتفاق جوبا للسلام بين الحكومة و«الجبهة الثورية» التي ضمت عدداً من الحركات المسلحة، بينها حركتا «العدل والمساواة» برئاسة جبريل إبراهيم وحركة «تحرير السودان» برئاسة مني أركو مناوي، اللتان أعلنتا أمس الأول، الانشقاق ضمن كيان يضم 16 حزباً وحركة مسلحة عن تحالف قوى «الحرية والتغيير» الحاضنة السياسية للحكومة السودانية.
وهنأ رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان الشعب السوداني بحلول الذكرى الأولى، لتوقيع اتفاق جوبا للسلام، مؤكداً أن الاتفاقية شكلت منعطفاً تاريخياً في طريق السودان نحو السلام المستدام والديمقراطية والعدالة والتنمية.
وأكد البرهان الالتزام الكامل بتنفيذ الاتفاق مع شركاء السلام الموقعين على الاتفاقية، داعياً عبدالعزيز الحلو رئيس «الحركة الشعبية» وعبدالواحد نور رئيس حركة «تحرير السودان» للانضمام لعملية السلام الشامل، الذي لا يستثني أي مكون من مكونات الشعب السوداني، كما دعا الموقعين على اتفاق جوبا لبذل المزيد من الجهد والعمل الدؤوب لاستكمال تنفيذ بنود الاتفاقية، خاصة بند الترتيبات الأمنية وتعويض التأخير الذي حدث.
وانطلقت الاحتفالات باتفاق السلام في ولاية النيل الأزرق أمس، في استاد الدمازين بعرض عسكري، وعبرت جماهير مدينة الدمازين عن فرحتها بالسلام، آملة أن تشهد الفترة القادمة تطبيق اتفاقية السلام في أرض الواقع، وأن ينعم الإقليم بمكاسب الحكم الذاتي.
ومن جانبه، عبر عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلها رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت لتحقيق السلام في السودان، وإنجاز اتفاقية جوبا للسلام.
جاء ذلك خلال لقائه أمس، في الخرطوم مع توت قلواك مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية ورئيس فريق الوساطة الجنوبية، حيث ناقش معه سير تنفيذ بنود اتفاق جوبا، والترتيبات الحالية لجولة التفاوض المزمعة مع عبدالعزيز الحلو.
ومن جانبه، أعلن الهادي إدريس، عضو مجلس السيادة ورئيس «الجبهة الثورية» رفضهم لأي تعديل لمسارات اتفاقية جوبا.
وقال إدريس: «لن نسمح بإلغاء أي بند من بنود الاتفاق»، مؤكداً أن إلغاء أي مسار يعني إلغاء الاتفاق.
وأضاف إدريس: «لا أحد يستطيع أن يلغي الاتفاق أو أي من المسارات»، مشيراً إلى أن هناك مطالبات من بعض الجهات بإلغاء مسار الشرق، لكنه لن يحدث.
وأكد إدريس وجود تأخير في تنفيذ بنود اتفاق جوبا، وتأخير في تنفيذ المؤتمرات الخاصة بإكمال الاتفاق، وذكر أن مؤتمر الشرق كان من المفترض أن يعقد بعد شهرين من توقيع اتفاق جوبا، وأنه لو عقد لما حدثت المشاكل بشرق السودان.
كما أكد إدريس موافقة مجلس الوزراء وتحالف قوى الحرية والتغيير على تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية، ونفى أي اتجاه لتمديد الفترة الانتقالية.
