الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تونس: مشاورات سريعة لتشكيل حكومة كفاءات مستقلة

مبنى البرلمان في العاصمة التونسية (رويترز)
3 أكتوبر 2021 02:11

شعبان بلال، وكالات (تونس، القاهرة) 

بينما تعمل رئيس الوزراء التونسية نجلاء بودن على تشكيل الحكومة بتكليف من الرئيس قيس سعيد، سعت حركة «النهضة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان» برئاسة راشد الغنوشي على تهييج الشارع عبر تأكيد أن مجلس النواب المجمد في حالة انعقاد دائم. 
وفشلت محاولات حركة «النهضة» خلال الأيام الماضية في تأليب الشارع التونسي ضد الرئيس قيس سعيد، الذي اتخذ تدابير استثنائية في 25 يوليو الماضي بتعليق جميع اختصاصات مجلس نواب الشعب ورفع الحصانة البرلمانية عن جميع أعضائه، وهو ما أثار غضب الغنوشي باعتباره رئيس البرلمان. 
وأكدت نجلاء بودن، أمس، أن حكومتها ستكون خليطاً من الكفاءات النسائية والشبابية، مشيرةً إلى أنه ولأول مرة ستتجاوز نسبة تمثيل المرأة الـ50 % في حكومة تونسية.
جاء ذلك في تدوينة لبودن على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
وقال خبراء ومحللون سياسيون لـ«الاتحاد»، إن المؤشرات الراهنة تؤكد أن الحكومة التي تشكلها نجلاء بودن تتجه إلى قاعدة الكفاءات المستقلة، مشددين على أن محاولات «الإخوان» في الاعتصام أو التظاهر ضد الرئيس التونسي جميعها فشلت. 
ورأى المحلل السياسي التونسي منذر ثابت أن المعطيات الراهنة تؤكد أن الحكومة تتجه على قاعدة الكفاءات المستقلة، موضحاً أن هناك تسريع في تشكيل هذه الحكومة التي لن تكون حكومة ضيقة في تركيبتها عددياً لكنها متكاملة. 
وأوضح أن «الإخوان» يحاولون جس النبض فيما يتعلق بنية الرئيس قيس سعيد للذهاب إلى الجمهورية الثالثة، لافتاً إلى أن هناك محاولات جس نبض بإمكانية الاعتصام أمام البرلمان التي لم تنجح. 
وأشار ثابت إلى أن الأجواء متوترة إلى حد الكبير، وهناك حيطة وتوجس بين تيار أغلبية يقوده الرئيس قيس سعيد وتيار أحزاب تقوده «النهضة» تبين أنه غير منسجم وغير متجانس ولن يصمد أمام التيار الذي يقوده قيس سعيد. 
ومن المقرر أن تشهد تونس، حسب ثابت، خلال اليومين القادمين مظاهرات داعمة لقرارات الرئيس التونسي الخاصة بـ25 يوليو، موضحاً أنها ستستقطب الطيف الواسع من مكونات المشهد خاصة الاجتماعي.
فيما أكد حازم القصوري، المحلل السياسي والمحامي التونسي، أن هناك تحركات من بعض النواب المجمدين بقيادة راشد الغنوشي ضد قرارات الرئيس قيس سعيد، لكن هذه المحاولات انتهت بالفشل، موضحاً أن تفعيل مقتضيات الفصل 80 ومواصلة الرئيس أعماله بخصوص التدابير الاستثنائية هي في صميم إنقاذ تونس دستوريا. 
وحول الحكومة الجديدة، أضاف القصوري أن الحكومة المرتقبة ستكون تصحيحية للعشرية السوداء في جميع الميادين ومنحازة للشعب والوطن من خلال إصلاحات عميقة تهم الصحة والتعليم والشغل،  خاصة أن الرئيسة المكلفة نفذت برامج مماثلة مع البنك الدولي بخصوص التعليم.
وفي سياق متصل، اعتبر النائب عن «حركة الشعب» بالبرلمان التونسي خالد الكريشي، أمس، أن راشد الغنوشي انتحر سياسياً، مشيراً إلى أن من يملك الميدان هو من يملك القرار.
وقال في منشور عبر صفحته على «فيس بوك»: «إنه لو كان ما ادعي أن ما قام به الرئيس قيس سعيد ليلة 25 يوليو انقلاباً وخروجاً عن الشرعية الدستورية على حق، لملأت الجماهير الشوارع بالملايين بداية من فجر 26 يوليو».
وأضاف: «على العكس من ذلك كان الغنوشي بمفرده يستجدي أحد الضباط أن يفتح له باب البرلمان، إلى جانب تخلي أنصاره عنه، في صورة مخزية لن تمحى من تاريخ تونس الحديث»، حسب تعبيره.
وأشار الكريشي إلى أنه «لو كان دعاة الانقلاب على حق، لرافقت البارحة مئات الآلاف من الجماهير بعض النواب أمام مقر مجلس نواب الشعب، ولضغطت معهم من أجل فتح باب البرلمان»، متسائلاً: ألم «تستشهدوا سابقاً بالشارع وبتظاهرة 27 فبراير 2021، الآن الشارع ليس معكم، فلماذا كل هذا الإصرار على الانتحار السياسي؟».
وخاطب الكريشي، الغنوشي قائلاً: «طالما أن الشارع ليس معكم، فهذا يعني تطابق الشرعية الدستورية مع المشروعية الشعبية»، متابعاً «لقد كفر الشعب بكم بعد خروجكم عن الشرعية الدستورية طيلة أكثر من 6 سنوات».
وفي 25 يوليو الماضي، أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد تدابير استثنائية جمد بموجبها عمل البرلمان، وأقال رئيس الحكومة هشام المشيشي وتولى بنفسه السلطة. 

قيس سعيد يتصدر نيات التصويت 
أظهر استطلاع رأي للشارع التونسي، تصدر الرئيس التونسي قيس سعيد، لنتائج الاستطلاع، حيث أعرب 71.2 % من المستجوبين عن نيتهم للتصويت له في الانتخابات الرئاسية القادمة.
فيما كشف سبر الآراء الذي أجرته مؤسسة «إمرود كنسولتينغ» أن 21.5 % من التونسيين لا يعرفون لمن سيصوتون.
وتأتي عبير موسي، رئيسة الحزب «الدستوري الحر»، في المرتبة الثانية بـ 2.9 % من الأصوات، يليها الصافي سعيد.
كذلك اعتبر 68 % من المستجوبين أن تكليف نجلاء بودن بتشكيل الحكومة التونسية أمر جيد، فيما اعتبر 6 % من المستجوبين أنه قرار سيئ.
ويذكر أن رئيس الجمهورية قيس سعيد كلف الأربعاء الماضي، نجلاء بودن رمضان بتشكيل حكومة تونسية جديدة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©