عدد اليوم
حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع، أمس، على تجديد تفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا «أونسميل»، حتى نهاية يناير المقبل، وذلك بعد مناقشات مطولة بين الأعضاء.
وعقب التصويت على القرار الجديد، الذي حصد 15 صوتاً، أكدت بريطانيا أن «ليبيا تمر بمرحلة حرجة، وأن لهذا المجلس دوراً مهماً ليلعبه».
وأشارت مندوبة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، إلى وجوب «دعم الشعب الليبي، وهو يتطلع إلى مستقبل أكثر استقراراً، بما في ذلك من خلال الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر».
وقالت: «من الضروري أن تتم الانتخابات في موعدها، وتكون ذات مصداقية وشاملة، ولاسيما أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة وفريقه يلعبان دوراً حيوياً في الدعم، وأشدد على أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وانسحاب المرتزقة سريعاً».
جاء ذلك، فيما بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، أمس، في العاصمة برلين، مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، آلية انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وإجراء الانتخابات في البلاد بموعدها المحدد، إضافة لملف المصالحة الوطنية كإحدى أهم الطرق لإعادة الاستقرار في ليبيا، ومساعدة الشعب الليبي في بناء دولته الديمقراطية.
وأشاد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، بحسب بيان صادر عن مكتبه، بدور ألمانيا في دفع العملية السياسية في ليبيا، من خلال جمع الفرقاء السياسيين والأطراف الدولية والإقليمية، خلال الفترة الماضية عبر مساري برلين.
ومن جهتها، قالت المستشارة المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل، أمس، في مؤتمر صحفي مشترك مع المنفي: إن ألمانيا ستظل ملتزمة بدعم ليبيا حتى بعد التغييرات الحكومية في برلين. وأضافت: «بوسعي أن أؤكد لكم أنه خلال الأسابيع والأشهر المقبلة أيضاً، حتى لو كان لدينا الآن انتقال من حكومة إلى أخرى، فإن القضية الليبية ستظل أولوية بالنسبة لألمانيا، لذلك ستكون هناك استمرارية».
وشددت على أن مستقبل ليبيا يجب أن يحدده الليبيون وليس الأجانب، ولذلك يجب أن يتوقف التدخل السلبي للدول الأخرى في ليبيا.
وفي هذه الأثناء، وصل عضو المجلس الرئاسي الليبي عبدالله اللافي، أمس، إلى العاصمة المصرية القاهرة، للقاء عدد من المسؤولين المصريين، وبحث تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية التي شهدتها ليبيا خلال الفترة الماضية، حسبما أكدته مصادر دبلوماسية ليبية مطلعة لـ«الاتحاد».
وأشارت المصادر إلى أن عضو المجلس الرئاسي الليبي سيجري مشاورات في القاهرة حول سبل إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل، وآلية إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من كافة الأراضي الليبية وإصلاح جهاز الأمن وملف المصالحة الوطنية، موضحة أن اللافي سيلتقي عدداً من أبناء الجالية الليبية في القاهرة وممثلين عن أنصار النظام الجماهيري السابق للتباحث حول إمكانية إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في البلاد.
وفي طرابلس، أكد رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا الدكتور عماد السايح أن مجلس النواب الليبي لم يردّ بعد على ملاحظات المفوضية على قانون انتخاب الرئيس، مشيراً إلى أن المفوضية تنتظر إرسال قانون انتخاب مجلس النواب الليبي، وعند تسلّمه ستبدأ في عملية تنفيذ قوانين الانتخابات التي تتوقف على مضمونها، لافتاً إلى أنه لا يمكن الطعن في قانون انتخاب الرئيس، لأن الدائرة الدستورية معلقة، ولا توجد وسيلة أخرى للطعن أمام القضاء، متوقعاً إجراء الانتخابات في موعدها المقرر نهاية العام الجاري.
وأوضح أنه بعد سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية الليبية يحق لرئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة الترشح للرئاسة، لافتاً إلى أن القانون الصادر عن البرلمان الليبي لا يمنع ترشح سيف الإسلام القذافي، مستبعداً عدم إصدار قانون انتخابات مجلس النواب الليبي.
