الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أزمة «إكرام تهليل» تهدد الصومال بمزيد من الانقسامات

رئيس الصومال المنتهية ولايته محمد عبدالله محمد ورئيس الوزراء محمد روبلي (أ ف ب)
20 سبتمبر 2021 01:16

دينا محمود (لندن)

ككرة من الثلج لا تكف عن التضخم والدوران، تواصل أزمة اختفاء وربما مقتل «إكرام تهليل»، الموظفة في وكالة الاستخبارات بالصومال، تصاعدها، بما يهدد العلاقات المتوترة من الأصل، بين الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله محمد «فرماجو» ورئيس الوزراء محمد روبلي.
فعلى الرغم من أن الغموض لا يزال يكتنف التفاصيل الخاصة باختفاء تهليل (25 عاما) قبل شهور، وما يتردد عن مقتلها على يد مسلحي حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي، فقد أدت هذه الواقعة إلى نشوب مواجهة سياسية جديدة في أروقة الحكومة الصومالية، قد تؤكد بحسب محللين ما توصف به من جانب منتقديها، من أنها هشة ومنقسمة على نفسها وتفتقر للفاعلية، والقدرة على إنهاء حالة عدم الاستقرار المزمنة في البلاد.
وحذر المحللون في تصريحات نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، من أن حركة «الشباب» الإرهابية قد تكون الرابح الأكبر من الأزمة الحالية، لا سيما أنها تسيطر بالفعل على معظم المناطق الداخلية في الصومال، ويصل عدد مسلحيها إلى قرابة 10 آلاف مسلح، وفقاً لتقديرات خبراء مستقلين.
وقد نفت الحركة ما خَلُصَ إليه تحقيق أجراه جهاز الاستخبارات الصومالي، المعروف باسم الوكالة الوطنية للأمن والاستخبارات، وأفاد بأن إرهابيي «الشباب» تسلموا تهليل وأعدموها، بعدما اختفت في 26 يونيو الماضي.
كما شكك رئيس الوزراء الصومالي نفسه في مصداقية هذا التحقيق، وأقال مدير الجهاز فهد ياسين المعروف بأنه مقرب من رئيس البلاد.
ورد الرئيس فرماجو، بتعيين ياسين مستشاراً أمنياً له، وتعليق السلطات التنفيذية التي يحظى بها روبلي كرئيس للوزراء، بدعوى أنه يعرقل العدالة في قضية تهليل.
أما أسرة الشابة المختفية، التي تعمل موظفة في دائرة الأمن المعلوماتي في جهاز الاستخبارات، فتلمح إلى إمكانية أن يكون ما جرى لابنتها، يعود إلى حصولها على معلومات تخص تقارير تواترت عن إرسال الصومال جنوداً إلى إثيوبيا، وهي التقارير التي أثارت انتقادات حادة لـ«فرماجو» من قبل.
وقالت والدة تهليل: إن الاتصال الأخير الذي جرى بينها وبين ابنتها، تم في ليلة اختفائها عبر تطبيق واتس آب، وقالت لها خلاله إنها ستلتقي فهد ياسين مدير الاستخبارات وقتذاك، بعد أن اتصل بها أكثر من مرة خلال نهار ذلك اليوم.
وفي ظل استمرار السجال بين الرئيس ورئيس وزرائه، يؤكد خبراء الشأن الصومالي، مثل عمر محمود، المحلل البارز المتخصص في شؤون الصومال في مجموعة الأزمات الدولية، أن الوقت قد حان لكي يتخذ المجتمع الدولي مزيداً من الإجراءات العقابية لإجبار الفرقاء في مقديشو على توحيد صفوفهم، في ظل تزامن الخلافات الحالية مع تواصل الأزمة الناجمة عن استمرار فرماجو في الحكم، رغم انتهاء ولايته في فبراير الماضي.
ومن جهته، قال مات برايدن المحلل في مؤسسة «ساهان للأبحاث» التي تركز على الصومال: إن قوة حركة «الشباب» الإرهابية تزيد كلما ضَعُفَ خصومها لأنها تسعى دائماً إلى ملء الفراغ، وهو فراغ يبدو أنه سيطول في ظل تفاقم الخلافات بين الشخصيات السياسية الأبرز في مقديشو.

البرلمان العربي يدعو الأطراف الصومالية إلى تجاوز الخلافات 
دعا البرلمان العربي أطراف العملية السياسية في الصومال إلى وقف التصعيد المتبادل وتجاوز الخلافات الحالية التي تُنذر بانهيار العملية السياسية، واللجوء إلى الحوار العاجل لتحقيق التوافق الوطني الذي من شأنه دعم حالة الأمن والاستقرار الداخلي في البلاد.
وأكّد البرلمان العربي، في بيانٍ أمس، أن استمرار حالة التشاحن والتصعيد لن يكون في صالح أي طرف، مُطالباً جميع الأطراف الوطنية بإعلاء المصلحة العليا للبلاد، وتكاتف الجهود لإتمام الانتخابات العامة، ومواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها البلاد.
وأعرب البرلمان العربي عن استعداده التام لدعم أية خطوات من شأنها تحقيق التوافق الوطني في الصومال، وتعزيز الأمن والاستقرار، وتلبية تطلعات الشعب الصومالي في التنمية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©