الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

معارك «بنجشير» ترجئ الإعلان عن حكومة «طالبان»

أفغانيات يطالبن طالبان بالحفاظ على مكتسباتهن من التعليم والحقوق المدنية في مظاهرة أمام القصر الرئاسي (رويترز)
5 سبتمبر 2021 03:50

كابول (وكالات) 

أرجأت حركة طالبان، أمس، مجدداً إعلان حكومتها التي قد تعطي تشكيلتها فكرة عن السنوات المقبلة في أفغانستان، حيث لا يزال النظام الجديد يواجه مقاومة مسلحة في وادي بنجشير، حسبما أفاد مصدران في «طالبان».
وبعد قرابة ثلاثة أسابيع على عودة الحركة إلى الحكم، لا تزال الحكومة منتظرة في كابول، حيث يعيش الشعب على التوقعات حاله حال المجتمع الدولي. وقد يفسّر الوضع في بنجشير، أحد المعاقل الأخيرة للمعارضة المسلحة ضد «طالبان»، التأخير في إعلان الحكومة الجديدة، الذي كان مرتقباً في البدء الجمعة.
ولطالما شكل هذا الوادي، الذي يصعب الوصول إليه ويقع على بعد حولي 80 كلم نحو شمال العاصمة، معقلاً لمعارضي «طالبان»، ويشهد منذ مغادرة آخر القوات الأميركية من البلاد، معارك بين القوات الأفغانية والجبهة الوطنية للمقاومة.
وفي كابول سُمع مساء الجمعة صوت رشقات نارية أُطلقت احتفالاً بما تحدثت عنه شائعات انتشرت خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حول تحقيق «طالبان» انتصاراً في بنجشير. لكن لم يصدر عن «طالبان» أي إعلان رسمي، وأكد أحد سكان بنجشير، عبر الهاتف، أن هذه الأنباء خاطئة.
وأفاد جهاز الإسعاف في العاصمة عن مقتل شخصين وجرح عشرين آخرين في هذه الطلقات الابتهاجية التي دفعت بالمتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إلى توجيه دعوة في تغريدة لأنصار الحركة إلى التوقف عن «إطلاق النار في الهواء».
وقالت وسائل إعلام أفغانية، إن عدد القتلى والجرحى تجاوز 70 شخصاً جراء إطلاق النار في كابل مساء أمس الأول.
وكانت تقارير أشارت إلى مقتل 17 شخصاً، وإصابة 41 آخرين في كابل بعد إطلاق النار في الهواء، الذي قام به مسلحو «طالبان».
وقال مصدر في طالبان وشهود عيان: إن المسلحين كانوا يطلقون النار ابتهاجاً «وسط أنباء متضاربة تحدثت عن سيطرتهم على ولاية بنجشير».
وطمأن المصدر سكان كابل بأن إطلاق النار كان في الهواء، وأنه مرتبط بالاحتفال، وطالب ممثلو قيادة الحركة أنصارها بوقف مثل عمليات إطلاق النار هذه.
وتحدّث نائب الرئيس السابق أمر الله صالح، الذي يتواجد في وادي بنجشير، عن «وضع صعب جداً» في رسالة عبر الفيديو نُشرت مساء أمس الأول، مؤكداً أن «المقاومة مستمرة وستستمرّ».
وبحسب أحمد مسعود، الذي يقود المقاومة في الوادي، اقترحت طالبان إعطاء مقعدين للجبهة الوطنية للمقاومة في الحكومة التي تعتزم تشكيلها.
وأضاف نجل القائد أحمد شاه مسعود الذي اغتاله تنظيم القاعدة عام 2001، أن ذلك جاء «في وقت نطالب بمستقبل أفضل لأفغانستان.. ولم نفكر حتى» في عرضهم، معتبراً أن طالبان «اختارت طريق الحرب».
وكرّرت دول عدة قولها إنه سيُحكم على النظام الجديد بناء على أفعاله. وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أمله في أن تتصرف طالبان بشكل «متحضّر» كما أن بكين دعتها إلى «قطع» روابطها بشكل نهائي مع الجماعات الإرهابية.
وفي كابول، كانت نساء يتمشينَ، أمس، ذهاباً وإياباً في الشوارع لليوم الثاني على التوالي، فيما كان مقاتلو طالبان يحاولون تفريق التجمعات ومنع الأشخاص المتواجدين في المكان من التصوير بهواتفهم المحمولة، حسبما أظهرت مشاهد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وإضافة إلى المسائل الأمنية سواء كانت مرتبطة بوادي بنجشير، أو بتهديد الفرع المحلي من تنظيم «داعش»، فإن الوضع بالنسبة للنظام الجديد سيكون ملحاً بسبب حالة الاقتصاد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©