السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أميركا تُكمل الانسحاب من أفغانستان اليوم

عناصر «طالبان» يتفقدون سيارة مدمرة عقب إطلاق «داعش» صواريخ على كابول (أ ف ب)
31 أغسطس 2021 01:00

كابول (وكالات)

أكد البيت الأبيض أن الدفاعات الأميركية المضادة للصواريخ اعترضت صواريخ أُطلقت على مطار كابول في ساعة مبكرة من صباح أمس، بينما تُسارع الولايات المتحدة لاستكمال انسحابها اليوم من أفغانستان، لإنهاء أطول حرب خاضتها.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان: «أبلغ الرئيس جو بايدن بأن عمليات الإجلاء تتواصل من دون انقطاع في مطار حميد كرزاي في كابول، وجدد تعليماته للمسؤولين لمضاعفة الجهود للقيام بكل ما يلزم لحماية قواتنا على الأرض».
وأعلن تنظيم «داعش» المسؤولية عن الهجوم الصاروخي، مؤكداً استهداف مطار كابول الدولي، بستة صواريخ «كاتيوشا».
وذكرت تقارير إعلامية أفغانية أن الهجوم الصاروخي جاء من على ظهر مركبة.
وقال مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه: إن التقارير الأولية لم تشر إلى وقوع أي ضحايا أميركيين في الهجوم الصاروخي.
من جانبه، أصدر التحالف الدولي، الذي يضم دولاً اتحدت لقتال تنظيم «داعش»، بما في ذلك الولايات المتحدة، بياناً تعهد فيه بالعمل على القضاء على التنظيم واستهداف فرعه في أفغانستان الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي على مطار كابول.
وقال التحالف في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية: «سنعتمد على كل عناصر القوة الوطنية، العسكرية والمخابرات والدبلوماسية والاقتصادية وإنفاذ القانون، لضمان هزيمة هذه المنظمة الإرهابية الوحشية».
ومن المقرر أن تكمل القوات الأميركية انسحابها من كابول بحلول اليوم، بعد أن نفذت بلادهم وحلفاؤها أكبر عملية إجلاء جوية في التاريخ.
وأجلت القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها نحو 114400 شخص، منهم رعايا أجانب وأفغان «معرضون للخطر» بعد أن ساعدوا القوات الأجنبية على مدى 20 عاماً من الحرب، في عملية بدأت قبل يوم واحد من سيطرة حركة طالبان على كابول في منتصف أغسطس.
وقال مسؤولان أميركيان إن الموظفين الدبلوماسيين «الأساسيين» غادروا أفغانستان بحلول صباح أمس. لكنهما لم يذكرا إن كان ذلك يشمل السفير روس ويلسون المتوقع أن يكون من بين آخر المغادرين قبل آخر جنود. وحذرت واشنطن في الأيام القليلة الماضية من وقوع المزيد من الهجمات وشنت ضربتين جويتين على هدفين لتنظيم «داعش»، إحداهما كانت أمس الأول، وقالت: إنها أحبطت بها محاولة لتنفيذ هجوم انتحاري بسيارة ملغومة بكمية كبيرة من المتفجرات، وقالت «طالبان»: إنها تسببت في مقتل مدنيين.
واليوم الثلاثاء هو نهاية المهلة لانسحاب كل القوات بأمر من الرئيس الأميركي جو بايدن، وفاء باتفاق توصل إليه سلفه دونالد ترامب مع حركة طالبان لإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة.
لكن بسبب إخفاق واشنطن وحلفائها من حلف شمال الأطلسي في توقع سرعة سيطرة حركة طالبان على الحكم في البلاد، فقد أجبرت القوات على تنفيذ عمليات إجلاء متعجلة، وستضطر لأن تترك وراءها آلافاً من الأفغان الذين ساعدوا دولاً غربية، وربما مؤهلين للإجلاء لكنهم لم يتمكنوا من الخروج في الوقت المناسب.
لكن عدداً لا يحصى من الأفغان خاصة في المدن يخشون على مستقبلهم. وتقول الأمم المتحدة إن البلاد بأكملها تواجه الآن أزمة إنسانية حادة بسبب النزوح الجماعي وانقطاع المساعدات الأجنبية والجفاف وجائحة كوفيد-19.
ويطرح تنظيم «داعش»، المنافس لحركة «طالبان»، التهديد الأكبر على الانسحاب بعدما نفذ هجوماً انتحارياً في محيط المطار الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص، بينهم 13 عسكرياً أميركياً.
وحضر الرئيس بايدن مراسم أمس الأول في قاعدة دوفر الجوية في ديلاوير لتكريم الجنود الأميركيين الذين قتلوا في هجوم كابول الانتحاري.
ولدى خروج النعوش الملفوفة بالعلم الأميركي التي تحمل الجثامين من طائرة عسكرية أغلق الرئيس عينيه في تأثر. وكان قد تعهد بالانتقام من مرتكبي الهجوم. وتقل أعمار كل قتلى الجنود الأميركيين عن 31 عاماً، وكان خمسة منهم في العشرين فحسب من العمر وهو عمر الحرب في أفغانستان ذاتها. ويمثل رحيل آخر جندي نهاية للتدخل العسكري بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان، والذي بدأ في أواخر عام 2001 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، التي شنها تنظيم «القاعدة» على الولايات المتحدة.

«البنتاجون»: التهديد لمطار كابول حقيقي ومحدد
لا يزال التهديد لمطار كابول «حقيقياً» و«محدداً»، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع جون كيربي، أمس، عشية استكمال الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
وقال كيربي للصحافيين: «لطالما كانت هذه العملية خطيرة، لكننا الآن في فترة على قدر خاص من الخطورة»، مضيفاً: «التهديد لا يزال حقيقياً وناشطاً، وفي العديد من الحالات لا يزال محدداً». وأضاف: «نحن على اتصال مع طالبان، للتأكد من عدم حصول أخطاء أو سوء تفاهم»، رافضاً الكشف عن موعد الانسحاب الأميركي الكامل المقرر اليوم.
وفتح «البنتاجون» تحقيقاً في الضربة الجوية الأميركية، التي نفذها أمس الأول ضد سيارة لـ«داعش» في كابول، أسفرت بحسب صحيفة «واشنطن بوست» عن مقتل 10 مدنيين بينهم عدة أطفال جميعهم من عائلة واحدة.
وقال جون كيربي في هذا الصدد: «نحن نحقق، وإذا كانت لدينا معلومات يمكن التثبت منها بأننا أودينا بحياة أبرياء، فسنكون شفافين».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©