الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البنزين والمازوت «قنابل موقوتة» في بيوت اللبنانيين

مسلحون خلال تشييع 4 ضحايا قضوا بانفجار خزان الوقود بمنطقة عكار (أ ف ب)
19 أغسطس 2021 03:29

بيروت (الاتحاد، وكالات)

تتصاعد المخاوف في لبنان من «قنابل موقوتة» متمثلة بمواد البنزين والمازوت المخزنة في المباني السكنية أو بالقرب منها، فيما شيع لبنانيون عدداً من ضحايا انفجار خزان الوقود الذي قتل نهاية الأسبوع الماضي 28 شخصاً كانوا يحاولون الحصول على القليل من البنزين في منطقة عكار.
ويعاني لبنان منذ شهور نقصاً حاداً في الوقود، ما دفع العديد من اللبنانيين إلى تخزين البنزين أو المازوت في بيوتهم أو غرف ومستودعات تحت منازلهم في عبوات بلاستيكية وفي ظروف غير آمنة، فيما نشط تجار السوق السوداء على مستوى أكبر من خلال تخزين كميات كبيرة من هذه المواد في مواقع مختلفة في كل أنحاء لبنان، وأحيانا كثيرة في مناطق مأهولة بالسكان، طمعا ببيعها بأسعار أعلى بكثير من السعر الرسمي لهذه المواد المدعومة.
وبعد ثلاثة أيام من المداهمات المكثفة، أعلن الجيش أمس الأول، أنه صادر أكثر من 4 ملايين لتر من البنزين و2.2 مليون لتر من المازوت وفرض بيع غالبيتها في السوق، بعد اكتشافها داخل مخازن إسمنتية أو حديدية أو براميل بلاستيكية، ما يظهر حجم الخطر الذي يتهدد المدنيين.
وناشد رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور، القوى الأمنية الإسراع في إفراغ الكميات الهائلة من الوقود المخزن تحت منازلهم، تلافياً لتكرار كارثة «التليل»، مؤكداً أن «الحي ينام على فوهة بركان».
وسبق لوزارة الداخلية ولهيئات بلدية في مختلف المناطق أن حذرت منذ شهور من مخاطر تخزين الوقود. 
وفي أكتوبر 2020، أعلنت بلدية بيروت عن قيام فوج الإطفاء وقوة من حرس البلدية بمداهمة مستودع في حي الفاكهاني المكتظ في منطقة الطريق الجديدة، والذي كان يحتوي حوالى 180 غالون مازوت وحوالي 17 غالون بنزين.
وقال رئيس شعبة العلاقات العامة في فوج إطفاء بيروت الملازم أول علي نجم إن قوة الإطفاء تشارك منذ شهور بمؤازرة القوى الأمنية المخولة قانونيا في عمليات مداهمة لمصادرة وقود مخزن يشكل خطرا على سلامة اللبنانيين، مشيراً إلى آلية قائمة تقتضي من الشخص الاتصال على رقم هاتفي مجاني للإبلاغ عن وجود مخالفات تنتهك معايير السلامة العامة، على أن يبقى اسم المتصل سريا.
وقال نجم إن تعميما صدر من سلطة محافظة بيروت مع بداية أزمة الوقود في لبنان ينبه لمخاطر تخزين البنزين والمازوت ويدعو إلى التحرك لمنع الخطر.
وأكد مصدر في مديرية التوجيه للجيش اللبناني أن الجيش يتلقى العديد من الاتصالات الهاتفية للإبلاغ عن مواقع تخزين وقود خطرة وفضح المتاجرين به، إلا أن قلة تبدي استعداداً للكشف عن هوياتها.
إلى ذلك، شيع لبنانيون أمس، عدداً من ضحايا انفجار خزان الوقود الذي قتل نهاية الأسبوع الماضي 28 شخصاً على الأقل كانوا يحاولون الحصول على القليل من البنزين وسط أزمة محروقات حادة يشهدها لبنان.
وأسفر الانفجار أيضاً عن إصابة نحو 80 شخصاً غالبيتهم بحروق جسيمة، أثناء تجمعهم حول خزان الوقود في بلدة «التليل» في منطقة عكار في شمال البلاد. 
وكان الجيش صادر الخزان في إطار حملة أطلقها لمصادرة البضائع المخزنة وتوزيعها على الأهالي الذين يخشون ارتفاعاً هائلاً في الأسعار بعد قرار للمصرف المركزي الأسبوع الماضي برفع الدعم عن المحروقات.
وشيع أهالي المنطقة أمس، نحو 15 من الضحايا، وبينهم عسكريون وعناصر قوى أمنية، وجرى تشييع آخرين أمس الأول.
وفي قرية «الدوسة»، التي شيعت 4 من أبنائها من عائلة واحدة، قال معين شريتح، والد ضحيتين في الـ 16 والـ 20 من العمر: «ماتا من أجل البنزين، لو توفر البنزين لما ذهب ولداي لتعبئة البنزين من أجل الدراجة النارية عند الساعة الثانية فجراً». 
وأضاف «أسأل أي زعيم أو مسؤول أن يضع نفسه مكاني، أن يعتبر أن لديه ولدين رآهما أمامه جثتين متفحمتين».
وبدوره، قال فواز شريتح شقيق الضحيتين الأخريين، وهما عنصران في جهاز أمني، «ما حصل سببه الحرمان، ليس هناك بنزين ولا مازوت ولا دواء ولا حتى خبز». وأضاف «عكار منطقة محرومة».
وعلى وقع الانهيار الاقتصادي المستمر منذ عامين، وصنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850، يشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات متفاقمة تنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية.
وتعد منطقة عكار الأكثر فقراً في لبنان، وطالما اشتكى أهلها من إهمال مؤسسات الدولة كافة وغياب الخدمات عنها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©