السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بايدن بحاجة إلى فهم خطورة وفساد «الإخوان» في تونس

بايدن بحاجة إلى فهم خطورة وفساد «الإخوان» في تونس
2 أغسطس 2021 01:20

شادي صلاح الدين (لندن)

منذ أن قرر الرئيس التونسي، قيس سعيد، اتخاذ إجراءات تصحيحية في بلاده، أصبحت تونس محط أنظار وسائل الإعلام العالمية، وخاصة الأميركية، التي تطالب الإدارة في واشنطن بدعم هذه الإجراءات، محذرة من خطورة تنظيم «الإخوان» الإرهابي على تونس والمنطقة بشكل عام.
وبينما كان تنظيم «الإخوان»، يتمتع بالسلطة المطلقة في آخر معاقله في الشرق الأوسط، تُرك الشعب التونسي يعاني بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والطبية في البلاد.
لم يكن أمام الشعب التونسي اليائس من خيار سوى الانتفاض ضد الظلم والفساد، مثلما ثار على الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي قبل 11 عامًا، لكن هذه المرة كانت ضد جماعة «الإخوان» الإرهابية، ممثلة في حركة «النهضة»، التي فشلت فشلاً ذريعاً في محاولاتها لبناء دولة مؤسسية.
ووفقاً لموقع «ويكلي بليتز»، فإن نداءات الشعب التونسي لم تذهب عبثًا، إذ سارع الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الاستجابة لمطالب شعبه، معلناً عن إجراءات تصحيحية صارمة لإنهاء الفوضى الهيكلية ومنع حرب أهلية محتملة.
وأسدل سعيد الستار على المسرحية الأخيرة لممثلين فاشلين، استخدموا شعارات دينية لسرقة بلد بأكمله، وفقاً للتقرير. 
واستند سعيد إلى سلطات الطوارئ الممنوحة له بموجب دستور البلاد لإقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي لتقصيره في مهامه، وتعليق عمل البرلمان لمدة 30 يومًا، وتجريد النواب من حصانتهم من الملاحقة القضائية.
وكانت العيون جميعها تتطلع إلى واشنطن، التي فاجأت أنصار الجماعة الإرهابية بتصريح السكرتير الصحفي، جين بساكي، بأن البيت الأبيض لم يتخذ قرارًا بشأن ما إذا كان انقلابًا. 
«ليس انقلاباً»، جاء هذا البيان بمثابة خيبة أمل كبيرة للدول التي كانت تعول على «النهضة» كقوة لـ«الإخوان» في المنطقة، بعد إخفاقاتها في الجزائر والمغرب ومصر والسودان والأردن وغيرها.
ويبدو أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، تعلم من خطأ الرئيس السابق باراك أوباما، عندما وقف إلى جانب الجماعة عام 2013، بحجة الديمقراطية وضد إرادة الشعب المصري، مما أحدث شرخًا في العلاقات بين البلدين.
ويحتاج بايدن وحزبه الديمقراطي إلى فهم مخاطر جماعة «الإخوان»، التي أثبتت من خلال تجاربها القصيرة في أجزاء مختلفة من المنطقة أن أسلوبها في الحكم يقوم على التهميش والفساد والراديكالية والإرهاب باسم الديمقراطية، حيث لا يوجد أعضاء معتدلون أو أطراف معتدلة في هذه المجموعة المتطرفة التي تستخدم الدين لتضليل الناس وإجبارهم على اتباع أيديولوجيتهم.
وطالب التقرير الولايات المتحدة بعدم تجاهل إرادة ومطالب الشعب التونسي الذي احتج على الفساد والفقر والقمع السياسي. 
وتنتظر واشنطن تحديات جدية في الوقت الذي تسعى فيه تونس إلى تشكيل حكومة جديدة تخدم الشعب، وتقود البلاد بعيدًا عن 10 سنوات من الاضطرابات في عهد النهضة. ولدى إدارة بايدن فرصة ذهبية لاتخاذ قرار واحد صحيح أخيرًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من خلال الضغط على اللاعبين الرئيسيين الذين يدعمون جماعة «الإخوان» للامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لتونس والسماح للتونسيين بتحديد مستقبلهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©