الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لبنان على أعتاب مرحلة «الدولة الفاشلة»

لبنان على أعتاب مرحلة «الدولة الفاشلة»
26 يوليو 2021 07:27

دينا محمود (لندن) 

يوماً بعد يوم ينزلق لبنان على نحو أكبر في بحر رمال متحركة، تختلط أزماته السياسية والاقتصادية والمعيشية، في ظل تفاقم الفراغ الحكومي في أراضيه، إثر إعلان رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، اعتذاره عن مهمة تشكيل الحكومة، ما قاد لحدوث مزيد من الانهيار في قيمة العملة المحلية، واندلاع احتجاجات جديدة في العاصمة بيروت ومدن أخرى.
فلم يمضِ يوم واحد، على هذا الإعلان من جانب الحريري، حتى ارتفعت أسعار السلع الأساسية مثل الغذاء والدواء بنسبة تناهز 30 % مقارنة بما كانت عليه قبل ذلك بأسبوع واحد فحسب، كما انخفضت قيمة الليرة إلى مستوى قياسي متدنٍ آخر، وسط توقعات بأن تواصل تراجعها بإيقاع قد يكون متسارعاً. وفي ظل هذه الحالة من الفوضى، تتصاعد تحذيرات الأوساط التحليلية الغربية، من أن لبنان قد بات الآن على شفا التحول إلى «دولة فاشلة» بكل معنى الكلمة، وأن مواطنيه «صاروا بانتظار صيف طويل شديد الحرارة» على الصعيد السياسي لا المناخي فحسب.
ويتفاقم الوضع في ظل حقيقة أن الأزمة الراهنة تؤثر على المجتمع اللبناني بكل شرائحه تقريباً، باستثناء الطبقة السياسية الحاكمة. 
فبوسع المرء، كما قال مراسل شبكة «سكاي نيوز البريطانية» لشؤون الشرق الأوسط أليستير بينكال، أن يرى مختلف طُرُز السيارات الفارهة ومتواضعة الحال، تصطف أمام محطات التزود بالوقود في المدن اللبنانية. كما أن الاحتياجات الضرورية أصبحت باهظة الثمن بالنسبة للكثير من اللبنانيين، مهما كانت الطبقة التي ينتمون إليها، وهو ما يدفع البعض منهم إلى تنظيم احتجاجات صاخبة في شوارع «بلد ينهار يوماً بعد يوم».
وفي تقرير نشره الموقع الإلكتروني للشبكة الإخبارية البريطانية واسعة الانتشار، حذر بينكال من تزايد المؤشرات على قرب نفاد صبر اللبنانيين وسط تفاقم معدلات الفقر والبطالة والتضخم، بفعل تضافر عوامل الانقسام والشلل السياسي، فلا حكومة لديهم ولا قيادة ولا أموال، وربما لا جيش كذلك في المستقبل القريب.
فرغم أن الجيش يمثل ركيزة للاستقرار في لبنان، فإنه لا يريد الاستيلاء على السلطة، في ضوء العلاقات غير المريحة القائمة بينه وبين ميليشيات «حزب الله» ذات النفوذ الواسع في الجنوب، ومعادلة تقاسم السلطة ذات الصبغة الطائفية الحالية في البلاد. وأبرز بينكال المخاوف السائدة من إمكانية تفكك صفوف الجيش اللبناني، في ضوء معاناة مجنديه وضباطه من المشكلات نفسها التي تواجه باقي سكان البلاد، ما قد يدفع بعضهم إلى ترك السلك العسكري والعودة إلى مدنهم وبلداتهم لرعاية عائلاتهم، وربما يحدو بالبعض الآخر، إلى قبول رشا من زعماء العصابات، لتدعيم الدخل المالي المتراجع لكل منهم.

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©