عدد اليوم
عواصم (وكالات)
ضربت الفيضانات والعواصف القوية الهند والفلبين في شرق آسيا ماتسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى وخسائر مادية كبيرة وإجلاء عشرات الآلاف، بينما تستعد الصين لمواجهة إعصار «إن- فا» فيما تكافح أجزاء من البلاد للتعافي من فيضانات مدمرة اجتاحتها في وقت سابق من هذا الأسبوع. وأغلقت الصين موانئ وسكك حديد أمس، مع استعدادها لمواجهة إعصار «إن- فا».
ويتوقع أن يضرب الإعصار اليابسة مساء اليوم الأحد في مقاطعة «جيجيانغ» الساحلية الشرقية قرب شنغهاي، كما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا».
وأصدرت السلطات الصينية تحذيراً من المستوى الثالث، وهو أعلى مستوى لعاصفة، في حين ألغيت أكثر من 100 رحلة بالقطار عبر المنطقة، وفقاً لإدارة السكك الحديدية الصينية. وذكر مكتب الأرصاد الجوية في الجزيرة أن العاصفة تعرضت لرياح بلغت سرعتها 155 كيلومتراً في الساعة مع هبوب رياح وصلت سرعتها إلى 191 كيلومتراً في الساعة بينما تحركت إلى الشمال الغربي بعيداً عن تايوان.
وقالت وكالة الأنباء الصينية الرسمية «شينخوا» إن السلطات أصدرت أوامر بإغلاق المدارس والأسواق والشركات في «جيجيانغ»، مشيرة إلى أنه سيتم تعليق حركة المرور على الطرق عند الضرورة. وأغلقت سلطات شنغهاي بعض المتنزهات العامة والمتاحف وحذّرت السكان من تنظيم تجمعات كبيرة في الهواء الطلق ودعتهم إلى البقاء في منازلهم.
في غضون ذلك، أغلقت كل الأرصفة المخصصة للحاويات في ميناء «يانغشان» في جنوب شنغهاي ونقلت 150 سفينة بما فيها سفن ركاب وسفن شحن من المنطقة.
وذكرت صحيفة «تشجيانغ ديلي» على موقعها على الإنترنت أن المطار في عاصمة المقاطعة هانغتشو، جنوب غرب شنغهاي، ألغى 90 بالمائة من الرحلات الجوية اليوم الأحد ومن المتوقع إلغاء المزيد غداً الاثنين.
وفي مقاطعة «خنان» وسط الصين حيث تسببت فيضانات لم تشهد البلاد لها مثيلاً هذا الأسبوع في مقتل 58 شخصاً على الأقل، تعمل السلطات تدريجياً على إعادة فتح الطرق المغلقة بالمركبات والحطام.
وقد تضرر الملايين جراء الفيضانات، مع بقاء البعض دون طعام أو ماء صالح للشرب لأيام.
كذلك، تم إجلاء أكثر من 495 ألف شخص، وفقاً لحكومة «خنان» حيث تسببت الفيضانات في خسائر تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات.
وحذرت وسائل إعلام حكومية من أن الإعصار «إن- فا» قد يتسبب في هطول مزيد من الأمطار الغزيرة في أجزاء من المحافظة في الأيام المقبلة.
وتوجد في مقاطعة خنان، على غرار معظم أنحاء الصين، أنهار وسدود وخزانات أنشئ العديد منها قبل عقود بهدف إدارة تدفق مياه الفيضانات وري المنطقة الزراعية، لكن الزحف العمراني المتواصل للمدينة يشكل ضغطاً على أنظمة التصريف.
وفي الهند، واجهت فرق الإنقاذ صعوبات أثناء الخوض في الوحل والركام أمس، للوصول إلى عشرات المنازل التي غمرتها المياه، مع ارتفاع عدد قتلى الانهيارات الأرضية والحوادث الناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة في البلاد إلى 125 قتيلاً.
وقال خبراء: إن ولاية مهاراشترا تشهد أشد هطول للأمطار خلال شهر يوليو منذ 40 عاماً، وأثر سقوط الأمطار بغزارة لعدة أيام على مئات الآلاف من الناس، كما أن ثمة مخاطر من فيضان مياه أنهار كبرى عن ضفافها. وذكر مسؤول كبير بحكومة الولاية أن عدد القتلى ارتفع إلى 42 قتيلاً في قرية «تالي» التي تبعد حوالي 180 كيلومترا جنوب شرقي مومباي العاصمة المالية للهند، وذلك مع انتشال 4 جثث أخرى بعد أن سوت انهيارات أرضية معظم المنازل في القرية بالأرض.
وأضاف المسؤول الذي امتنع عن ذكر اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام: «لا يزال نحو 40 شخصاً محاصرين، واحتمالية إنقاذهم ضعيفة لأنهم محاصرون في الوحل منذ أكثر من 36 ساعة».
وأشار إلى أن عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا للانهيارات الأرضية في 4 مناطق أخرى بالولاية.
وقالت حكومة مهاراشترا في بيان: «جرى إنقاذ حوالي 90 ألف شخص من المناطق المتضررة بالفيضانات».
بدوره، قال وزير الصحة في غوا فيشواجيت راني: «خسر السكان كل شيء تقريبا»، مشيراً إلى أن الولاية لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة منذ نصف قرن.
وفي الفلبين، نقلت السلطات آلافاً من سكان العاصمة مانيلا من مناطقهم المنخفضة أمس، بعد أن أدت الأمطار الموسمية الغزيرة إلى غمر العاصمة والأقاليم المجاورة بالمياه بعد تفاقمها بسبب عاصفة مدارية.
وأفادت الوكالة الوطنية لمكافحة الكوارث أنه تم نقل 14023 شخصاً معظمهم من ضاحية معرضة للفيضانات في مانيلا إلى مراكز إجلاء.
ودعا المتحدث باسم الرئاسة هاري روك في بيان سكان المناطق المتضررة للبقاء في حالة تأهب ويقظة واتخاذ إجراءات احترازية والتعاون مع السلطات المحلية.
واجتاحت أجواء قاسية عدة مناطق من العالم في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى حدوث فيضانات في الصين والهند وأوروبا الغربية وموجات حر في أميركا الشمالية مما أثار مخاوف جديدة بشأن تأثير تغير المناخ.
تجدد هطول الأمطار في مناطق الكوارث بألمانيا
دوّت صفارات الإنذار في منطقة «سوتشي» بجنوب روسيا، أمس، بعد أن فاضت مياه أنهار بسبب أمطار غزيرة تهطل للمرة الثانية هذا الشهر وبعد أن تسببت مياه الفيضانات في إغلاق طريق سريع. ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن وزارة الطوارئ قولها إن الصفارات التي تردد صداها في مناطق بالقرب من مدينة سوتشي حيث أقيمت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2014 كانت بمثابة تحذير للسكان لكن من غير المقرر القيام بعمليات إجلاء في الوقت الحالي.
وكانت الأمطار الغزيرة قد تسببت في فيضانات شديدة بالمنطقة نفسها هذا الشهر حيث غمرت المياه طرقاً لعدة أيام. واجتاحت الفيضانات أيضاً منطقة الشرق الأقصى الروسي أمس الأول، وألحقت أضراراً بجسر على خط السكك الحديدية العابرة لسيبيريا مما تسبب في تعليق حركة مرور القطارات على شريان للنقل له أهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد الروسي.
وفي ألمانيا، بدأت الأمطار تهطل مرة أخرى في المناطق المنكوبة بعد حوالي أسبوع ونصف الأسبوع على الفيضانات التي أغرقت غربي البلاد.
وعرضت السلطات على سكان المناطق في ولاية راينلاند بفالتس إخلاء منازلهم، لكن الوضع لم يتفاقم بنفس الصورة التي حدثت الأسبوع الماضي، كما قالت رئيسة فريق الحماية من الكوارث، بيجونا هيرمان.
أما في ولاية شمال الراين ويستفاليا، فلا تتوقع خدمة الأرصاد الجوية الألمانية كارثة عواصف جديدة في نهاية الأسبوع.
وقالت هيرمان إن من المتوقع وفقاً لخدمة الأرصاد الجوية هطول الأمطار بمقدار 30 إلى 40 لتراً كحد أقصى للمتر المربع خلال النهار بولاية راينلاند بفالتس، إلا أن الطقس قد يتدهور بدءاً من السادسة صباح اليوم الأحد.
