عدد اليوم
حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
جدد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي تأكيد تمسكه بموعد إجراء الانتخابات في نهاية ديسمبر من العام الجاري، ودعم عمل اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» ووقف إطلاق النار وتوحيد المؤسسات.
جاء ذلك خلال لقاء جمع، أمس، المنفي مع وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا للتباحث حول الانتخابات والاستحقاقات القادمة بحسب المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي.
إلى ذلك، أعلن مجلس النواب الليبي عن تأجيل جلسته بخصوص الميزانية إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك، لعدم اكتمال النصاب القانوني لاعتمادها وهو 120 صوتاً.
واعتبر عضو البرلمان مصباح دومة أن انعدام الثقة بين الحكومة والبرلمان جعل من قانون الميزانية «البقرة الحلوب» لنيل المكاسب والمناصب، في ظل مليارات تصرف بلا ورق ولا عقود ولا محاسبة، لافتاً إلى أن ازدواجية المناصب السيادية أصبحت أكبر بؤرة فساد لإهدار المال العام، والتهرب من المساءلة وشراء الذمم للالتفاف على القانون.
وفي سياق آخر، وفي إطار المناورات التي تقوم بها جماعة «الإخوان» الليبية وذراعها السياسي ممثلاً في حزب «العدالة والبناء»، شن الرئيس الجديد للحزب الإخواني عماد البناني هجوماً على محمد صوان الرئيس السابق للحزب، مشيراً إلى وجود وقائع فساد واتهامات للإدارة السابقة بالتعنت وعدم تسليمه الوثائق الخاصة بتمويل الحزب، موضحاً أنه لا يعلم مصادر تمويل الحزب ولا يملك معلومات كافية في هذا الشأن، لأن اللجنة الخاصة بالتسليم لم تقدم الوثائق الخاصة بالحزب له بشكل كامل. وأكد البناني في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية أن الإدارة القديمة، والتي كان على رأسها الإخواني محمد صوان، لم تفصح عن مصادر تمويل الحزب بشكل كامل، ولم تسلم لهم إلا مقر الحزب فقط، مؤكداً أن الأمور غير واضحة، ومطالباً بضرورة تسليمه الملفات السياسية والمصادر المالية كاملة، خصوصاً الملفات ذات البعد السياسي.
وتشبه تلك المناورات ما كانت تقوم به جماعة «الإخوان» الإرهابية في مصر خلال تذرع بعض القيادات بوجود خلافات مع قيادة الجماعة أو الحزب، وذلك للإيحاء للشارع المصري بأن الجماعة تعاني من انقسامات، وهي الإستراتيجية التي عملت الجماعة عليها عقب أحداث 25 يناير لتتمكن من اختراق الأحزاب والتيارات المدنية.
وقال المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي: إن منهج جماعة «الإخوان» هو المناورة، حيث إن الولاء الأول لعناصر الجماعة يكون للمرشد ولقيادات الحزب، معرباً عن دهشته من قرار حل جماعة «الإخوان» في ليبيا وتغييرها اسمها إلى جمعية «الإحياء والتجديد»، والإيحاء بوجود انقسامات داخل الجماعة بإعلان الإخواني خالد المشري وغيره من القيادات الاستقالة من حزب «العدالة والبناء». واعتبر المحلل السياسي في تصريحات لـ«الاتحاد» ما تقوم به جماعة «الإخوان» في ليبيا مؤخراً بالمناورة السياسية التي تمكنها من الالتفاف على الشعب والمشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية بثوب جديد وشكل مختلف.
وعلمت «الاتحاد» أن جماعة «الإخوان» الليبية تعمل خلال هذه الفترة على تجهيز قيادات الصف الثاني والثالث للمشاركة في الانتخابات البلدية أو الرئاسية والتشريعية حال تم إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل، وذلك في إطار محاولات الجماعة الالتفاف على الناخب الليبي بتقديم وجوه جديدة ولم تنخرط في العمل السياسي المباشر منذ سنوات.
بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي الليبي سليمان البيوضي أن رئيس حزب «العدالة والبناء» الجديد رسم ملامح الاصطفاف الذي تستعد جماعة «الإخوان» السير فيه تفادياً لأي خسارة مدوية لها في الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى أن الإخواني عماد البناني يتجه لمعالجة الشروخ العميقة داخل تيار الإسلام السياسي بكافة أجنحته، وأظهر نية للتفاعل الإيجابي والانسجام في المواقف حتى وإن بدت متعنتة.
