عدد اليوم
حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا فشل أطراف الحوار الليبي في التوصل إلى اتفاق حول قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل، كاشفة عن نقاشات جرت حول اقتراح توفيقي وضعته اللجنة الاستشارية استناداً إلى مقترح اللجنة القانونية بشأن وضع قاعدة دستورية للانتخابات، مؤكدةً أنه لن يتم قبول المقترحات التي لا تمهد الطريق وتمكن من إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل.
وأشارت البعثة الأممية في ليبيا في بيان لها إلى أن عدداً من أعضاء الملتقى قدموا ثلاثة مقترحات أخرى، موضحةً أن بعضها متسق مع خريطة الطريق، وبعضها لا يتفق معها، وسعى البعض الآخر إلى وضع شروط مسبقة للوصول إلى 24 ديسمبر المقبل، لافتةً إلى أنه على الرغم من كل الفرص التي أتاحتها الاجتماعات، إلا أنه لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء بين أعضاء الملتقى الليبي بشأن مقترح قاعدة دستورية.
وحثت البعثة أعضاء الملتقى على مواصلة التشاور فيما بينهم للتوصل إلى حل توافقي عملي وتعزيز ما يوحدهم، مؤكدةً أنها ستواصل العمل مع أعضاء الملتقى ولجنة التوافقات من أجل بذل المزيد من الجهود لبناء أرضية مشتركة، بالاستناد إلى مقترح اللجنة القانونية الذي يعرف الجميع بأنه الإطار المرجعي للقاعدة الدستورية للانتخابات.
بدوره، دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبدالحميد الدبيبة إلى التوافق حول صيغة كفيلة بإجراء الانتخابات العامة في موعدها، حاثاً جميع الأطراف الوطنية وبعثة الأمم المتحدة للدعم على الاضطلاع بمسؤولياتهم، وتغليب المصلحة العامة والتوافق حول صيغة كفيلة بإجراء الانتخابات في موعدها، وتمكين الشعب الليبي من ممارسة حقه في الانتخاب.
وأكد الدبيبة خلال حديث مفتوح مع وسائل الإعلام الليبية، أمس، عمل حكومته على إعادة بناء الثقة مع الدول الكبرى وغيرها وفتح مسارات جديدة للمطالبة بالوقوف مع الموقف الليبي، مشيرا إلى رفض حكومته أن تكون تحت سيطرة أي جهة أجنبية.
ولفت رئيس حكومة الوحدة المؤقتة إلى أن ميزانية الدولة الجديدة المقدمة إلى مجلس النواب الليبي أقل من ميزانيات السنوات المقبلة، معرباً عن أمله إقرار مجلس النواب بند الميزانية، خلال جلسة غد الاثنين بعد استجابة الحكومة لملاحظات البرلمان.
بدوره، أكد عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي محمد العجيلي الحسناوي أن التبعية للخارج والمال الفاسد أفسدا كل شيء، داعياً إلى حل لجنة الحوار السياسي بعد فشل التوصل لاتفاق حول القاعدة الدستورية لإجراء الانتخابات.
من جانبه، قال الدبلوماسي الليبي السابق السفير علي الدوكالي الحسناوي لـ«الاتحاد»: إن ليبيا دخلت فترة العشرية الدموية التي أظهرت موقف الغرب الذي سعى لإسقاط نظام القذافي، مشيراً إلى أن ما يحدث في ليبيا هو مؤامرة تقودها دول غربية للقضاء على أي نظام ليبي يسعى لوحدة القارة الأفريقية.
وتوقع الدبلوماسي الليبي السابق الدكتور علي الدوكالي انتفاض أبناء الشعب الليبي في القريب العاجل، مشيراً إلى أن اجتماعات برلين وجنيف تعد مسكنات مؤقتة للأزمة الراهنة في ليبيا.
في سياق متصل، اتهم المبعوث الخاص للولايات المتحدة لدى ليبيا ريتشارد نورلاند بعض أعضاء الملتقى بإدخال ما وصفه بـ«حبوب سامة» تضمن عدم إجراء الانتخابات، معتبراً أن هؤلاء يسعون لإطالة العملية الدستورية وخلق شروط جديدة يجب تلبيتها لإجراء الانتخابات، لافتاً إلى أن القادة السياسيين الليبيين أكدوا للولايات المتحدة بأنهم يدعمون الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل.
وشدد نورلاند على أنه «لا يمكن تحديد مستقبل ليبيا إلا من قبل الليبيين، كما أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لا تستطيع اتخاذ قرارات نيابة عنهم»، مشيراً إلى استعداد واشنطن لمساعدة حكومة الوحدة الوطنية على تقديم الخدمات الأساسية والتحضير للانتخابات الوطنية حتى انتهاء ولايتها في ديسمبر المقبل.
