الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

يعقوب يعرض تجربة نجاحه في قهر المخدرات.. تعافى بعد 13 عاماً من الإدمان

يعقوب يعرض تجربة نجاحه في قهر المخدرات.. تعافى بعد 13 عاماً من الإدمان
3 يوليو 2021 01:00

خلفان النقبي (أبوظبي) 

   نظم المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي، أمس الأول، حلقة نقاشية افتراضية بعنوان: «من التعاطي.. إلى التعافي3»، بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات. 
واستضافت الحلقة النقاشية يعقوب التميمي، أحد المتعافين من مرض الإدمان. وتم استعراض أبرز الجهود والبرامج التوعوية والمجتمعية لمواجهة آفة المخدرات، وتأثيرها على المجتمعات، وتجربة المتعافي الذي نجا أخيراً من فخ المخدرات، وذلك بحضور فاطمة الحامدي، اختصاصي نفسي رئيس، ومن تقديم سلوى الحوسني، مدير مكتب التواصل المجتمعي بالمركز الوطني للتأهيل. 
وأكد المتعافي يعقوب التميمي، أن بداياته مع المخدرات كانت وهو في عمر 17 عاماً، وذلك بسبب وفاة ابن عمه القريب منه جداً، وأن سبب دخوله حياة الإدمان محاولة نسيانه عن طريق التوجه لرفقاء السوء وتجربة المؤثرات العقلية والمخدرات، حتى أصبح مدمناً وهو لا يشعر، وكان المقصد أن يداوي جراح الفقد ولكنه غرق في بحر المخدرات، حيث تم غرس الأفكار الشيطانية في العقل بجمل بسيطة لها تأثير كبير في حياة الفرد. وأوضح التميمي: «تملكني الخوف من أن يراني أحد أفراد عائلتي وهم جدي وجدتي، فكنت أتعاطى سراً، وذلك لعلمي بأنهم كبار في السن ولن يلاحظوا بأنني أتعاطى المواد المخدرة، فكنت أتهرب من أي شخص من الممكن أن يلاحظ سلوكياتي الغريبة، وبعد فترة بسيطة لم أستطع إدراك سلوكي وأفعالي حتى وصلت إلى مرحلة سقطت فيها في أحد الأماكن، وتم التواصل مع عائلتي حتى أرجع إلى المنزل وليس منزل جدتي وجدي، وهنالك صعوبة في أن آخذ المواد المخدرة، ومن ثم أخبرت عائلتي بأنني سوف أبحث عن وظيفة، ولكنني كنت أخرج من المنزل وأذهب إلى أصدقاء السوء حتى أتعاطى المواد المخدرة ولا أعود إلى المنزل فترة قد تمتد 4 أو 5 أشهر تقريباً. وأثر ذلك على سلوكي وشخصيتي وحياتي بشكل كامل، واستمرت فترة الإدمان 13 سنة تقريباً». 
وأضاف: «وصلت حالتي إلى أنني كنت أكذب حتى أتمكن من إحضار المواد المخدرة، وحينها تم اكتشاف إدماني من قبل عائلتي». وأوضح التميمي أن اللحظة التي قال فيها «أنا اكتفيت من التعاطي»، كان في حالة يأس من حياته المملة والهزيلة، ومن دخوله السجون، وفي ليلة وضحاها عاد له عقله الذي كان متغيباً عن الواقع، وجلس مع نفسه وهو يردد: «ماذا فعلت في حياتي السابقة؟ ولماذا أنا في هذا العالم الغريب؟ وهل لهذه الدرجة أنا شخص سخيف في هذا المجتمع وهنالك الكثير والكثير، حيث كان الوعي والإدراك السبب الرئيس في عودة العقل للصواب التام، ومن ثم رمى جميع المواد المخدرة حتى يبدأ حياة جديدة وذلك لأنه عاهد نفسه على أنه يستطيع التغلب والخروج من هذه الآفة. وكانت بداية العلاج والتعافي بدخول المركز الوطني للتأهيل، وهنالك برنامج علاجي يسبق المرض بخطوة، والسرية التامة التي تساعد وتحفز المريض وعائلته للتأكد من أن المعلومات السرية خاصة فقط بالمريض لا غير، وما أثر في التميمي أن عادت له ثقة عائلته به، وهذا هو الدافع الكبير الذي جعله يكمل علاجه. وتم التركيز على نقاط الضعف الموجودة في التميمي حتى أصبح شخصاً عاقلاً واعياً مدركاً للحياة». 
 وأوضحت فاطمة الحامدي، اختصاصي نفسي رئيس في المركز الوطني للتأهيل، أن هنالك الكثير من البرامج الوقائية لشريحة المراهقين قبل سقوطهم في هاوية الإدمان، حيث إن الفضول وحب التجربة وترك مسافة كبيرة للأبناء من دون مراقبة هي طريق الهلاك، بالإضافة إلى مصاحبة من هم أكبر سناً، وهم من يغرسون في عقل أبنائنا التجربة والمغامرة المخيفة التي تؤدي إلى الهلاك، حيث إن هنالك ما يسمى بالسلوك الإدماني، ويؤدي إلى العزلة والابتعاد الكلي عن الجميع، وتجاهل أي سؤال موجه له يثير الشكوك حول إدمانه، وهذا ما يؤثر على علاقاته الاجتماعية. وأضافت أن فقد شخص لا يعني السير في طريق الهلاك، ويجب على كل شخص أن يتحكم في سلوكياته ويدرك تصرفاته حتى لا يدخل في هذا العالم. وننصح المتعافين بوضع خطة للمستقبل حتى تعود حياته، ويفتح نوافذ جديدة لنفسه وهو يواجه الحياة القادمة بسلاسة».

سلوكيات
وأشارت الحامدي إلى أن هنالك سلوكيات قهرية لا يستطيع المدمن إدراكها والتحكم بها، والتي تؤثر في حياة الفرد وتوجهه إلى الهلاك. كما أن من الواجب تخوف الأهل على أبنائهم، ولكن للاطمئنان هنالك سرية تامة وخصوصية كاملة لكل مريض، وعدم نشر حالته المرضية للغير حتى لعائلته من دون موافقة المريض نفسه في المركز الوطني للتأهيل، وأن السؤال والتثقيف مهمان للحفاظ على الأبناء، ولا يوجد به أي عيب، كما إن هنالك قانوناً ينص على ألا يتم القبض على المريض في حال ذهابه إلى مركز التأهيل لغرض العلاج والتعافي، ولكن تتم معالجته والوقوف معه ومساندته حتى تعود حياته طبيعية ويكون فرداً فعالاً في المجتمع. 
وقالت: «المدمن شخص جيد، ولكن السلوك الإدماني طغى عليه في فترة من الفترات، ونحن نحاول مساعدته بأن يستعيد  حياة ما قبل الإدمان أو أفضل، والوازع الديني ينمو مع الوقت وبسعة صدر، ومن خلال الصيام والصلاة، يتم تأسيس الشخص من البداية، هو الهدف الرئيس لعودة المتعافي لأفضل حال».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©