عدد اليوم
حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
أفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بأن مؤتمر «برلين 2»، الذي ينطلق اليوم في العاصمة الألمانية، سيبحث كيفية تنفيذ بنود خريطة الطريق في ليبيا وصولاً للانتخابات، مع تأكيد الانسحاب الفوري للمرتزقة الأجانب من ليبيا، وتقديم الدعم القوي للسلطة الانتقالية من أجل إجراء الانتخابات في موعدها في 24 ديسمبر المقبل.
وأضاف «دوجاريك»، بحسب وكالة الأمم المتحدة، أن الاجتماع يهدف إلى تقييم التقدم في كافة المجالات بليبيا، ومناقشة التحديات المتبقية، لتنفيذ كامل بنود خريطة الطريق.
من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش أن الحكومة الليبية ستشارك، في مؤتمر «برلين 2» على مستوى وزراء الخارجية، برؤية ليبية تهدف لتعزيز الآليات لتنفيذ قرارات الليبيين، ومجلس الأمن، ومخرجات المؤتمر المرتقبة.
وأوضحت المنقوش أنها ستطرح في المؤتمر مبادرة وطنية لكل الليبيين لها أهداف واضحة دون التحيز لأي طرف ترتكز على بنود خريطة الطريق، التي قررها ملتقى الحوار السياسي الليبي، وأعطى للسلطة التنفيذية مهام تنفيذها، مضيفة: «السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا عملت على إعداد مبادرة وطنية خلال الأشهر الثلاثة الماضية تحت عنوان مبادرة استقرار ليبيا، والتي من المقرر طرحها خلال المؤتمر».
إلى ذلك، طالب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، كلاً من وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ورئيس الحكومة المؤقتة عبدالحميد الدبيبة، بإلغاء «منتدى المصالحة بين قبائل الجنوب» الليبية، المقرر انعقاده في إيطاليا.
وانتقد المنفي، في بيان، وزارة الخارجية الإيطالية، بسبب استضافتها للمنتدى، قبيل توجهه إلى روما، محذراً روما من عدم احترام مبادئ السيادة الداخلية، ومراعاة علاقات حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، فيما نفت الخارجية الإيطالية أي دور لها في تنظيم المنتدى.
وقال المنفي، في رسالة عاجلة وجهها للوزيرة الليبية: إنه علم أن وزارة الخارجية في حكومة الوحدة تستعد لاستقبال وفد من أعضاء قبائل جنوب ليبيا، لعقد منتدى مصالحة في إيطاليا، بدعوة من وزارة الخارجية الإيطالية دون تنسيق مسبق مع المجلس الرئاسي.
وأشار رئيس المجلس الرئاسي الليبي في رسالته إلى أن منتدى الحوار السياسي الليبي كلف المجلس نفسه بمهمة الانطلاق على طريق المصالحة الوطنية، وتشكيل مفوضية عليا لهذا الغرض.
وقالت وسائل إعلام إيطالية: إن المصالحة بين قبائل فزان الجنوبية، جرى الترويج لها وتنظيمها من قبل المنظمة الإيطالية غير الربحية «آرا باسيس»، التي شاركت منذ سنوات في المصالحة، بعد الصراع في المنطقة الجنوبية من البلاد.
وأوضحت أن السفارة الإيطالية في طرابلس منحت فقط تأشيرات دخول للمندوبين الليبيين المشاركين في الملتقى، وفق الإجراءات القانونية المعمول بها.
وفي روما، بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، عدداً من الملفات المشتركة بين البلدين، بينها التعاون الأمني، وملف الهجرة غير الشرعية، وأمن الحدود، ودعم الانتخابات، والمصالحة الوطنية.
وأكد «المنفي»، خلال اللقاء الذي عُقد في قصر «كيجي» بالعاصمة الإيطالية روما، أهمية الشراكة والتعاون مع الجانب الإيطالي كشريك استراتيجي لليبيا في مختلف المجالات.
بدوره أكد رئيس الوزراء الإيطالي دعم بلاده المسار السياسي في ليبيا، وعمل المجلس الرئاسي، مثمناً ما أنجزه المجلس خلال الفترة الماضية، وشهد الاجتماع الاتفاق على ضرورة تنسيق الجهود الأمنية والسياسية بين البلدين، عبر القنوات الرسمية.
إلى ذلك، أكدت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» أن الطريق الساحلي «سرت – مصراتة»، يحتاج إلى إصلاحات عاجلة، مشيرة إلى أنه جرى التواصل مع الشركة المختصة التي أبدت استعدادها للقيام بالصيانة المطلوبة خلال أيام قليلة.
وأشارت اللجنة، في بيان، إلى أنها ستشرف، بشكل مباشر، على أعمال الشركة، مشددة على استمرار اجتماعاتها المنعقدة وأعمالها الميدانية المتعلقة بالصيانة والتأمين، لفتح الطريق الساحلي، فور انتهاء هذه الأعمال، خلال أيام قليلة.
واشنطن تؤكد ضرورة رحيل القوات الأجنبية
أفاد مبعوث واشنطن الخاص لليبيا، أمس، بأن الولايات المتحدة تجري محادثات مع بعض الأطراف المهمة في البلاد بشأن انسحاب قوات أجنبية قبل الانتخابات المقررة في ديسمبر. وقال المبعوث الخاص لليبيا ريتشارد نورلاند للصحفيين: إن جزءاً من أهمية الانتخابات في ليبيا يكمن في أن حكومة قوية مشروعة، ويعتد بها قد تضغط على الأطراف الأجنبية لسحب قواتها.
قال نورلاند، قبل توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى برلين للمشاركة في المؤتمر الثاني بشأن ليبيا: «سيكون ذلك تطوراً مهماً للغاية، ومؤثراً جداً، لكننا لا نقترح الانتظار حتى العام المقبل في محاولة لتحقيق بعض التقدم».
وأضاف: «هناك مفاوضات جارية مع بعض الأطراف المهمة تهدف إلى محاولة دفع بعض المرتزقة والمقاتلين الأجانب للرحيل».
ورغم أنه ينظر لتشكيل حكومة موحدة والضغط من أجل إجراء انتخابات عامة في ديسمبر، على أنه أفضل أمل منذ سنوات للتوصل إلى حل سياسي مستدام، فلا تزال تلك العملية تواجه تحديات.
