الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اضطرابات مالي تُغذي أنشطة «داعش» بالساحل الأفريقي

ماليون في مخيم للاجئين يستضيف أكثر من11 ألف شخص شمال بوركينا فاسو (أ ف ب)
23 يونيو 2021 01:59

دينا محمود (لندن) 

لم يُشكل الانقلاب الذي وقع في مالي، مؤخراً، شرارة اندلاع أزمة سياسية جديدة هناك فحسب، وإنما مَثَّل خطراً أمنياً على هذا البلد ومنطقة الساحل الأفريقي بأسرها، في ضوء ما أعقبه من مؤشرات، تفيد بتصعيد تنظيم «داعش» الإرهابي أنشطته في تلك المنطقة المضطربة منذ عقود.
ومن شأن الانقلاب، وهو الثاني من نوعه خلال أقل من عام واحد، تخفيف الضغوط التي تتعرض لها الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها «داعش»، في منطقة الساحل، التي تضم إلى جانب مالي، دولاً من بينها السنغال وتشاد وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو ونيجيريا.
وتتيح الاضطرابات، التي تنجم عادة عن مثل هذه الانقلابات العسكرية، الفرصة لـ«داعش» لضم عناصر جديدة إلى صفوفه، وذلك في ضوء أن الجماعات التابعة له في منطقة الساحل، تسعى عادة لاستغلال المظالم المحلية للسكان في الدول التي تنشط فيها، لتجنيد مزيد من المسلحين، ونشر أفكارها المتطرفة.
وفي تصريحات نشرها موقع «كريتيكال ثريتس»، التابع لمعهد «أميركان إنتربرايز إنسيتيوت» للأبحاث، حذر محللون غربيون من أن الوضع الراهن في مالي «قد يعرقل جهود مكافحة الإرهاب بشدة، وهو ما سيصب بالتبعية في مصلحة الجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل».
وأشاروا في هذا الصدد إلى أن الانقلاب الأخير في مالي، دفع دولاً، مثل فرنسا، إلى تعليق تعاونها العسكري مع القوات الحكومية في هذا البلد في مجال مكافحة التنظيمات المتطرفة، بانتظار تحديد جدول زمني لعودة الحكم المدني.
وبعد الانقلاب العسكري، تزايدت عمليات «داعش» في منطقة الساحل، بعد عام شهد مواجهات دموية بينه وبين الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم «القاعدة» في المنطقة نفسها.
واستشهد المحللون بصور ومقاطع مصورة، نشرها إرهابيو «داعش» مؤخراً، تظهر سلسلة من الجرائم الدموية التي ارتكبها التنظيم مؤخراً ضد عدد من المدنيين في منطقة جاو شمال شرقي مالي، وعلى نقطة تفتيش وهمية تم نصبها على الحدود مع النيجر، وهو البلد الذي كثف فيه مسلحو هذه الجماعة المتطرفة عملياتهم في الآونة الأخيرة، جنباً إلى جنب مع بوركينا فاسو.
وتتزامن التطورات الأخيرة في مالي، مع اضطرابات سياسية تشهدها تشاد المجاورة، بعد مقتل رئيسها الراحل إدريس ديبي في معارك مع المتمردين في أبريل الماضي. وسيقلل ذلك على الأرجح، من قدرة نجامينا على الاضطلاع بالدور الذي تلعبه في جهود مكافحة الإرهاب في مالي، ومنطقة الساحل بشكل عام.
وحذر المحللون من خطورة هذه التطورات، لا سيما أنها تأتي في وقت تنشط فيه التنظيمات التابعة لـ«داعش» في الصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية وموزمبيق، التي شهدت قبل أكثر من شهرين، هجوماً واسع النطاق، شنه إرهابيون يدينون بالولاء لذلك التنظيم الدموي، على بلدة بالما الساحلية، واستمر أياماً عدة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©