الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الحوثي» ينشر الفوضى على طريقة «داعش»

جندي في الجيش اليمني يقاتل ميليشيات الحوثي (أرشيفية)
21 مايو 2021 19:33

دينا محمود (لندن) 
عندما أعلنت الإدارة الأميركية في مطلع فبراير الماضي، تعيين الدبلوماسي تيموثي ليندركينج مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة إلى اليمن، شعر الكثير من سكان اليمن، بأن هناك بارقة أمل تشير إلى إمكانية وضع حد للحرب، التي تعصف ببلادهم، منذ أن استولت ميليشيات الحوثي الإرهابية على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، لكن الشهور الثلاثة الماضية لم تشهد تحقيق أي تقدم على صعيد تخفيف وتيرة المعارك، رغم أن الرئيس الأميركي جو بايدن، سعى منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية أواخر العام الماضي، إلى العمل بجدية على وقف سفك الدماء المتواصل في اليمن، على مدار أكثر من 6 سنوات.
ويعود هذا الفشل، وفقاً لمحللين غربيين، إلى تعنت الحوثيين وإصرارهم على إجهاض كل المبادرات الإقليمية والدولية الرامية لوقف إطلاق النار، وفتح الباب أمام إيصال المساعدات الإنسانية لملايين اليمنيين، الذين يواجهون خطر الموت بسبب المعارك من جهة والمجاعات والأوبئة من جهة أخرى.
وقادت المواقف المتصلبة التي تتبناها الميليشيات الحوثية، إلى عرقلة الجهود التي يبذلها المبعوث الأميركي ليندركينج بالتعاون مع نظيره الأممي مارتن جريفيث لتهيئة الأجواء لإحلال السلام، ما يؤكد مسؤولية الحوثيين عن حدوث ما بات يشكل «الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم بأسره».
وبدلاً من التجاوب مع بوادر حسن النية هذه، عَمَدَ الحوثيون إلى تصعيد العمليات العسكرية في محافظة مأرب ذات الأهمية الاستراتيجية دون اكتراث بحشود النازحين الذين يلوذون بهذه المنطقة، بالتوازي مع تكثيفهم للهجمات التي تُنفذ باستخدام الصواريخ والطائرات المُسيّرة، على المنشآت المدنية والنفطية في السعودية.بجانب ذلك، يرفض الحوثيون كما قال المحللون في تصريحات نشرها موقع «أل مونيتور» الإخباري الأميركي، السماح للمبعوث الأممي بزيارة صنعاء، ويحجمون كذلك عن إجراء محادثات مباشرة معه أو مع المبعوث الأميركي في العاصمة العُمانية مسقط، خلال الزيارات المتكررة التي يقوم بها جريفيث وليندركينج إلى سلطنة عُمان.
وفي ظل هذه المواقف المتصلبة، تتزايد قناعة اليمنيين بأن استمرار القتال في بلادهم، وما يترتب عليه من مآسٍ إنسانية، يُعزى في الأساس إلى ميليشيات الحوثي وأيديولوجيتها المتطرفة وأجندتها المرتبطة بمصالح داعميها الإقليميين، الذين ينخرطون في عدة حروب بالوكالة، في منطقة الشرق الأوسط.
ونقل «أل مونيتور» عن محللين يمنيين قولهم، إنه من الضروري على إدارة بايدن، مراجعة نهجها الحالي حيال الحوثيين، الذين لا يؤمنون بالحوار أو الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، وهو ما يجعل واشنطن بحاجة إلى النظر إليهم والتعامل معهم، بالطريقة نفسها التي تتبعها مع تنظيمات إرهابية مثل «داعش» و«بوكو حرام».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©