عدد اليوم
حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
ناقش أعضاء اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» المعوقات التي تواجه عمل اللجنة لتفعيل ما تم الاتفاق عليه عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في جنيف العام الماضي، مؤكدين رغبتهم في تفعيل الاتفاق بشكل كامل وخاصة إخراج المقاتلين الأجانب والمرتزقة وفتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب، بحسب ما أكده مصدر عسكري مسؤول لـ«الاتحاد».
وأشار المصدر العسكري الليبي الذي رفض الإفصاح عن هويته إلى أن اجتماع سرت بين العسكريين تطرق لآخر المستجدات الخاصة بإزالة الألغام والتي تمت ببطء نظراً لعدم توافر التمويل اللازم لهذه العملية، مؤكداً صعوبة اتخاذ قرار فتح الطريق الساحلي قبيل إزالة الألغام بشكل كامل.
وأكد المصدر أن اللجنة العسكرية تتمسك بإخراج كافة المقاتلين الأجانب والمرتزقة من البلاد وتعزيز إجراء الثقة خلال الفترة المقبلة، والاتفاق على عدم التصعيد الإعلامي بين الشرق والغرب والتأكيد على أهمية خطاب السلام والمصالحة. وتتخوف بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بعد تسلم البعثة لرسائل من أطراف ليبية تحذره من انهيار وقف إطلاق النار حال عدم إيجاد حل لمشكلة الميليشيات المسلحة والمرتزقة المتواجدين في البلاد.
وترأس رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، أمس، اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» بمقرها في مجمع قاعات واغادوغو بمدينة سرت، للوقوف على أهم التحديات التي تواجه عملها، مشيداً بدور اللجنة العسكرية الليبية في وقف إطلاق النار.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الليبي أن المنفي تباحث مع أعضاء اللجنة العسكرية حول مسألة فتح الطريق الساحلي ومدى جاهزية اللجنة واللجان المنبثقة عنها في بدء فتح الطريق من ناحية التجهيزات اللوجستية والإجراءات الأمنية وإزالة الألغام، مشيراً إلى تخصيص مبلغ لدعم العملية خلال الفترة المقبلة.
من جانبها، أفادت اللجنة العسكرية الليبية أن فتح الطريق في مراحله النهائية، حيث تم الانتهاء من مسح المنطقة من الألغام، مؤكدين أن معظم الإجراءات اللوجستية باتت في مراحلها النهائية. وعقد رئيس المجلس الرئاسي الليبي اجتماعاً مشتركاً مع اللجان الفرعية المنبثقة عن لجنة «5+5»، لمناقشة آلية عملها وآخر المستجدات والتحديات التي تواجهها، مثمنا جهودهم ومجدداً التأكيد على تذليل كل الصعاب في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة.
وفي سياق متصل، بحث القائد الأعلى للجيش الليبي ممثلاً في عضوي المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، وموسى الكوني بصفتهما، أمس، في طرابلس، تطورات الأوضاع العسكرية وعمل المناطق والوحدات خلال اجتماع مع رئيس الأركان العامة للجيش الفريق محمد الحداد، وآمر المنطقة العسكرية طرابلس اللواء عبدالباسط مروان، وآمر المنطقة العسكرية الغربية اللواء أسامة جويلي. وناقش القائد الأعلى للجيش الليبي -بصفته- موضوع تهريب الوقود والهجرة غير الشرعية، والجهود المبدولة للقضاء عليها وتجفيف منابعها، مؤكدا على دعم كل الجهات المختصة بمكافحة عمليات تهريب الوقود التي تستنزف مقدرات البلاد، وكذلك مساعدة الأجهزة العسكرية والأمنية المعنية، بالحد من الهجرة غير الشرعية، والقبض على عصابات الجريمة المنظمة.
على جانب آخر، أعرب نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية، رمضان أبوجناح، عن قلقه من أن تمثل حادثة منع انعقاد اجتماع حكومة الوحدة الوطنية الذي كان مقرراً في بنغازي أمس الأول، الفرصة لمن يسعى لانهيار العملية السياسية في ليبيا، معرباً عن أسفه من أن يسعى أي طرف لاستمرار حالة الانقسام السياسي، وتفكك الدولة وابتزاز مؤسساتها. وأكد نائب رئيس حكومة الوحدة الليبية ثقته في أنه لا مصلحة لأي طرف وطني بأن تدخل ليبيا لدوامة الانقسام والعنف مجدداً، مشدداً على أن موقفه الداعم للاستقرار يزداد صلابة كلما تعرضت العملية السياسية في ليبيا لمحاولات إفسادها وإيقافها، مجددا التأكيد أنه لا مجال لإثارة الفتن أو العودة للوراء والتخلي عن تعهدات الحكومة لليبيين بالبناء وتحقيق العدالة وإرساء المصالحة الوطنية.
وفي طرابلس، قال رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد نعمان الشيخ إن الهيئة وصلتها شكاوى من بعض المترشحين للمناصب السيادية لعدم تطبيق معايير الكفاءة والتخصص المنصوص عليها، وعدم تحديد آليات بشأن المحاصصة التي يرفضها الشعب الليبي. ولفت الشيخ في تصريح صحفي إلى أن لجنة اختيار المرشحين للمناصب السيادية تعمل بالمخالفة للاتفاق السياسي، بالإضافة إلى وجود شبهات وساطة ومحسوبية وشبهات تزوير في ملفات بعض المرشحين، موضحا أن الهيئة ستوجه رسالة إلى مجلس النواب الليبي تتضمن الشكاوى التي وردت إليها ضد المتقدمين.
