عدد اليوم
حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
أكدت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية نجلاء المنقوش أن سلام ليبيا وأمنها لن يكونا ممكنين دون دعم إقليمي ودولي، مشيرة إلى أن العلاقات مع دول الجوار الليبي إيجابية، لافتة إلى أن حكومتها بدأت حواراً مع تركيا لإخراج القوات الأجنبية، مؤكدةً استعداد أنقرة لبدء المباحثات والمفاوضات.
وأشارت المنقوش، خلال جلسة استماع مع لجنة الشؤون الخارجية بمقر مجلس النواب الإيطالي، أمس، إلى أن السلام والأمن في ليبيا يمثلان أولوية بالنسبة للحكومة، مشددة على أن الالتزام بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة لا يمكن أن يترجم إلى للنجاح، مطالبة جميع الدول التعاون من أجل إخراج القوات الأجنبية وانسحابها من ليبيا. وطالبت الوزيرة الليبية من إيطاليا دعم بلادها في مجلس الأمن لإجراء الانتخابات، موضحة أن ليبيا لديها إرث ثقيل من الحروب والمخلفات العسكرية وتحتاج إلى سنوات من العمل لمداواة الجروح.
وبحثت «المنقوش» مع وزير الخارجية الايطالي لويجي دي مايو تفعيل بنود معاهدة الصداقة والشراكة الليبية الإيطالية الموقعة عام 2008 خاصة اللجنة المشتركة وعودة الشركات الإيطالية لتنفيذ المشاريع المتوقفة كطريق «راس جدير» ومشروع مطار طرابلس، بالإضافة لفتح المجال الجوي بين البلدين وملف الهجرة غير الشرعية.
كما التقت الوزيرة الإيطالية عقب هذا الاجتماع مع وزير الدفاع الإيطالي لورينزو جويريني، وناقش الاجتماع ملفات التعاون المشترك المتمثلة بالمستشفى العسكري الميداني في مصراتة وإمكانية إيفاد الطلبة الليبيين الدارسين بالكليات العسكرية إلى الأكاديميات العسكرية بإيطاليا، والدعم المقدم من الجانب الإيطالي في مجال إزالة الألغام وتدريب الكوادر الليبية في هذا التخصص.
بدوره، أجرى المبعوث الخاص للأمين العام إلى ليبيا، يان كوبيش، مكالمة هاتفية مع خالد المشري، رئيس مجلس الدولة، حيث ناقشا قراري مجلس الأمن رقم 2570 ورقم 2571 اللذين تم اعتمادهما مؤخراً والرسائل الرئيسية المتضمنة في القرارين والأنشطة التي يضطلع بها المجلس الأعلى للدولة والمتعلقة بالموضوعات التي يغطيها القراران.
وتطرق الحديث إلى الخطوات اللازمة التي ينبغي أن تتخذها السلطات والمؤسسات المعنية في ليبيا من أجل إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل على النحو المنصوص عليه في خارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي.
وعلى نحو منفصل، أجرى المبعوث الخاص محادثة هاتفية مع عارف النايض، رئيس تكتل إحياء ليبيا، وناقشا الوضع العام في ليبيا والجهود اللازمة للحفاظ على الزخم الإيجابي في جميع المسارات في إطار عملية برلين والذي ينبغي أن يفضي في نهاية الأمر إلى إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 24 ديسمبر المقبل.
وأكد المبعوث الأممي لدى ليبيا على الحاجة إلى تكثيف الدعم للسلطة المؤقتة لتعزيز إمكانيات تقديم الخدمات الأساسية للشعب الليبي وحثوا جميع السلطات والمؤسسات الليبية ذات الصلة على إعطاء الأولوية لإجراء الانتخابات الوطنية في 24 ديسمبر المقبل، وكذلك من خلال وضع القاعدة الدستورية والإطار القانوني اللازمين وتعزيز العمل مع المجتمع المدني.
ودعا المبعوث الأممي إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار من أجل الحفاظ على الاستقرار في ليبيا، وحث جميع الجهات الفاعلة الوطنية والدولية المعنية على الإسراع في سحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
إلى ذلك، بحث نائب رئيس مجلس وزراء الحكومة الليبية حسين القطراني مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح العديد من الملفات الهامة.
وناقش الطرفان جملة من الموضوعات التي تتعلق بعمل الحكومة وعلى رأسها السيولة النقدية والمواد الغذائية والدوائية ومعالجة انقطاع التيار الكهربائي والتجهيز والترتيب لإجراء الانتخابات في موعدها.
وأكد رئيس مجلس النواب الليبي بحسب بيان صحفي، على ضرورة مراعاة الأسس التي من خلالها منحت الثقة للحكومة وهي تمهيد الطريق لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل، وتقديم الخدمات لكافة المواطنين وضرورة الإسراع في توزيع اللقاح على مختلف مدن ومناطق ليبيا بما يكفل الحد من انتشار الوباء في البلاد. وأشار نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية إلى جهود الحكومة في التمهيد للانتخابات في موعدها، وكذلك توحيد وإعادة هيكلة المؤسسات بما يضمن العدالة بين كافة أبناء الشعب الليبي، مع توفير كافة الاحتياجات الضرورية لليبيين.
وفي سياق آخر، أعلن الجيش الليبى، رفع درجة الاستعداد والجهوزية التامة لكافة الوحدات العسكرية للقوات البرية والجوية قرب الحدود الليبية التشادية، مشيراً إلى تسيير دوريات برية وجوية في المنطقة المستهدفة وتمركز لسرية مقاتلة في قاعدة «السارة» قرب الحدود تحسباً لتطورات الوضع شمالى تشاد.
العثور على 10 جثث بعد غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل ليبيا
قالت منظمة «اس او اس ميديتيراني» الخيرية أمس، إن سفينة إنقاذ خاصة عثرت على ما لا يقل عن 10 جثث بعد تلقي نداء استغاثة من قارب يقل مهاجرين قبالة السواحل الليبية.
وأوضحت المنظمة أن السفينة «أوشن فايكنج» تمكنت من الوصول إلى موقع الحادث شمال شرقي طرابلس بعد ساعات من البحث أمس الأول.
وذكرت المنظمة أن نحو 130 لاجئا كانوا على متن القارب المطاطي، ولم يتم العثور على ناجين.
وتقول «اس او اس ميديتيراني» إنها كانت تستجيب لنداءات استغاثة تلقتها في الأيام الأخيرة من عدة قوارب، وبحلول الوقت الذي تلقى فيه الطاقم الاستغاثات، كانت جميع القوارب على بعد عدة ساعات.
وبدأ طاقم «أوشن فايكنج» في البحث لكن مهمة الإنقاذ لم تكلل بالنجاح.
وقالت لويزا ألبرا منسقة البحث والإنقاذ على متن سفينة إنقاذ المهاجرين أوشن فايكنج: «منذ وصولنا إلى الموقع، لم نعثر على أي ناجين، لكننا وجدنا ما لا يقل عن 10 جثث بالقرب من الحطام».
ولقي ما لا يقل عن 41 شخصاً حتفهم عندما غرق قارب مهاجرين قبالة السواحل التونسية قبل أسبوع.
ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، توفي ما يقرب من 360 شخصاً غرقاً في وسط البحر المتوسط حتى الآن هذا العام. ويحاول العديد من اللاجئين الوصول إلى إيطاليا بالسفر عبر قوارب صغيرة عبر البحر المتوسط.
