الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

استياء غير مسبوق في لبنان من «حزب الله»

استياء غير مسبوق في لبنان من «حزب الله»
17 ابريل 2021 01:18

شادي صلاح الدين، وكالات (بيروت، لندن)

تستعد ميليشيا «حزب الله» الإرهابية تحسباً لانهيار تام للبنان عبر إصدار بطاقات حصص غذائية واستيراد أدوية وتجهيز صهاريج لتخزين الوقود من راعيتها إيران، فيما بلغ استياء اللبنانيين من الميليشيا الطائفية مستويات غير مسبوقة.
وتعد هذه الخطوة استجابة لأزمة اقتصادية خطيرة يعيشها لبنان، ستمثل توسعاً في الخدمات التي يقدمها الحزب الإرهابي إلى قاعدة دعمه بشبكة تشمل جمعيات خيرية وشركة بناء ونظام تعويضات.
وتلقي هذه الخطوات الضوء على المخاوف المتزايدة من انهيار الدولة اللبنانية وهو الوضع الذي تصبح السلطات فيه غير قادرة على استيراد الغذاء أو الوقود من أجل تفادي الظلام. كما تبرز الدور المتنامي لـ«حزب الله» في التعامل مع الأزمة بخدمات يوفرها عادة ما تكون من اختصاصات الحكومة.
وقالت مصادر إن الخطة التي من شأنها التحضير للسيناريو الأسوأ المحتمل تسارعت مع اقتراب رفع الدعم في الأشهر المقبلة، مما يثير أشباح الجوع والاضطرابات.
إلى ذلك، ذكر تقرير لموقع «ويكيلي بليتز» أن الميليشيا الإرهابية، التي تمثل دولة داخل دولة، وجهازاً شبه عسكري، أصبحت أكثر ضعفاً من الناحية السياسية مما كانت عليه في الماضي. ونقل الموقع عن خبير مكافحة الإرهاب، ستيفن إيمرسون، إن لبنان يعاني حالياً من أسوأ كارثة اقتصادية في تاريخه، و«حزب الله» الذي يسيطر إلى حد كبير على الحكومة الحالية يتحمل المسؤولية المباشرة لذلك. وأضاف الخبير أنه لم ير في حياته قدراً من الاستياء الشعبي تجاه حركة أو منظمة مثلما شاهده من اللبنانيين تجاه «حزب الله»، مؤكداً أن ارتباط «حزب الله» بتفجير ميناء بيروت في أغسطس الماضي والقرصنة الأخيرة لمؤسسته المالية الرئيسية، والتي كشفت الكثير عن فساده، قد أضافت إلى مشاكله الداخلية. في غضون ذلك، أوضح تقرير لمعهد «بروكنجز البحثي» أن أكثر من 80% من اللاجئين السوريين في لبنان يفتقرون إلى الإقامة القانونية منذ أن توقف لبنان عن السماح للمفوضية بتسجيل السوريين في عام 2015.
وللتسجيل خارج المفوضية، يلزم وجود كفيل لبناني، وموافقة السلطات، ورسوم تجديد سنوية قدرها 200 دولار، وهذا لا يمكن تحمله بالنسبة لمعظم الناس والموافقات أصبحت صعبة. وبالتالي، لا يستطيع الكثيرون منهم الوصول إلى الخدمات ويتعرضون للاستغلال والاحتجاز والترحيل، وخاصة من قبل ميليشيا «حزب الله»، التي لا ترغب في وجود سوريين «سنة» في البلاد، مما يهدد النسيج الطائفي في لبنان. وحتى قبل الأزمة، كان التعليم يمثل تحدياً، حيث كان 58 بالمائة من أطفال اللاجئين السوريين غير ملتحقين بالتعليم الرسمي في عام 2018.
وتقول منظمة «أنقذوا الأطفال» إن آلاف الأطفال اللبنانيين واللاجئين قد لا يعودون إلى المدرسة أبدًا إما لأنهم فقدوا الكثير من التعليم أو لأن والديهم لا يستطيعون تحمل تكاليف إرسالهم إلى المدرسة.
إن فساد الطبقة السياسية الحاكمة، والدور المشبوه لميليشيا «حزب الله» يدفع المجتمع الدولي للإحجام عن تقديم مساعدات إنسانية، ولكن التدهور السريع للوضع ودخول اللاجئين السوريين في المعادلة يتطلب من المجتمع الدولي وخاصة الاتحاد الأوروبي التعجيل بطريقة تتناسب مع حجم الأزمة.
وتتطلب هذه المأساة الإنسانية الأليمة المتزايدة مساعدات مالية ومساعدات أخرى مناسبة لمنع انهيار كارثي في لبنان ونزوح يمكن أن يزيد من زعزعة استقرار أوروبا وخارجها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©