الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«حزب الله» يدفع لبنان إلى سيناريو «التفكك اليوغوسلافي»

«حزب الله» يدفع لبنان إلى سيناريو «التفكك اليوغوسلافي»
8 ابريل 2021 00:25

دينا محمود (لندن)

مع اقتراب لبنان من دخول شهره التاسع بدون حكومة فاعلة، حذر خبراء ومحللون غربيون من أن الأزمة المتصاعدة حالياً في هذا البلد، تُعرّضه لمخاطر واسعة النطاق، تبدأ بإمكانية تجدد القتال الأهلي بين الفرقاء فيه على غرار ما حدث منتصف سبعينيات القرن الماضي، وقد تمتد إلى اندلاع حرب جديدة على أراضيه مع إسرائيل.
ودعا الخبراء إلى محاسبة النخبة اللبنانية الحاكمة بكل أركانها، وعلى رأسها ميليشيات «حزب الله» الإرهابية، نظراً لمسؤوليتها المباشرة عن الكارثة غير المسبوقة التي لا يمكن حلها سوى بتدخل خارجي جماعي أو فردي، يستهدف إنهاء النظام الطائفي المهيمن على الحكم في لبنان منذ عقود.
وفي مقال نشره موقع «ذا سايفر بريف» للدراسات والتحليلات الأمنية، أكد أميل نخلة الضابط البارز سابقاً في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» والمحلل الاستراتيجي والخبير الأمني البارز حالياً، أن إنقاذ لبنان، وتهيئة الظروف التي تؤدي لإعادته من على حافة الهاوية التي يقف عليها في الفترة الراهنة، قد يتطلب تشكيل مجلس وصاية مؤقت تقوده الأمم المتحدة، لدفع البلاد للوقوف على قدميها، والحيلولة من دون أن تصبح دولة فاشلة بكل معنى الكلمة.
وشدد نخلة على أن اقتراح تشكيل مثل هذا المجلس، لا يستهدف تغيير النظام الحاكم في لبنان، وإنما يرمي إلى تأسيس نظام حكم فاعل، يعيد بناء مؤسسات الدولة ويحاسب كبار المسؤولين، الذين أوصلوا البلاد إلى وضعها الحالي، من الانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والفوضى المؤسساتية.
وأشار إلى أنه يمكن كذلك السير على طريق بديل، يضطلع فيه الاتحاد الأوروبي بالدور الأبرز، بالتعاون مع الدول الغربية الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، وذلك لبلورة استراتيجية جريئة، تمنع انهيار لبنان، وما سيترتب على ذلك من أضرار جسيمة ستلحق ليس باللبنانيين فحسب، وإنما بمصالح الكثير من القوى الإقليمية والدولية أيضاً.
وفي هذا الإطار، يتعين تشكيل حكومة من الكفاءات ورجال الأعمال والأكاديميين اللبنانيين، على أن يكون هدفها الوحيد الإنعاش الاقتصادي وخلق فرص العمل ووضع حد لشح المواد الغذائية والوقود، الذي بلغ حد وضع لبنان على قائمة الدول المُهددة بـ«مجاعة كارثية»، وهو ما يهدد بتفاقم الاضطرابات والصدامات بين المواطنين وبعضهم بعضاً، وتزايد موجة هجرة الأدمغة إلى الخارج.
كما يمكن أيضاً، حسبما قال نخلة، تدشين صندوق دولي، تبلغ قيمته مليارات الدولارات لمساعدة الاقتصاد اللبناني على التعافي، شريطة أن يتم ضخ هذه الأموال وإنفاقها، عبر مجلس اقتصادي خاص يضم خبراء لبنانيين ممن ليست لديهم انتماءات سياسية، ويتم اختيارهم من جانب الاتحاد الأوروبي وشركائه من الدول الكبرى.
وحذر المحلل البارز، وهو الآن مدير معهد «سياسات الأمن الوطني والدولي» بجامعة نيو مكسيكو الأميركية، من خطورة السياسات الطائفية التي يتبناها الساسة اللبنانيون، ومن بينهم زعيم «حزب الله» حسن نصر الله، من أجل الحفاظ على نفوذ ميليشياتهم وتكتلاتهم، وزيادة نطاق هيمنتهم على الأمور.
وقال إن استمرار الوضع الراهن، قد يقود إلى أن يُفلس لبنان في غضون عامين من الآن، بما سيسمح لدول الجوار والجماعات الإرهابية باستغلال حالة عدم الاستقرار في أراضيه، التي قد تفضي بهذا البلد إلى التفكك والانهيار. 
وحذر نخلة من أن استغلال «حزب الله» لموارده العسكرية والمالية لإخضاع القوى اللبنانية الأخرى لإرادته، لا سيما فيما يتعلق بتشكيل حكومة جديدة في بيروت، أدى مع الممارسات الأخرى لهذا الحزب، إلى تحول لبنان إلى قبائل وإقطاعيات منفصلة، وربما متحاربة أيضاً.
في السياق ذاته، شدد المحلل السياسي الأميركي برنت سادلر على أن «حزب الله» حوّل لبنان إلى معقل يُدير منه «شبكة عنكبوتية لشبكات الإرهاب العالمية»، فضلاً عن الإمعان في اغتيال الساسة والنشطاء والصحفيين المناوئين للحزب، على شاكلة ما تقترفه عصابات المافيا من جرائم.
وأكد سادلر، في تصريحات نشرها موقع «يورونيوز» الإخباري الإلكتروني، أن هذا الوضع جعل لبنان على شفا الانزلاق إلى سقوط حر ومرعب، بعدما باتت ساحته الداخلية مفتوحة على مختلف الاحتمالات، سواء عودة الحرب الأهلية أو على الأقل نشوب اضطرابات واسعة النطاق، أو اندلاع صراع مسلح مع إسرائيل، أو حتى التفكك إلى دويلات، مثلما حدث ليوغوسلافيا السابقة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©