الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

منها مجلس الأمن.. ما هي خيارات مصر والسودان في أزمة سد النهضة؟

منها مجلس الأمن.. ما هي خيارات مصر والسودان في أزمة سد النهضة؟
7 ابريل 2021 19:56

شعبان بلال (القاهرة) 
سيناريوهات وخيارات عديدة لا زالت تتمسك بها مصر والسودان في أزمة سد النهضة الإثيوبي، بعد فشل جولة مفاوضات كينشاسا برعاية الاتحاد الإفريقي في التوصل لأي نتائج أو اتفاق حول آلية ومنهجية التفاوض بين الدول الثلاث خلال الأيام الماضية. 
ويرى خبراء وباحثون من دولتي مصر والسودان أن هناك العديد من الخيارات أمام البلدين لحل هذه الأزمة، منها الضغط من قبل المجتمع الدولي والفاعلين في الإقليم على إثيوبيا للانخراط في المفاوضات، وأيضا الاتجاه نحو مجلس الأمن، معتبرين أن خيار الاتحاد الإفريقي أصبح صعبا بسبب عدم قدرته على إحداث تقدم في الملف على مدار ما يقرب من عام. 
وترى الدكتورة أماني الطويل، مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هناك تحركات دولية في هذا الإطار من أميركا عبر تشكيل وفد من قبل إدارة الرئيس جو بايدن للتفاعل في أزمة سد النهضة، مضيفة أيضا أن هناك زيارة لوزير الخارجية الروسي خلال أيام بهذا الشأن. 
وأوضحت الطويل أن هناك تكثيف للجهود الدولية للتفاعل بين مصر وإثيوبيا والسودان للوصول  إلى حل لأزمة سد النهضة، مشيرة إلى أن التدخلات الدولية من أجل تحريك المفاوضات هي ربما سيناريو سابق لأي تحرك مصري سوداني تجاه مجلس الأمن. 
وأشارت الباحثة المصرية إلى أن مصر والسودان في انتظار نتيجة جهود التحركات الدولية وأفق تطورها على الموقف الإثيوبي نحو مزيد من التفاعل. 
ورغم إعلان مصر والسودان رفض إثيوبيا استكمال المفاوضات في شكلها السابق وتنازلهما عن الوساطة الرباعية، إلا أن  نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين، إن بلاده ملتزمة باستكمال مفاوضات سد النهضة في إطار الاتحاد الإفريقي فقط.

وأعلنت مصر والسودان، أمس، اختتام مفاوضات سد النهضة، دون إحراز أي تقدم، بعدما رفضت أديس أبابا كل الخيارات البديلة والحلول الوسطى التي تقدم بها السودان، لمنح دور للشركاء الدوليين ممثلين في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، في تسهيل التفاوض والتوسط بين الأطراف الثلاث.
 ومن السودان، ترى أسمهان إسماعيل، الباحثة في جامعة الخرطوم، أنه  بعد تقديم  المقترح السوداني المصري بتوسيع الوساطات بإضافة الولايات المتحدة والأمم المتحدة والأتحاد الاوروبي والاتحاد الإفريقي كراعٍ للوساطة بهدف الوصول لاتفاق قانوني ملزم يحفظ حقوق الدول الثلاثة في مياه النيل، فشلت جولة المفاوضات بسبب الرفض الإثيوبي للوساطة.  
وأوضحت لـ "الاتحاد" أن عملية الملء الثاني للسد المزمعة يوليو المقبل زادت من التوترات بين مصر والسودان من جانب وإثيوبيا، موضحة أن  ملء السد دون اتفاق يشكل تهديد قوي لمصر والسودان ويعتبر مهدد لأمنهما القومي.  
 وأشار إلى أن الخيارات أمام مصر والسودان متعددة، أولها الضغط من خلال الدول المؤثرة في الإقليم والمجتمع الدولي للقبول بالمطالب مصر والسودان، موضحة أن الخيار الثاني هو الضغط عبر محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن، ولكن خطورة هذا الاتجاه أنه يحتاج لوقت طويل في حين أن ما تبقي للملء الثاني لسد النهضة فقط ثلاثة أشهر ما يعني الحل عبر الأجسام الدولية في الظرف الراهن قد يكون بطىء ولا يوفر حلول فورية لقضية عاجلة. 
وتابعت الباحثة في جامعة الخرطوم، أن الحديث عن الخيار أو التدخل العسكري هو أمر بالغ الخطورة بالنسبة للدول الثلاث والمنطقة ككل، موضحة أن الحلول السياسية والدبلوماسية هي الأفيد عبر الدول المؤثرة، لتشكيل أداة ضغط علي أديس أبابا للقبول بوساطة تحفظ حقوق الجميع في مياه النيل وتجنب الدول الثلاث أي خسائر سوي كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. 
وإلى مصر مرة أخرى، قال أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس الشراقي إن الخيار الأول هو الجاري الآن عن طريق الاتحاد الإفريقي عبر إيجاده حل وسط يُرضي جميع الأطراف، لكن هذه السيناريو تم تجريبه أكثر من مرة ولم ينجح في تحقيق أي تقدم. 
وأضاف لـ "الاتحاد" أن السيناريو الثاني هو التخلي عن الاتحاد الإفريقي، والعودة مرة أخرى إلى مجلس الأمن لأنه هو المنظمة الدولية الكبرى على مستوى العالم، والذي يستطيع أن يدير المفاوضات، وأن يُصدر توصيات في مقام القرارات الملزمة للدول الثلاث.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©