الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"الاتحاد" تكشف قصة الجنود المجهولون في إنقاذ وتعويم السفينة الجانحة بقناة السويس

"الاتحاد" تكشف قصة الجنود المجهولون في إنقاذ وتعويم السفينة الجانحة بقناة السويس
1 ابريل 2021 08:13

أحمد عاطف (القاهرة)

على مدار الأيام الماضية كانت قصص كفاح المهندسين والفنيين العاملين بهيئة قناة السويس واللذين نجحوا فى أكبر عملية إنقاذ بحري للسفينة البنمية "إيفر جيفن" التي جنحت على مدار أسبوع بالمجرى الملاحي لقناة السويس وعطلت حركة الملاحة في العالم، إلا أن كل هذا الاحتفاء تناسي ما يمكن أن نطلق عليهم بـ"الجنود المجهولين" المعروفين بغواصين قناة السويس والمعروفين بعدة مسميات كـ""ضفادع القناة" أو "انتحاريو البحر".

فريق مكون من 12 غطاساً يعملون بقسم الإنقاذ البحري بهيئة قناة السويس هم من قادوا عملية الإنقاذ وحملوا أرواحهم أسفل المركب "إيفير جيفن" لمعرفة نوع التربة التي شحطت بها السفينة وعمل الاختبار الفني للجزء الغاطس إذا كان بها شرخاً أو لا تضرر بسبب عملية الشحط ورفع القياسات للمناطق المطلوب تكريكها، لكي يعمل بعدهم فرق المهندسين والعمال لأعمال التكريك والقطر والتعويم.

طارق حبلص أحد الغطاسين بهيئة قناة السويس ويعمل مدرباً للغواصين الجدد يقول لـ"الاتحاد" إن مهمة الغواصين لم تنتهي حتى الآن رغم تعويم السفينة، فبعد انتهاء التعويم الذي تم بعد المعلومات والصور التى وفروها من القاع لفريق الأزمة، فيما يقومون الآن بالغطس تحت السفينة من جديد في قاع البحيرات المرة لفحص السفينة ومعرفة قدرتها على الابحار أم لا.

يقول حبلص في اتصال هاتفي لـ"الاتحاد" أن فريق الغواصين الـ 12 واجهوا ظروفاً صعبة للغاية بقاع القناة خلال عملية إنقاذ السفينة من قوة شلال المياة والبرودة وشدة التيار قبل كل عملية تكريك وقطر لـ"إيفر جيفن"، مشيراً إلى أنه رغم احتمالية موت أحدهم بسبب الظروف الصعبة إلا أن لا يجاهرون بذلك ويعتبرون أنفسهم "أبطال الظلام"، وأن الأهم بالنسبة لهم هي نجاح المهمة ولا شيء آخر.
بحسب محمود طه وهو غطاس سابق بهيئة قناة السويس فى بورسعيد، فإن غطاسين هيئة قناة السويس، يكونوا خريجين من مركز التدريب المهني التابع للهيئة بالترسانة البحرية ببورفؤاد وبورتوفيق والمعروفة باسم "الأفرنتيه" ويكون معظمهم من أبناء مدن القناة الثلاث "الإسماعيلية، السويس، بورسعيد"، وحاصلون على دبلوم مهني.

طه أضاف لـ"الاتحاد"  أنه كان أحد المؤسسين فى الإنقاذ البحري للقناة عام 1979 بعدما تخرج من مدرسة "الأفرنتيه" ثم التحقت خلال التجنيد بسلاح البحرية وحصلت على تدريبات ثم خرجت وعملت فى الإنقاذ حيث أعمال تطهير قاع خليج السويس من الألغام البحرية، ولفت إلى أن طبيعة عمل الغطاس تحت الماء هى المعاينة حيث يتدرب على اللحام تحت البحر والتصوير ورفع المقاسات.

وأشار الغطاس السابق بقناة السويس إلى أن الغطاس تكون مهمته لنحو ساعة تقريباً وهو مقدار أنبوبة الأكسجين التى يحملها، مشيراً لي أن أحد الغطاسين وهو محمود فاروق جبر ضمن منفذين عملية إنقاذ "ايفر جيفن" أصيب خلال كشفه عن عمق السفينة بالتربة، وكذلك الكشف عن أي ضرر أصيبت به السفينة، وكان هو المصاب الوحيد خلال العملية.

المهندس ماجد أبوزيد أحد أعضاء فريق الإنقاذ البحري في هيئة قناة السويس سابقاً، كشف أن الشحط بسفينة "ايفرجيفين" كان لنحو 12 متراً فى الرمال بنحو ربع مليون طن، وكانت مهمة الغواصين مهمة غواصين القناة فى الأزمة الأخيرة للسفينة الجانحة كان غطسهم لمعرفة حجم التفريغ أسفل السفينة وحجم التكريك وهل النتائج مناسبة أم لا وهل يتم الاستكمال أم يتم التوقف.

وأشار المهندس ماجد لـ"الاتحاد" أن الغواصين لم يستطيعوا الدخول تحت السفينة نفسها نظراً لحجمها ولمكان الشحط ولكن كانوا يدورون حولها، لكن بعد خروجها فى البحيرات المرة بالتأكيد عملوا لها بالأسفل عملية "survey" كامل لمعرفة امكانياتها في الابحار من عدمه.

ولفت إلى أن أصعب تحدي أمام الغواصين فى القناة هي انعدام الرؤية ولكن بالخبرة تصبح لديهم القدرة على الرؤية والتعامل مع الوحدات أسفل المجرى الملاحي، مشيراً إلى أنه في حال تعطل الوحدة البحرية، يتواصل أفراد القسم بالنداء الآلي، كما يتم تسجيل أرقام هواتف أفراد القسم في دائرة اتصال مغلقة، ويستعدون على الفور في حال وقوع حادث ملاحي أو تعطل وحدة بحرية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©