الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أنقرة تعتزم ترحيل قيادات «إخوانية» لـ«بلد ثالث» قريباً

وزير الخارجية المصري سامح شكري (من المصدر)
20 مارس 2021 00:07

أحمد عاطف وشعبان بلال وعبدالله أبوضيف (القاهرة)

أكدت مصادر مصرية مطلعة أن أنقرة تسعى إلى حل الأزمة القائمة مع مصر في إطار تفاهمات، مؤكدة أن القاهرة تتعامل في إطار الدبلوماسية الدولية، لكنها لم تقدم أي تنازلات في المقابل لأنها صاحبة الحق الدبلوماسي والسياسي. 
وأضافت المصادر لـ«الاتحاد»: إن وفداً أمنياً تركياً من المقرر أن يزور القاهرة خلال الأسابيع المقبلة، خصوصاً إن مصر اشترطت أن تكون المبادرة الأولى من قبل تركيا، وليس بسفر شخصيات مصرية لتسوية الأمور. ومن أنقرة، قال مصدر مطلع: إن هناك ضوءاً أخضر من الجانب المصري، لكن بشروط، على رأسها وقف نشاطات القنوات الفضائية ووسائل الإعلام وترحيل عناصر تنظيم «الإخوان» المقيمين في تركيا إلى بلد ثالث، من المحتمل أن تكون بريطانيا أو ألمانيا، كحل وسط، إذ تطالب القاهرة بتسليمهم. 
وذكر المصدر التركي لـ«الاتحاد» أن أنقرة تعلم مكانة دولة مصر المهمة جداً في العديد من الملفات الدولية، لاسيما في ملف شرق المتوسط، مؤكداً أن تركيا تسعى لأن تكون القاهرة وسيطاً مع اليونان في ملف شرق المتوسط.
يأتي ذلك وسط مؤشرات على تقارب مصري تركي بهدف إنهاء حالة التوتر بين البلدين، التي تعود إلى عام 2013، كما شهدت العلاقة خلافات حادة بشأن ملفي ليبيا وشرق المتوسط.
إلى ذلك، أعلن عدد من برامج قنوات «الإخوان» في تركيا اعتذارها عن عدم البث دون أن توضح الأسباب، كما ذكر إعلاميون تابعون للجماعة الإرهابية أن السلطات التركية خيرت القنوات التابعة للجماعة بين الإغلاق أو التحول لتقديم برامج منوعات.
ومن جانبه، قال المحلل في شؤون الجماعات المتطرفة منير أديب: إن هناك ملاذات آمنة لجماعة «الإخوان» الإرهابية تلجأ إليها في كل مرة يضيق عليها الحال في البلدان التي تؤوي عناصرها، ومع الأزمة الأخيرة في تركيا بسبب قرار القيادة السياسية التهدئة مع مصر، يتجه أغلب العناصر الموجودة هناك للسفر خارج البلاد والاتجاه لملاذاتهم الآمنة.
وأضاف أديب لـ«الاتحاد»: «إنه لا يمكن التشكيك في القرار التركي الخاص بالتهدئة ووقف التصعيد الإعلامي تجاه القيادات السياسية في مصر وعدد من دول المنطقة، خصوصاً وأن ذلك ملموس بالفعل وتم تطبيقه والحديث عنه من قيادات الجماعة الإرهابية والهاربين هناك، وبالتالي سيتم تطبيق القرار بالفعل».
وأشار المحلل في شؤون الجماعات المتطرفة إلى أن القرار التركي لن يتضمن ذلك فحسب، وإنما يشمل مواءمة كبيرة فيما يتعلق بالملفات السياسية المشتركة مثل غاز شرق المتوسط، والذي شكل الأزمة الكبرى في التعامل بين الطرفين.
وذكرت تقارير إعلامية أجنبية وتركية أن النشاط الإعلامي لقنوات الإخوان في تركيا سيكون مشروطاً وبتصريح، موضحة أن قيادات «الإخوان» طالبت تركيا بعدم مداهمة القنوات مقابل التعاون، كما كشفت أن تركيا أبلغت قيادات الإخوان بضرورة الالتزام لتجنب الترحيل.
وقالت التقارير: إن أنقرة أكدت وقف إنشاء أي أحزاب سياسية إخوانية، إلى جانب تجميد منح الجنسية لكل من يحيى موسى المتهم باغتيال النائب العام، وعلاء السماحي، مؤسس حركة حسم الإخوانية.
دبلوماسياً، أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن القاهرة لم تقطع العلاقات مع تركيا، ولكنها سحبت السفير المصري في أنقرة بسبب الممارسات التي عكّرت صفو العلاقات على المستوى السياسي، مؤكداً أن مصر تكن كل المودة للشعب التركي.
وأكد لـ«الاتحاد» أن تراجع أنقرة عن تسخير قنوات تُهاجم مصر واستضافة عناصر إخوانية أيضاً سيساهم في عودة العلاقات، إذ أن هناك مصالح اقتصادية بين البلدين. 
واعتبر الدبلوماسي المصري أن ترحيب وزير الدولة للإعلام المصري أسامة هيكل بوقف قنوات الإخوان في تركيا هو تشجيع لهذا المنحنى بوقف اللغة المعادية في مصر، وتشجيع على مزيد من إجراءات التقارب المصري التركي. وشهد الأسبوع الماضي تصريحات إعلامية من قبل الدولتين تركيا ومصر، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن «تعاوننا الاقتصادي والدبلوماسي والاستخباراتي مع مصر متواصل، ولا يوجد أي مشكلة في هذا»، مضيفاً في تصريحات نقلتها وكالة «الأناضول» التركية الرسمية: «نريد استمرار الاتصالات مع مصر، وإذا حققت نتائج إيجابية فسنعمل على تقويتها ورفع مستواها».
فيما ردت مصر عبر وزير خارجيتها سامح شكري، خلال اجتماع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، الذي قال: إن عدم تدخل تركيا في الشؤون الداخلية لمصر قد يكون «منطلقاً» لبناء علاقات طبيعية بين البلدين، مؤكداً أنه لا يوجد تواصل مع الجانب التركي خارج الإطار الدبلوماسي الطبيعي. 
وشدد على أن «الأقوال لا تكفي، وإنما ترتبط بالأفعال والسياسات، التي تعيد أي علاقات لوضعها الطبيعي». وتابع: «إذا ما لمسنا تغييراً في السياسة التركية تجاه مصر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وانتهاج سياسات إقليمية تتوافق مع السياسة المصرية، فقد تكون هذه أرضية ومنطلقاً للعلاقات الطبيعية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©